2024-04-19 02:06 م

معركة كسر الإرادة وعدوان دولي جديد ..

2017-04-05
بقلم: جمال محسن  العفلق
هي معركة آخرى يخوضها الشعب السوري وعنونها السلاح الكيمائي ذلك السلاح الذي تستخدمة العصابات الإرهابية في كل مرة وبدعم دولي والضحايا من الأبرياء والأطفال ، المسرحية هي نفسها بفصولها المتكرره وبنفس العناصر والادوات مجرم ينفذ بأوامر من نفس الدول التي تستنكر، فرنسا الداعم العلني للارهاب وبريطانيا المسوق للجماعات الارهابية والولايات المتحدة الامريكية التي تعتقد انها الشرطي الدولي والقادر على معاقبة الجميع والاعتداء على اي شعب او دوله دون حسيب ، وباستخدام مجلس الأمن الذي اصبح اليوم مجرد مكتب تمثيل لمصالح الدول الكبرى . لماذا هذه المعركة اليوم ؟ هل كان لفشل المفاوضات الاخيره في جنيف وعدم تمكن الجماعات الارهابية من تحقيق اي تقدم على جبهة دمشق او حماة دور في ذلك بعد خرق الهدنة وعودة ما يسمى بالجماعات المعتدله للعمل مع الجماعات الارهابية بالعلن وتحت حماية ما يسمى الدول الراعية للحوار والاخرى الضامنة لوقف اطلاق النار أم ان الولايات المتحدة ارادة سحب تصريحاتها الاخيرة والتي اعتبرها البعض ايجابية نحو الحل في سورية لتتستر بجريمة الكيميائي وتدعي انها حمل وديع ولكن الجيش السوري قطع الطريق عليها هذه اسئله لها اجابات وليست بالمعضله فاليوم نحن على ابواب النهايات ولكن ما هو الحصاد ؟ - تركيا الجاره القريبة والتي اتت تصريحات وزير خارجيتها الاخيره دليل على فشل وافلاس عندما ادعى ان تركيا مسؤوله عن ملياري مسلم في العالم وكان تركيا قررت وبعد الفشل مع الاتحاد الاوربي طوال عقود لتحويل حربها السياسية الى حرب دينية ، لا استطاع الاكراد تحسين شروط التفاوض مع الاتحاد الاوربي طوال السنوات الست من مشاركتهم في العدوان على سورية ، ولا استطاع اردوغان تحقيق مطلبة بالمناطق الامنه لكي يستصنع كيان مذهبي يكون تحت سيطرته . - اما الفرنسيين فقد انهكتهم التجاذبات الدولية حول سورية فلا اميركا تحسب حسابهم ولا بريطانية تعتبرهم شركاء ويعلم الفرنسيون انهم خاسرون في النهاية الا اذا اعطي لهم بعض الفتاة من عقود كبيرة الجميع يلهث خلفها في اعادة الاعمار او مشاريع النفط والغاز المتوقعة في المنطقة ، والتشدد الفرنسي هذا ليس من باب الحرض على الشعب السوري نحن في سورية حتى اليوم لم نتلقى اي اعتذار او تعويض عن جرائم الفرنسيين ابان الانتداب الفرنسي للمنطقة ، كما ان مشاكل الاتحاد الاوربي وخروج بريطانية كفيله بتفجير ازمات داخلية لدى كافة دول الاتحاد وخصوصا فرنسا التي تحاول اعادة دورها الاستعماري وتصدير مشاكلها الى الخارج . - الكيان الغاصب تغيرت معطيات المعركة بالنسبة له بعد اطلاق الصواريخ على طائراته وفشل الصهاينة بخلق جيب عميل لهم قادر على محاربة الجيش السوري واضعاف قوة حزب الله وهذا ما دفع بالمجرم نتنياهو للاسراع باطلاق تصريح حول القصف الكيميائي المزعوم واتهام الحكومة السورية به والادعاء بانة متألم وكأن العالم لا يعلم عن جرائم الكيان الصهيوني المستمرة منذ اعلانة وحتى الساعه . - اما الولايات المتحده الأمريكية وبريطانيا فلهم تاريخ ليس بالبعيد في مثل هذه الملفات فبعد مسرحية سد الفرات والقصف الامريكي لغرفة التحكم واعلان اميركا انها لا تبحث بمصير الرئيس السوري والادعاء ان هدف الادارة الامريكية هو محاربة الارهاب (( الذي صنعته )) ، فكان يجب هنا ان تحسن من موقفها امام الرأي العام الامريكي اولا وايجاد مبرر لخطوات اخرى قادمة قد تصل الى رفع عدد جنودها ودخول في حرب مباشرة تفرض فيها مناطق جديده لكيانات تعتقد اميركا انها ستكون افضل لها في المستقبل ، فلعبة الكيميائي وتلك البيانات الجاهزة والتي نشرت فور اعلان الخبر ، ولا يمكن اليوم ان نصدق ان اميركا لا تعلم بوجود تلك المواد بيد الجماعات الارهابية وليس من المعقول ان نقبل بهذه المسرحية وخصوصا بعد ان دفع العراق من قبلنا مليون ونصف شهيد كان ضحية للخداع الامريكي والبريطاني ومن ثم قالوا لنا نحن اسفون كانت التقارير كاذبة ! لقد تحولت سورية بالنسبة لهم الى حرب خاسره وكل المحاولات والمشاريع التي كان من المفترض انجازها منذ ست سنوات لم يتحقق منها شيء ففي بداية العدوان على سورية تصور البعض ان القضية منتهية خلال ستة اشهر وبالاكثر سنة ولكن الواقع كان مختلف فلا اردوغان طلى في الجامع الاموي ولا ادارة اوباما تقدمت خطوه ولا اسرائيل حققت هدفها في اضعاف قوة المقاومة ، اما العرب الداعمون للحرب على سورية فميزان مدفوعاتهم اصبح اكثر بكثير من المتوقع . فما يريده الجميع اليوم من هذا العمل الاجرامي هو وضع سورية تحت البند السابع وهذا ما يطالب به من يدعون خوفهم على الشعب السوري وخصوصا ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن الذي يعيش حالة الغرق الكامل بالانقياد الاعمى لجماعة الاخوان المسلمين التي تعمل باوامر مكاتب الاستخبارات الغربية والكيان الصهيوني ، ومن غرق هذا الائتلاف الخائن بالغباء عدم ادراكة بانة سيكون كبش فداء يدفع به الى المحرقة عند اول تسوية سياسية بين الدول الكبرى فلا مكان للخونة بالتسويات . هذه معركة كسر الارادة وليس هناك ما يستدعي الخوف فالوضع الميداني تحت سيطرة الجيش والحلفاء وكل هذا التهويل هدفة نشر الذعر بين الناس وكأن الحرب انتهت واصحاب علم التقسيم والانتداب رفعوا اعلامهم في دمشق ، وهذا ما لا يستطيعون الحلم به .