2024-04-20 03:54 م

ألف رحمة على العزل الأبرياء قبل الكشف عن الحقيقة وبعدها

2017-04-05
بقلم: أنور العقرباوي
ليس أشد من جريمة حرمان الطفولة والكهولة، من الحق في العيش بأمن وأمان وسلام، إلا أن يحرموا على حين غرة وهم في غمرة نيامهم من حقهم بالحياة! بالأمس ضجت وسائل الإعلام بأنباء الهجوم الكيماوي الجبان في خان شيخون، اللذي ذهب ضحيته المئات من الأبرياء، دون ذنب لهم إلا أن تكون آخر دعواتهم أن يصبحون على يوم جديد ملؤه الأمل في النجاة، من حقد المتربصين بصمودهم وثباتهم على أرض الآباء والأجداد! وإذا كان هذا العمل الخسيس تدينه الإنسانية جمعاء بغض الطرف عن مصدره أي كان، فإن اللذي يشي بالأمر ويطرح ألف سؤال، ردود الأفعال ومصادرها اللتي استبقت التحقيقات وسارعت بتوجيه الإتهام نحو الجيش العربي السوري دون غيره، واللذي يعلم الجميع من المتقولين عليه، أن لا حاجة له في اللجوء إلى ذلك الأسلوب المنبوذ أخلاقيا، وهو اللذي أصبح له اليد الطولى في موازين القوة و السيطرة، واللذي لم يستطع المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بكل ما أوتي من إمكانيات تقنية ومكر أجهزة استخبارية، أن يقدم الدليل المادي على تورطه بالهجوم الكيماوي السابق من عام 2013! وإذا كانت خلاصة التحليل العلمي والمنطقي قد أشارت في حينه أن من كان وراء ذلك العمل الشنيع، إنما كان يهدف إلى توريط الولايات المتحدة على الأرض مباشرة في الحرب الدنيئة على سورية، بدليل ما تبعه من إستنفار للأسطول الأمريكي، على إثر تعهد المنصرفة ولايته الصهيوني أوباما، بالتهديد بالويل والثبور وعواقب الأمور، إذا تجاوز الجيش السوري الخطوط الحمراء اللتي حددها هو بنفسه، وعندما لم يجد الدليل، فلم يجد لنفسه مخرجا حينها للحفاظ على مع ماء وجهه، إلا القبول بالإقتراح الروسي اللذي قضى بإستغناء دمشق عن مخزونها الكيماوي! وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، وحتى لا نوجه الإتهام بالعمل الدنيء لجهة دون أخرى، فلماذا كل هذا التسرع والتسارع في توزيع التهم جزافا قبل أن تثبت إدانة هذا الطرف أو ذاك، إن لم يكن في الأمر ما يوحي بأن من خطط وأمر بتنفيذ العملية، إنما كان الغرض من وراءها جس نبض الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة على ضوء نتائج آخر قمة الخزي والعار، اللتي ما انحل جمعها، حتى بدأ تسابق زعمائها على باب الطاعة والولاء في واشنطن، وفي جعبتهم كل عروض الخدمات؟! وإن كان لا يزال في نفسك شك أخي اليعربي، فعليك بإستعراض تصريح الصهيوني النتن ياهو تعقيبا على الهجوم الكيماوي اليوم حتى تستخلص النتيجة لنفسك، واللذي قال فيه "عندما شاهدت صور الاطفال الذين اختنقوا من هجوم كيميائي في سوريا، شعرت بالصدمة والغضب"، وهو اللذي وأسلافه من قبله قد عملوا في غزة ما فاق شعور الرضيع والكهل من هول وحقد! وحتى لا أطيل عليك أخي في العروبة والمصير المشترك، فلن أعرج على إستخدام النابالم وقصفها للمساجد وصالات الأفراح في اليمن!