2024-04-20 05:07 م

ليست استعراضية، لنقمع العدوان المحتمل بالإستعداد التام له

2017-04-08
بقلم: سمير الفزاع
عندما حاول أوباما أن يفعلها قبل أربعة سنوات، تم إسقاط باكورة صواريخه في عرض المتوسط، ما يعني بأن الضربة مفاجئة... ما هي الأهداف التي تحاول واشنطن تحقيقها من هذه الغارة الصاروخيّة؟. * أهداف تخص ترامب وإدارته: 1- تظهر مدى تأزم والضغط على الإدارة الأمريكية وترامب شخصيّاً، والمشروع الصهيو-أمريكي في سورية. 2- تبرئة "لترامب" من "تهمة" التساهل مع روسيا، والعلاقات الخاصة مع بوتين، ولجم للمعسكر المتطرف في واشنطن، والتحالف الصهيوني-النفطي الرجعي العربي. 3- تمهيد الأرضيّة لبروز "النيتو الإسلامي" بقيادة واشنطن من جهة، وفرض تسوية للقضية الفلسطينية ثانياً. 4- إستعادة مكانة واشنطن في العالم وتعزيزها، ومنع تفلتها عن الفلك الأمريكي، وتحديداً في أوروبا ومنطقتنا، بإظهار قدرتها على إتخاذ القرار وتنفيذه ميدانياً... والتخلص من سمة التردد والإنسحاب التي شاعت لوصف سياسات إدارة أوباما. 5- قبل أسبوعين تقريباً، طلب جون ماكين، عضو الكونغرس الأمريكي المتصهين، من رئيسه ترامب، أن لا يلتقي الرئيس بوتين إلا بعد تحديث الجيش الأمريكي ليكون في موقف قوي... ويمكن إعتبار أن هذه الغارات الصاروخيّة تصب في هذا الموقع، تقوية الموقف الأمريكي بوجه روسيا قبيل القمّة المرتقبة بين الرئيسين بوتين وترامب. * أهداف تخص الحرب على سورية: 1- محاولة لإنقاذ أدواتهم ميدانياً وسياسياً... من الإنهيار الشامل. 2- رسم خطوط حمراء بالنار، "لضبط" تحركات الجيش العربي السوري وحلفائه. 3- بعد إسقاط الطائرة الصهيونية، يحاول ترامب طمأنة حلفائه في المنطقة، وتحديداً هذا الكيان، بأنه قادر على حمايتهم عمليّاً وميدانياً... لا مجرد وعود فقط. 4- إذا ما فشلت داعش وأخواتها من أدوات الغزو الإرهابي في إجبار الرئيس بشار حافظ الأسد على التفاوض حول مطالب واشنطن وحلفائها، من الممكن لصواريخ "توماهوك" أن تفعل. 5- رسالة إلى الرئيس "الأسد" بأن لواشنطن حاضرة ولها "حصة" في الميدان السوري، ومستقبل سورية... وهذه الصواريخ يمكن أن تؤشر على هذا الحضور وهذه "الحصة". 6- تحصيناً للوجود الأمريكي على الأراضي السوريّة، وردّاً على تصريح الرئيس الأسد الأخير للصحافة الكرواتية، بأن أي وجود أجنبي على الأرض السورية غزو بكل ما للكلمة من معنى ولو كان فرداً واحداً... 7- في معلومات أوليّة، يبدوا بأن الغارات الصاروخيّة الأمريكية على مطار الشعيرات تعمل لتحقيق هدفين صهيونيين: وقف تقدم الجيش العربي السوري من محور تدمر-السخنه، ودعم داعش بالعودة إلى تدمر... ويبدو بأن داعش تحاول القيام بذلك منذ فجر اليوم، من جهة، ومن جهة ثانية، معلومات صهيونية تتحدث عن إستهداف منظومات دفاع جوي كان لها دور في صدّ الغارة الصهيونية على تدمر وإسقاط أحد غاراتها. 8- توجيه رسالة قاسية إلى روسيا، وإلى بوتين شخصيّاً، خصوصاً وأن وزير الخارجية الأمريكي سيكون في زيارة لموسكو الثلاثاء المقبل: لستم وحدكم في الميدان السوري، ونحن قادرون على فرض إرادتنا، والعلاقات بيننا ليست مصلحة أمريكية فقط لنقدم وحدنا التنازلات... . * ختاماً، الردّ المثالي: 1- تشديد حملات مواجهة الأدوات الإرهابيّة والتوسع فيها إلى أقصى الحدود المتاحة، للتعجيل في طحن وسحق هذه الأدوات التي تربك المشهد، وتعطل إنهاء الحرب على سورية. 2- إلتفاف الشعب حول جيشه ووطنه، وفتح حملات وطنيّة موسعة للإلتحاق بالجيش العربي السوري والقوى الرديفة له... في ظل حملة تشجيع وتحريض وطنية ودينية ومالية وإعلامية... . 3- رفع مستوى الحضور الميداني-العسكري لحلفاء سورية وأصدقائها، وتحديداً روسيا وإيران... وإندماجهم الموسع في الشراكة الميدانية، وعدم الركون إلى مقولة بأن جرى "مسرحيّة" لإنزال ترامب عن الشجرة. 4- الرد الفوري على أي عدوان مقبل، وخصوصاً من قبل الكيان الصهيوني الذي سيحاول إستغلال الموقف. 5- لقمع أي فكرة بالعدوان على سورية، برفع التحضيرات لمواجهة واسعة على مستوى سوريّة والإقليم، مهما كانت فرص وقوعها، ورفع الخيارات جميعها فوق الطاولة... هكذا نجعل من هذه الغارة مجرد "مسرحيّة"، خصوصاً وأن معظم مكونات مطار الشعيرات القتاليّة نقلت إلى مكان آمن قبل وقوعها بساعات.