2024-04-19 05:04 ص

استنساخ العدوان الثلاثي على سوريا

2017-04-08
بقلم: إيهاب شوقي
تتناقض تصريحات امريكا الرسمية بأن اولويتها لم تعد اسقاط الرئيس بشار الأسد مع موقف الجامعة العربية المصر على التطابق مع موقف مجلس التعاون الخليجي كالعادة من تجاهل لدعوة رسمية لسوريا. هذا بالطبع لا يعكس استقلالا عن امريكا وانما يعكس تنويعا للدور الأمريكي المراوغعبر اذنابه واتباعه من اشباه الحكام بالجامعة. يتوقع تييري ميسان عملية كبرى قد تشنها القوى الاستعمارية على الرقة. حيث يقول ان لندن وباريس يمكن أن تقدما معا على مهاجمة المدينة قبل أن يُحكم غيرهم عليها الحصار، لاخراج مقاتلي داعش وانقاذهم، كما بوسع مقاتلي داعش الانسحاب نحو الحدود التركية، وحتى اللجوء إلى تركيا أيضا، للقيام بواجبهم في تصفية الأكراد، كرمى لعيون رجب طيب اردوغان. ورغم أن تييري ميسان ليس هينا في مصادر معلوماته او تحليلاته، الا انه بالتأكيد ينبغي التروي في قبول التحليل. الا ان التروي والتحفظ على القبول بالتوقع ربما لا يصمد امام شواهد اخرى تجعل الاتفاق مع ما ذهب اليه ميسان اقرب للواقع والمنطق. اسرائيليا: أكد غاري كورين السفير الإسرائيلي لدى روسيا استعداد تل أبيب للإقدام على عملية عسكرية في سوريا ضد حزب الله اللبناني والقوى الرديفة له إذا شعرت بخطر حقيقي يتهددها من هناك. وفي حديث للصحفيين الروس، قال كورين: "النظام الإيراني كان مهتما على الدوام بدعم سوريا وحزب الله واستغلالهما أداتين لتهديد إسرائيل وردعها". وأضاف: "تتعرض أراضينا للقصف المتعمد أو غير المقصود من مختلف أنواع الأسلحة، وجيشنا لا يقف مكتوف الأيدي ويرد على ذلك. إلا أنه وإذا ما تغير الوضع، وشرع حزب الله وأي ميليشيا شيعية أخرى أو إيران في حشد جبهة ثانية على مرتفعات الجولان، فإننا لن نقبل بهذا الأمر حينها وسوف نرد في أسرع وقت ممكن". تركيا: أعلنت تركيا استمرار وجودها العسكري في سوريا رغم إعلانها رسميا انتهاء عملية "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الجيش التركي في بيان، إن "عملياتنا مستمرة لحماية أمننا القومي، ومنع تواجد أي كيانات غير مرغوب فيها، وللسماح لإخواننا النازحين السوريين بالعودة إلى منازلهم، وكذلك ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة". وهو استمرار للموقف التركي المراوغ والممسك بالعصا من منتصفها انتظارا لبيان الصورة والغدر بأي شريك يشعر الاتراك ان الكفة لا تميل تجاهه. فرنسيا: ماكرون الذي دعا الى سياسة متوازنة بين النظام والمعارضة لو فاز واكملت فرنسا طريقها بالاتحاد الأوربي، فإن فرنسا ستنخرط في حرب على سوريا ليس بالضرورة شاملة وانما جزئية بالقدر الذي يستفز الروس ويجهض مصالحهم بسوريا. بريطانيا: فإن ماي التي القت بثقلها على دول الخليج لاستنزافها تعويضا لصفقاتها المفقودة بعد الخروج من الاتحاد الأوربي لن تتورع عن القيام بدور المرتزق في تحقيق الاحلام الخليجية باستنزاف سوريا والاطاحة بالرئيس بشار وستكون ايضا تدخلاتها على النسق الفرنسي استنزافية لتجنب مواجهات مباشرة مع الروس. مايتصوره حكام عرب من توافق مع ترامب على انه صمام امان لهم قد يصبح وبالا عليهم اذا ما تماسكت المقاومة ولم تتعامل بالقطعة كما يريد الامريكان. امريكا تريد ان تتقارب مع روسيا بيد وتستنزفها بالأخرى، عن طريق عدم المواجهة المباشرة، وانما بالحرب بالوكالة وبطريقة متمايزة عن الطريقة الصريحة لاوباما، وطريقة ترامب تعتمد على تعقيد الملفات وارباك الساحات والايقاع بين المتحالفين مثل سوريا وايران وحزب الله وروسيا او اشباه المتحالفين مثل تركيا وروسيا، ويلعب الكيان الصهيوني دورا في الخلفية يساعد امريكا في هذا الايقاع حيث يحاول ايصال رسالة الى سوريا مفادها "اما بشار رئيسا بدون ايران وحزب الله واما فوضى ولا رئاسة ولا حتى سوريا موحدة!". هذه المرحلة من الحرب هي المرحلة الاخيرة قبل الحرب المباشرة الصريحة التي قد تتطور لحرب عالمية –نرى انها حتمية- وهي تتطلب ثباتا من المقاومة وتمسكا بالمعسكرات وعدم مهادنات وعدم القبول بأي حلول توافقية على حساب وحدة المعسكر وتحالفه المعلن. ان كانت المقاومة تألم فاعداؤها يألمون ولا يرجون من الله ما ترجوه المقاومة.