2024-04-19 03:30 ص

لماذا كل هذا الاستنكار للضربات الأمريكية ؟

2017-04-08
بقلم: جمال العفلق
أميركا هي أميركا ولم تختلف سياسة البيت البيت الأبيض في يوم من الايام جمهوري كان أم ديمقراطي اتجاه قضايا الشعوب ولم تتغير تلك النظرة الفوقية والعدوانية لشعوب الأرض منذ دخول الولايات المتحده الأمريكية الحرب العالمية الثانية واستخدامها للقنابل النووية حيث استخدمت ارض اليابان وشعبها كحقل تجارب لصناعتها العسكرية . أما فيما يتعلق بالشرق والعالم العربي فقد كانت أميركا وعلى مدى عقود طويله رأس حربة لتنفيذ مشاريع الحركة الصهيونية والداعم الأقوى لتلك الحركة حيث ان قيمة الأنفاق العسكري على دعم قطعان الاستيطان الصهيوني تفوق بأضعاف ما تنفقة أميركا على الحلفاء المقربين منها ففي وقت كانت أميركا تعطي مصر مكافأه التوقيع على اتفاق السلام مبلغ يقدر بمليار دولار موزعة وفق شروط اميركا كانت الحركة الصهيونية تأخذ ثلاث مليارات اكثر من نصفها بالمجال العسكري رغم ان الاتفاق كان بين مصر والكيان الصهيوني ولكن المكافأة لم تكن متساوية . ولسرد مواقف الولايات المتحده الامريكية ودورها بتغذية النزاعات الدولية وتمويلها للارهاب علينا ان نبدأ من الكيان الصهيوني وجرائمة التي كانت تحدث وامام ملايين الناس وعبر بث مباشر ولكن الفيتو الامريكي كان حاضر في مجلس الأمن ليعطل اي مشروع قرارلا او ادانة لتلك الجرائم وكثيرا ما كانت تتحول تلك المشاريع الى بيان صحفي هزيل يساوي بين الضحية والجلاد . فما قامت بة ادارة دونالد ترامب في صباح يوم الجمعه من عدوان سافر على الجمهورية العربية السورية هو عمل ارهابي هدفة ارسال رسالة للجماعات الارهابية ان المشغل لكم سوف يتدخل بالحرب وكما نعلم جميعا الحرب على سورية هي مشروع امريكي بالاصل وان هذا المشروع ليس وليد اللحظة انما هو مشروع قديم تبلور بعد احتلال العراق واصبح اليوم واقع بعد تمويل الولايات المتحده للجماعات الارهابية وطبعا التمويل لم يكن من الخزانة الامريكية بل من دول تابعة لها أٌمرت ان تدفع للجماعات الارهابية ولهذا نجد ان كل الذين رحبوا بالعدوان الامريكي الاخير هم نفسهم الممولون للجماعات الارهابية ، فمن تابع اجتماع مجلس الأمن الذي دعت الية كل من روسيا وسورية واستمع للكلمات لعرف ان هذا الايقاع المتناغم بين مجموعة العدوان على سورية هدفة الوحيد هو ضرب السلم العالمي والتهديد بحرب عالمية ثالثة فالكلمات كانت موزعة بطريقة تؤكد ان اميركا ومن معها ارادوا حرف الاجتماع عن هدة وتحويلة الى اجتماع تبادل اتهامات ضاربين بذلك ميثاق الامم المتحده الذي يمنع الاعتداء على اي دولة واحترام سيادة كل الدول الاعضاء ، حتى ممثل مصر لم يتطرق الى العدوان الامريكي بل انشغل بالهجمات الكيميائية المزعومة والتي لا يملك احد اي دليل ان الجيش السوري هو من قام بها ‘ ليأتي موقف فير بوليفيا اكثر كرامة وصدق وتحدث بلغة الحر لا العبد عندما ذكر اعضاء مجلس الامن بدور اميركا وكذبتها الكبرى عن