2024-04-25 08:27 ص

"مجزرة الرواتب" .. "الأشقاء الحلفاء" ودفع فاتورة "المقتطع"!!

2017-04-10
القدس/المنـار/ لا ندري على ماذا استندت القيادة الفلسطينية في ارتكابها لمجزرة الرواتب في قطاع غزة!! هل ما أقدمت عليه وفجر تذمر الشارع هو خطوة فلسطينية خالصة، ومن بنات أفكار هذه القيادة، أم أن ضغوطا خارجية مورست عليها، فامتثلت للتعليمات وعلى الفور!!
أيا كان الاحتمال، ومهما كانت دوافع "ارتكاب المجزرة"، كان لا بد للقيادة الفلسطينية، أن تفتح باب التشاور مع الحركات والاتجاهات السياسية في الساحة، لمناقشة الامر، وهذه الخطوة من كافة جوانبها، تأثيراتها وتداعياتها، والخروج بموقف واحد، عندها، يمكن تفهم الأمر، وتغلق الأبواب في وجوه المتربصين بالساحة والقيادة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: هل القيادة الفلسطينية راضية عما قامت به، ومس برواتب الموظفين في القطاع.. اذا كان الامر كذلك، ما هي الاسباب الحقيقية.. وما هي الفائدة، من وراء ذلك.. هل هي خطوة هدفها التقرب من هذه الاجندة أو تلك.. لكن، لماذا على حساب قطاع الموظفين الغلابى في قطاع غزة المحاصر، والمرتبط مباشرة بالسلطة الفلسطيني، وداعما لها؟! واذا كانت القيادة الفلسطينية قد امتثلت لتعليمات خارجية.. فما هي الأسباب، ولماذا لم تبحث عن حل للمسألة وسد هذه الثغرة قبل تنفيذ"المجزرة"!!
حتى لو أعادت القيادة الفلسطينية الوضع على حاله، الا أن ترجمة الخطوة المذكورة على الارض يشير الى أن "أمرا" ما يطبخ على نار هادئة، وأن ما تعرض له موظفو عزة، هو جزء من ترتيب يجري اعداده لفرضه على الفلسطينيين!
ويبدو أن من هم في الدائرة الضيقة لصنع القرار عجزوا عن طرح بدائل.. وسارعو الى هز رؤوسهم انحناء وتأييدا، أم انهم لا يريدون، وليسوا معنيين بالسير على قاعدة "المستشار مؤتمن"!! وتبقى الكلمة لمن هم في قمة الهرم السياسي، الذي يقبل بامثال هؤلاء، مقررين ومستشارين والدفع له، الى الظلام والظلمات والزج به في دائرة "الانتقاد والشتيمة" وفتح الطريق واسعة أمام طوابير المصطادين في المياه العكرة.
كان يفترض أن يستدعي رأس الهرم السياسي ممثلي الحركات والمنظمات في اللجنة التنفيذية ودراسة الامر مطولا، تطرح بصراح بصراحة ووضوح أسبابه وتداعياته، البدائل.. أو رفض ما أملي على القيادة وطلب منها، من جهات خارجية ودراسة شبهات هذا الطلب، وخطورته، وما يستهدفه، وارتدادته، أما أن تترجم التعليمات على الارض وبهذه السرعة، فهذا ليس من حق أحد اتخذ القرار أو تنفيذه دون تشاور، مكتفيا بمستشارين، ربما يخططون لابعاد رأس الهرم عن قمة المشهد السياسي.
وعودة الى الخطوة التي ضربت أحبتنا في غزة كالصاعقة، نرى أنه اذا كان لا بد من اتخاذها "ونتحفظ على ذلك"، لماذا لم تتطرق القيادة الفلسطينية أبواب "الاشقاء" خاصة اولئك الذين يرون في القيادة الفلسطينية حليفا لهم وفي خندق اصطفافهم، لتوفير فاتورة المقتطع من الرواتب!!