2024-04-19 02:35 ص

الوجه الحقيقي لترامب

2017-04-13
بقلم: محمود الشاعر
إذا كان العقل زينة الرجال فماذا يزين الرئيس الأمريكي حين تخلى عن عقله وارتكب حماقته الكبرى بقراره الأخير في ضرب مطار الشعيرات وهو المطار ذاته الذي وجه الصفعة الأخيرة لإسرائيل يوم انطلقت منه الصواريخ السورية لرد طائرات الاحتلال الإسرائيلي ، وأي مكسب هزيل حصل عليه المعتوه الأمريكي إذا كانت قاعدة الشعيرات قد استمرت في مهامها الوطنية في ضرب الإرهاب ولم تستطع صواريخ الحقد المدفوعة الثمن مسبقاً من حثالة الأعراب أن تخرجها عن الخدمة ولو ليوم واحد فقط ؟ لقد أثبت ترامب ومن خلال أفعاله الرعناء انه رجل متذبذب ومتناقض ومنقلب على نفسه فخلال أشهر قليلة من حكمه صرح بأنه سيحارب الإرهاب ووصف سياسات من سبقوه تجاه المنطقة بالحمقاء ، وإذا به يفعل عكس ذلك في محاولة خائبة لإثبات قدرته على اتخاذ قرار عسكري إرضاء لقوى العدوان وتحقيقاً لصفقات رخيصة مع المتخاذلين من أعراب الخليج ومن لف لفهم ولكن السحر انقلب على الساحر حيث لم تتعد الضربة الأخيرة عن كونها مجرد حجر صغير في بئر مما عزز التماسك والانسجام بين حلفاء سورية الذين أكدوا بشدة على مواصلة محاربة الإرهاب وحذروا من أي عدوان جديد قد يستهدف الأرض السورية لأن العواقب حينذاك ستكون وخيمة ويضاف إلى ذلك القرار الروسي بتعزيز منظومة الدفاع الجوي السوري ومنظومة الحرب الالكترونية الأمر الذي سيؤدي إلى تقييد حركة الطيران الأمريكي في سورية بالإضافة إلى ولادة نظام عالمي جديد أعلنت عنه روسيا صراحة في مجلس الأمن قائم على التعددية القطبية بعد أن انفردت أمريكا ولسنوات طويلة بنظام أحادي هيمنت خلالها على الشعوب وفرضت قراراتها المتعسفة دون رادع حقيقي كما أن العدوان الأخير أظهر الوجه الحقيقي للرئيس الأمريكي الذي حاول طويلاً إخفاءه وأعاده إلى تربع عرش الصهيونية العالمية بعد إتقانه لمسرحية الكيماوي وعدوانه على المطار السوري بذهنية المحافظين الجدد لحماية أمن إسرائيل أولاً وبمنطق المتغطرس الذي يستخدم أدواته الداعشية والإرهابية لتحقيق أهدافه البعيدة في المنطقة . إن العدوان الأمريكي الأخير على سورية والذي تم خارج غطاء مجلس الأمن إنما جاء بمثابة جرعة إنعاش للعصابات الإرهابية التي تجرعت كؤوس الهزيمة في مناطق مختلفة من الأرض السورية وأثلج قلوب الأعراب والخونة والمتآمرين ممن يضمرون الحقد لسورية ويطالبون بتدميرها وإسقاطها بيد الإرهاب وما التسريبات الأخيرة عن نية الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربات جديدة لسورية و عزمه بإقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري بالتعاون مع الأردن وإسرائيل إلا تأكيد على استمرار أميركا في التصعيد والابتعاد عن الحلول السياسية والسعي نحو العسكرة والعنف في المنطقة بمشهد لا يختلف كثيراً عما حدث في العراق قبل سنوات ولكن هيهات فإن سورية ستبقى مع حلفائها من الروس والإيرانيين الشوكة التي ستفقأ العين الأمريكية وتسقط أي مشروع صهيوني استعماري وتسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة .