2024-04-24 11:50 م

لماذا لا تنزل "القيادات" للشوارع دعما لاضراب الاسرى الذي يقوده البرغوثي؟!

2017-04-19
القدس/المنـار/ اضراب عن الطعام أعلنه أسرى الحرية والكرامة.. اضراب هو الأهم والأكبر في مرحلة مفصلية، يقوده عضو مركزية حركة فتح مروان البرغوثي، الذي مضى على اعتقاله أكثر من خمسة عشر عاما، ولهذا الاضراب من حيث العدد والتوقيت وقيادته دلالات ومعاني كبيرة وهامة، ستكون لها تداعياتها، وتترتب عليها خطوات وتطورات بالغة الأهمية.
اضراب الامعاء الخاوية مستمر.. وصداه في الساحتين الاقليمية والدولية، واسرائيل وصفته باعلان حرب، وشعب الاسرى، يقوم بفعاليات مساندة وداعمة ومن الطبيعي أن تخرج بعض العواصم في الشرق والغرب لتبعث بتهديداتها وتحذيراتها للقيادة الفلسطينية، بأن تعمل على اجهاض هذا الاضراب، والا.....!! عواصم، هي نفسها التي يقود الحرب الارهابية ضد شعوب الامة، في سوريا ومصر واليمن والعراق وليبيا.
اضراب اسرى الحرية والكرامة، المرفوضة مطالبهم الانسانية، لن تقتصر تداعياته على ساحة الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بل ستتعداه الى ساحات اخرى في الجوار وأبعد.. وبالتالي، الرافضون لهذا الاضراب، كثيرون .. في الساحات القريبة والبعيدة، منهم من ينثر الوعود ومنهم من وثق بها.. والأيام القادمة كاشفة.
في ظل هذا الاضراب، ووقفة الشموخ من جانب اسرى الحرية، يفترض أن يلتف الجميع، ومن كل التيارات حول هؤلاء الاسرى، والتضامن معهم، وتلقي جانبا كل الخلافات فهذا الاضراب عامل توحيد وفي هذه المرحلة لتتوقف حرب الادعاءات والتراشق بالاتهامات، والعكننة المملة بين قطبي الصراع القاتل في رام الله وغزة.
ما نراه، ونتألم منه، هو أن قيادات عديدة في السلطة منشغلة، بالتناحر بين حكم غزة وحكم رام الله.. هم في حالة حديث واطلاق تصريحات تصعيدية دائم.. ليس دعما للاسرى واضرابهم وانما دعوة لـ "النزال" مع الحكم في القطاع.
اعضاء مركزية فتح، يفترض أن يتفرغوا تماما بصدق وجدية وحسن نية لدعم الاضراب، والمشاركة في الاحتجاجات الشعبية والمسيرات التضامنية دعما لأسرى الحرية والكرامة، فمن يقود هذا الاضراب، هو قيادي فلسطيني وزميل لهم في مركزية فتح، والحاصد لأكثر الاصوات في مؤتمر الحركة السابع، بمعنى أن لا يخذله زملاؤه، مع عدم الالتفات الى ما تنشره وسائل الاعلام العبرية من أسافين وأنباء وتحليلات وتسريبات مغلوطة.
وقيادات حماس، لتصمت، وتلقي بعيدا تصريحاتها الالهائية، وتتجه الى تصعيد الاحتجاجات ضد الاحتلال والتضامن مع الاسرى، وتحريك العالم حتى ينال الاسرى مطالبهم العادلة، فالتراشق بالاتهامات مع قيادات فتح، وصمة عار، تثير الاشمئزاز ولعبة التطاحن هذه لم تعد تنطلي على أصغر طفل فلسطيني.