2024-03-29 06:03 م

إضراب أسرى الحرية والكرامة .. رسائل ومضامين بالغة الأهمية

2017-04-15
القدس/المنـار/ أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الاسرائيلية يستعدون لتنفيذ اضراب عن الطعام، ردا على سياسات عنصرية وتهميشية يتعرضون لها داخل هذه السجون، ومست "آدميتهم" وهم المدافعون عن كرامة وحرية شعب، في مسيرة نضال لن تتوقف الى أن ينال الشعب حقوقه في الاستقلال والحرية.
اضراب الاسرى في السجون الاسرائيلية يأتي في مرحلة مفصلية وفي ظل تحديات تلوح في الأفق عناصرها وخطورتها، تهدد بنسف ثوابت وحقوق شعب ومشروعه الوطني، هؤلاء الفرسان ومن داخل أقبية السجون والزنازين، يهبون للدفاع عن مسيرة، يتهددها السقوط والانحراف.
إضراب الاسرى، رسائل لجهات عدة، فيها من المضامين الكثير، وهذه الجهات ان لم تقرأها جيدا وبعناية، فان الانفجار سيكون كبيرا يشعل ساحات تخشى امتداد النيران اليها، هذه الرسائل تؤكد الثبات والصلابة والاصرار، على انتزاع الحقوق رغم القهر والظلم والمرارة.
الرسالة الاولى، الى الاحتلال الاسرائيلي، رسالة مفادها أن ممارساته وأساليبه، لن تقهر هؤلاء الفرسان، ولن تناول من صلابتهم، وارادة شعبهم، وبأنهم ماضون في مسيرة التحدي، رافضين الظلم والقهر، وبأن على الاحتلال وقف انتهاكاته وسياساته الاجرامية، وحزم أمتعته وحقائبه والرحيل.
والرسالة الثانية، موجهة للمجتمع الدولي بمختلف ساحاته، مضمونها ضرورة التحرك العاجل لوقف سياسات الاحتلال وقمعه، والعمل الجاد لانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية.
والرسالة الثالثة للسلطة الفلسطينية، ومضمونها أن تكثف من تحركاتها وبكل الاشكال للتصدي لسياسات الاحتلال، والممارسات العنصرية ضد الاسرى في سجونه، ومواصلة هذا التحرك دون توقف، فهذه السلطة اقيمت على أكتاف الشهداء والاسرى والجرحى، مع التأكيد على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية، في ظل الجهود المشبوهة التي تقوم بها قوى معروفة لتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، رسالة تطالب السلطة بأن تكون قضية الأسرى على رأسم سلم الأولويات وجدول الاعمال، في كل اللقاءات مع أطراف أخرى، وكذلك التحركات في كل الساحات، مع عدم اغفال وإهمال هذه الحقيقة.
مراقبون متابعون يؤكدون أن اضراب الاسرى ستكون له تداعياته الكبيرة، وفي حال لم تدرس اسرائيل رسالته جيدا فان ساحة الصراع مقبلة على تطورات خطيرة، فهذا الشعب الملتحم مع أبنائه الاسرى لن يتوانى عن اشعال انتفاضة جيدة، تهز أركان الاحتلال والساحات والمجاورة، ويقول المراقبون أن اضراب الاسرى الذي يقوده عضو مركزية فتح مروان البرغوثي اثار قلق الكثير من الجهات التي بدأت منذ الاعلان عنه، تطويق اثاره، ومحاولة الضغط على الاحتلال ليتوقف عن ممارساته، ويتجه نحو عملية سلام حقيقية تؤدي الى مغادرته الاراضي الفلسطينية.
أمام الشعب الفلسطيني، ومع انطلاق اضراب اسرى الحرية تحد كبير، يفرض عليه تحركات مكثفة وجهودا كبيرة مشاركة واسنادا لهذا الاضراب، وموقف هذا الشعب له دلالاته ومعانيه الكبيرة، انه الامتحان ولا بد من النجاح.