العراق ، نعم لقد تحدث مندوب بوليفيا بصدق عن قناعته ومندوب مصر تحدث كذلك بصدق ولكن عن قناعات اميركا واسرائيل وهذا هو الفرق بينمها . إن شجب العدوان والاستنكار امر طبيعي وواقعي ولكن الاكثر واقعيه هو ان نرد على هذا العدوان من خلال تقليم اظافر اميركا وهذا لن يكون الا باجتثاث الارهاب وانتزاع الاعتراف الدولي ان الجيش السوري والحلفاء والقوة الرديفة هم الذين يحاربون الارهاب ، وان ممولي الارهاب وعلى رأسهم اميركا التي كانت ترمي بالاسلحة عبر الطائرات على الحدود السورية العراقية لدعم قطعان داعش والنصره عليهم دفع الثمن فالخطوه الامريكية والقرار الذي اتخذه ترامب وما نتج عنه هو فرصة لاحرار العالم لاثبات من هو الارهابي ، فالواضح ان هناك قوة تعمل في الادارة الامريكية استطاعت خداع ترامب وتوريطة اكثر في سورية فما نتج عن العدوان الامريكي لم يغير شيء على الأرض ولم يقوي الجماعات الارهابية التي طالبت عبر ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن بتكرارها وكتب الائتلاف الخائن بيان الفرح بالقصف مرحبا به . اما المفاوضات التي تديرها الامم المتحده والتي فشلت مرارا وتكرارا وخصوصا بعد غرق الموفد الاممي في مشروع دعم الارهاب ، فافضل الشروط اليوم هو الانسحاب منها ومن يريد التفاوض علية ان يأتي الى دمشق لا ان نذهب نحن الية فبعد خمس جولات في جنيف وما سبقها في استانة يثبت الارهابيون ومن يشغلهم انهم لا يريدون وقف هذا العدوان انما كسب الوقت واطالة عمر هذه الحرب ، واليوم نحن نرى النصر ولا ندعية فنحن ندافع عن وجودنا اما الممولون لهذه الحرب سيكتشفون ولكن في وقت متأخر ان الولايات المتحدة استنزفت اموالهم دون جدوى ولا يصدق احد ان ثمن وتكاليف دفعة الصواريخ الامريكية الاخيرة التي اطلقت على مطار الشعيرات كانت على حساب الامريكي لقد تم قبض ثمنها قبل لعبة الكيميائي التي اطلقها الاعلام وصدقها الاغبياء مجرد تحليل بسيط لو اراد الجيش السوري استخدام هذا السلاح اليس الاجدر ان يستخدمة ضد قطعان المسلحين وتجمعاتهم ؟ إن هذه الحرب اثبتت مدى سيطرت الاعلام على عقول الكثيرين واستطاعت السياسة الاعلامية للصهيونية ان تغير مفاهيم كثيره فصار طبيعي ان يدعي المجرم على المقاوم في المحاكم ومن الطبيعي ان يبرر اعلامي طلبة من العدو قتل مقاوم ويجد من يؤيده ! ان السنوات القادمة ستكون مختلفة جدا فالعالم قبل العدوان على سورية شيء وما بعد العدوان سيكون شيء اخر ولن تعود عقارب الساعة للوراء فالرهان على نجاح محور العدوان وانتصاره هو انتحار سياسي واخلاقي ، وان الايام القادمة سوف تثبت بشكل او بأخر ان المطبلين للعدوان الامريكي هم انفسهم من سيكون في مقدمة المطبلين للموقف الامريكي بعد ان ينجلي الغبار وتبحث الولايات المتحده عن طريقة للتراجع عن موقفها الاخير وتعود للمربع الاول حيث سيكون الوضع السوري شأن داخلي ولابد من الحل السياسي ، حتى المناطق الأمنة او جيوب الارهاب التي يبكي اردوغان لصنعها لن تتحقق .