2024-04-19 04:15 ص

فتح وحماس.. الشروط والزيارات والاتهامات، أمر ما يطبخ على نار هادئة!!

2017-04-16
القدس/المنـار/ الاسراع في ايفاد وفد من مركزية فتح الى غزة، حاملا "شروطا" لحركة حماس، ووضع الحركة أمام خيارين، لن يخدم أية أهداف ايجابية تعزز فرص تحقيق وحدة حقيقية، وتنهي أو تخفف على الاقل كوارث الانفسام، فالرد الحمساوي هو الرفض.
وصول وفد فتح الى غزة، بهذه التشكيلة وهذه الاشتراطات، يعني خطوة نحو مزيد من تكريس وتعميق الانقسام، وخطوة كبيرة نحو الانفصال، فحركة حماس لن تقبل شروط فتح، وترى فيها اسقاطا لحكمها، وهذا مرفوض لدى الحركة، والجماعة التي تنضوي تحت لوائها... واذا ما كانت السلطة في رام الله معنية بالانفصال، فاتنها ستمضي قدما في ترتيبات زيارة وفد مركزية فتح لغزة، والانطلاق نحو القطار الذي تقوده واشنطن وبحمل أنظمة عربية بحثا عن حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وما يدور من لقاءات ويطلق من اتهامات وصلت حد "الردح" بين الجانبين المتصارعين في غزة ورام الله، هناك أنظمة وقوى غير بعيدة عما يجري، بل لبعضها علاقة وتاثير في هذا التراشق، وأيضا تحقيق الانقسام.
وما يقلق أن الصراع بين السلطة وحماس أصبح مادة للتعطيل والاشغال والالهاء، مستمرة وممتدة منذ سنوات، الحقت الويلات والكوارث بالساحة الفلسطينية، وصراع امتداداته وادارته والبحث فيه، يوحي ان لم يكن يؤكد بأن لا نية للجانبين في انهاء الانقسام وانجاز المصالحة، والتصعيد هذه الايام، تراشق اتهامات وطرح شروط، و "مبارزة" تثير الشكوك، يعني أن انفصالا قادما وقريبا بين غزة ورام الله تمناه الجانبين، وأن أخفيا حقيقة ذلك، وما هي عليه النوايا الحقيقية.
زيارة وفد فتح لغزة، تتعثر، ويبدو أن السبب هو افتضاح الأمور المخفية.. وهذا التعثر سيصعد من الحرب الكلامية، التي لن نبني عليها كثيرا، فهي مجرد غبار يغطي تحته الحقيقة.
ان تضارب تصريحات قيادات فتح، والتباين في الاقوال بين أعضاء مركزيتها و "نواطقها"، و "التخمين" في مواعيد السفر واللقاء، عوامل لها تفسير واحد، وهو "عبثية" الالتقاء والتزاور، وربما عراقيل متعمدة، لمنع حدوث "التقارب".. لكن، هذا لا يخفي، حقيقة بأن أمرا "جللا" قادم لا محالة، وكلا الجانبين على علم به، ومن تحت الطاولة يرحبان به.
أمر جلل من هندسة قوى التاثير واللاعبين في الاقليم والساحة الدولية، أمر لم يدركه بعد أعضاء المركزية، والعديد قيادات حماس "فالعسكر جاهزون في غزة" وجاهزيتهم قد تقلب الطاولة، أما في الجانب الاخر، فالدائرة الضيقة فقط لديها الخبر اليقين.
ان السطر الأول في هذه المسألة، ومنه يمكن الانطلاق لمناقشته وتحليله، هو أن حماس لن تتخلى عن حكمها لقطاع غزة، والسلطة تدرك ذلك تماما، وشروطها لن تلاقي قبولا.. وهنا، يطرح السؤال التالي:
ما الذي يجري التخطيط له؟!