2024-03-29 01:38 م

أين هي قواعد اللعبة؟!

2017-04-09
بقلم: نبيه البرجي
انا الامبراطور .....!
وانا اللاعب الاكبر في سوريا وفي الشرق الاوسط وفي العالم. روسيا لا شيء ايران لا شيء. ماذا كان تعليق الرئيس الصيني شي جين بينغ على مائدة العشاء في منتجع مارالاغو الفاخر في فلوريدا؟ الخنجر في الصدر لا في الظهر..
حين اطلق الرئيس رونالد ريغان برنامج «حرب النجوم» وخلال مؤتمر صحافي مازح وزير الدفاع كاسبار واينبرغر احد الصحافيين بالقول «عليك ان تكتب الآن ان باستطاعتنا ان نقصف .... جهنم».
الاله ام السوبر اله الاميركي. اين هو ... السيد القضاء والقدر؟
لم يسدل الستار على مسرحية خان شيخون بل رفع الستار على قواعد وحقائق ربما على صفقة اخرى. ليلة الصواريخ وهي ليست ليلة الكريستال ولا ليلة الكونياك ولا ليلة الياسمين اظهرت الوجه الآخر لدونالد ترامب....
في هذه الليلة بدات ولاية الرجل. خلع ملابس لاس فيغاس وارتدى ملابس الكاوبوي. الذين تساءلوا ولطالما تساءلوا عن الاستراتيجية الاميركية في المنطقة ادركوا الآن انها فعلا استراتيجية نهش الكلاب. ضربة هنا وضربة هناك. والنتيجة .... الفوضى الخلاقة.
سريعا عاد رجب طيب اردوغان الى السروال الاميركي. دعا ترامب الى ان يقرن الاقوال بالافعال. هل نسي السلطان العثماني انه هو من وعد وتوعد بالدخول الى الجامع الاموي في دمشق على حصان سليم الاول؟ آنذاك ذكّره الشيخ محمد سعيد البوطي بأن دمشق ليست القسطنطينية وبأن الجامع الاموي ليس كنيسة آيا صوفيا...
الم تكن ليلة الصواريخ دليلاً كافيا لكي يقتنع اردوغان بأنه هو بالذات على رقعة الشطرنج؟
الذي حدث اظهر كم ان المسرحية كانت ساذجة وهمجية. كل شيء كان مركباً بدقة. كان الرهان على ان تضرب التوماهوك القصر الجمهوري ومبنى هيئة الاركان اضافة الى مؤسسات حساسة او حساسة جداً في دمشق. احدهم في لبنان استعاد الماثورة الصينية اياها وانتظر الجثة على ضفة النهر. لم تصل....
اللعبة اكثر تعقيداً بكثير من ان تحيط بها ادمغة الزواحف. غداً تستضيف واشنطن قمة عربية - اسرائيلية. دونالد ترامب يريد ان يدخل التاريخ. هل حقاً ان التاريخ لا يختلف فلسفياً عن الملهى الليلي...
كل ما هو مطلوب من بشار الاسد ان يوقع على الصفقة. الصفقة التي تدق الابواب. اخذ العرب والاتراك والايرانيون علماً بأن خط البداية, وخط النهاية, هو هيكل سليمان الذي بني بخشب الارز ويعاد بناؤه الآن بعظام العرب...
ماذا بعد قاعدة الشعيرات؟ دونالد ترامب صدم الاشقاء العرب. اين رأس بشار الاسد؟ المسرحية على حلقات (مفتوحة). اين هي قواعد اللعبة ايها القيصر؟!
ثمة رابح واحد الآن هو دونالد ترامب الذي أنقذ رأسه. منذ ايام جورج واشنطن لم يتعرض اي رئيس للولايات المتحدة لما تعرض له الرئيس الخامس والاربعون. لورنس سالزبرغر (جونيور) دأب على القول لمحرري «النيويورك تايمز» «ابقوا دائماً مستعدين لهذا المانشيت.... السقوط الاخير لدونالد ترامب».
الضربة التي انقذت الرئيس الاميركي. ولكن هل حقاً انها زعزعت قواعد اللعبة, وقواعد الاشتباك في سوريا؟ لم يعد باستطاعة اي كان القول ان فلاديمير بوتين هو الوحيد على الارض السورية. السؤال الان حول «الشراكة الاميركية - الروسية» ام حول «المواجهة الاميركية - الروسية».
الثابت ان ترامب الذي بالكاد اغتسل من «لوثة الغانيات» لن يجازف ويغرق في الوحول والنيران السورية. لكن ما بعد الشعيرات ليس كما قبلها. بعد الآن لا جنيف ولا استانا اليس كذلك ايها السيد بشار الجعفري؟
فصائل المعارضة اطلقت النار ابتهاجاً. رياض حجاب عاد فجأة الى الشاشات كمحلل استراتيجي. هذا زمن الالواح الخشبية الناطقة. الغرنيكا السورية اكثر تعقيداً بكثير من ان تجد نهاية وشيكة. لا تزال طريق الجلجلة طويلة جداً. هل ما قاله اوبير فيدرين هو الحقيقة «الآن بدأت... اللعبة».
ليلة وتمر. الذي حصل منذ بداية المسرحية وحتى نهايتها اعادة ترتيب قواعد الاشتباك. على الطاولة سيجلس قريباً دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. عليكم ان تتذكروا «ليلة البلقنة» بين جوزف ستالين وونستون تشرشل. مهنة التاريخ ان يتقيأ نفسه وان يتقيأ..... المصائب!


المصدر: الديـــار اللبنانية