2024-03-29 03:01 م

مفاجأة من تونس بشأن عودة العلاقات مع سورية

2017-04-05
كتب الدكتور خيام الزعبي 
 يستمر التونسيون على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتها سورية، وتشهد تونس على مختلف المستويات والمنظمات والفعاليات الاجتماعية أنشطة مختلفة يطالب بها الشعب حكومته بإعادة العلاقات بين سورية وتونس، كون كلا البلدين لهما وزنهما وأهميتهما في المنطقة العربية، إذ يجب أن تبقى سورية وتونس على وئام ووفاق إنطلاقاً من إستيعاب دروس التاريخ أنه كلما كانت سورية وتونس في خندق واحد، وموقع واحد متضامنتين فإن ذلك يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة. وفي مفاجأة أخرى أكد الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي، خلال لقائه عدداً من أعضاء الوفد البرلماني الذي زار سورية مؤخراً، والتقى مسؤولين سوريين على رأسهم الرئيس الأسد، على تماسك ومتانة العلاقات بين الشعبين التونسي والسوري، وأوضح قائد السبسي أنه لا يوجد مانع جوهري في إعادة العلاقات الى مستواها الطبيعي، مشيرا إلى أن السلطات التونسية لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سورية وأنّ لديها تمثيلية قنصلية في دمشق ترعى المصالح التونسية، وفي الاتجاه الأخر قدم أعضاء الوفد البرلماني، شرحاً موجزاً لرئيس الجمهورية عن أسباب زيارتهم إلى سورية التي اعتبروها مسعى لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين وإرجاعها إلى طبيعتها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية سنة 2012.م، كما أطلعوا السبسي على أهم التطورات في سورية وعلى جوهر المحادثات التي أجروها مع كبار المسؤولين السوريين، وأكّدوا أنّهم لقوا تجاوباً كبيراً من الدولة السورية للمساعدة والتعاون مع الدولة التونسية لتسليمها عددا من الشباب التونسي الموجودين في سورية والذين لم يتورطوا في قضايا إرهابية، إضافة إلى استعداد الجانب السوري لتقديم معلومات حول شبكات تسفير الشباب التونسي إلى سورية. في سياق متصل تدرك تونس جيداً أن موافقتها على القطيعة مع سورية كانت متسرعة وغير مجدية، وهي تحاول الآن بشكل أو بآخر أن تستعيد مواقفها وإعادة النظر بالسياسة التي أدت إلى القطيعة معها، تنبع أهمية عودة العلاقات بين البلدين من أجل مكافحة الإرهاب، وكذلك المصالح المشتركة للشعبين كما تؤكد أن تونس يجب أن تقوم بدورها الوطني وأن تكون في صف سورية ضد الإرهاب لا شريكة في المؤامرة عليها، فتونس تشترك مع سورية في مواجهة التهديد الإرهابي باعتبارهما "في جبهة واحدة، وأنه من مصلحة الحكومة التونسية التعاون مع الحكومة السورية في مقاومة الإرهاب ومراقبة شبكات التحاق  التونسيين بالجماعات الإرهابية لاحتمال عودتهم لممارسة الإرهاب في تونس وتحصين أمن البلدين في مواجهته، ومن هذا الإطار فأن تونس تجري مراجعة شاملة إستناداً إلى ما تشهده المنطقة من تغيرات، انطلاقاً من حاجتها إلى محور سورية -تونس- مصر، فجميع الأطراف لهم مصلحة في هذه الشراكة التي يجب أن تعود لمسارها الطبيعي، وبالنتيجة فإن عودة هذه العلاقات إلى وضعها الطبيعي سيؤدي إلى إثارة غضب أعداء سورية، الذين رحبوا سابقاً بضعف العلاقات بين الجهتين من أجل تحقيق مشروعهما في المنطقة. في السياق ذاته إن ثبات واستقرار هذه المنطقة رهين بالعلاقات الايجابية بين كل من دمشق والدول العربية، وان التنمية المستديمة في الدول العربية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال علاقات إيجابية وثابتة ومستقرة مع سورية، وعلى البلدان العربية التي تعيش في حالة من التردد في التعاطي مع دمشق إلا أن تعترف بقوتها سياسياً واقليمياً، وكما لجأت بعض الدول الى لغة الحوار مع دمشق فمن المناسب ان يلجأ محور أعداء دمشق الى المنهج نفسه وليس المواجهة أو الصراع معها من أجل تحقيق أمن المنطقة. مجملاً.... إن إعادة العلاقات السورية التونسية تمثل في الظروف الحالية حاجة إستراتيجية للطرفين، والتنسيق بينهما سيعيد إلى المنطقة شيئاً من التوازن ومنطلقاً للتأسيس لحالة من الإستقرار في خضم المرحلة المضطربة حالياً، وبإختصار شديد يمكنني القول لقد آن الأوان لنتعاون مع باقي قوى التوازن بالعالم لإنقاذ سورية من الدمار والخراب، وتجاوز أزمتنا والمضي بوطننا الكبير "سورية" نحو المستقبل الزاهر، وبالتالي فإن كل هذه المعطيات تشير الى إن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، خصوصاً إن سيناريو التفاهم الأمريكي والروسي قد يعود الى السطح مجدداً، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الاقليم في المنطقة وعلى الأخص سورية. 
Khaym1979@yahoo.com