2024-04-24 06:00 ص

دمشق صامدة.... وحلم المسلحين بات من رابع المستحيلات

2017-04-03
كتب الدكتور خيام الزعبي
جوبر والقابون يرسمان إشارة النصر في دمشق، فعشرات الآلاف من المسلحين تقاطروا من جبهات مختلفة لحصار العاصمة دمشق وضربها وذلك بعدما أعلنت إنطلاق المرحلة الثانية من ما يسمى "معركة يا عباد الله اثبتوا"، إلا أن الجيش السوري كان لهم بالمرصاد فأحبط مخططهم بتغيير موازين القوى لصالح دمشق، إذ أحرز تقدماً سريعاً في محاور القتال، وبدت هذه التنظيمات مرتبكة وأجبرت على التقهقر والتراجع، بفعل الضربات القوية تحت غطاء مدفعي مكثف وبتعزيزات لآليات عسكرية ثقيلة التي أحدثت نقلة كبيرة في الواقع الميداني. برغم كل ذلك تتجه الأمور في سورية للاستقرار تدريجياً خاصة في ظل الضربات المتلاحقة والموجعة التي تتلقاها التنظيمات المسلحة على يد الجيش السوري، فهناك خسائر فادحة وإنهيار كلي لحقت بهذه التنظيمات، وهو الأمر الذي دعاها للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي تتعرض له حالياً، فكل يوم جديد يرتسم شيء من الهزيمة والإنكسار، بعدما دخلت قوات الجيش السوري حي القابون من الجهة الجنوبية الغربية للمنطقة، حيث سيطرت على عدد من النقاط الإستراتيجية المحيطة به، بينها منطقة المزارع ومحور جامع الحسين مع فرض السيطرة الكاملة على آخر الأنفاق الرئيسية، خاصة نفق القابون – عربين والذي كان يستخدمه المسلحون لعبور الآليات من القابون حتى عربين بالغوطة الشرقية. في الاتجاه الآخر تراجعت التنظيمات المسلحة الى الخلف مع تقدم قوات الاقتحام في الجيش السوري الى كتل أبنية من الجهة الجنوبية الغربية للمنطقة، وفي نفس الوقت تقوم قوات الاقتحام بمراقبة تحركات الجماعات المسلحة بشكل مستمر، والتي إستطاعت في تحقيق عدة أهداف رئيسية منها: القضاء على شبكة الملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها هذه الجماعات في تنفيذ عملياتها ضد الجيش وإحكام السيطرة على كافة الطرق و المحاور الرئيسية والفرعية بالقابون والأحياء المحيطة بها، فضلاً عن التمهيد للتحرك نحو عُمق الغوطة وتأمين دمشق بالكامل وبالتالي إغلاق منافذ المسلحين باتجاه العاصمة كافة. في السياق ذاته يبدو أن معركة دمشق باتت قاب قوسين أو أدنى من دخولها أهم مرحلها… إذ أوشكت بالفعل على الحسم وذلك بإنتصار الجيش السوري على الجماعات المسلّحة، وأعتقد بأنّها قد تكون مسألة أيّام لأن إستعادة القابون يعني ابعاد خطر قذائف المسلحين عن العاصمة دمشق ومحيطها، بالإضافة الى إبعاد قناصة المسلحين عن محور اتوستراد دمشق -حمص الدولي الذين يستهدفون المدنيين بشكل دائم، وقطع التواصل عن المسلحين ببعضهم البعض، هذا ما يضعف الترابط والتماسك بين تلك الجماعات، فضلاً عن قطع طرق الامداد التي تستعملها الجماعات المسلحة لمدّ عناصرها بالسلاح و المؤن. مجملاً...... إن الهجمات الإرهابية التي تجري في سورية لا تنم سوى عن حالة اليأس والإحباط التى وصلت إليها هذه الجماعات أمام إصرار سورية وشعبها وجيشها على المضى فى طريق اختاروه نحو استرجاع كافة الأراضي من سيطرة المسلحين، في إطار ذلك إن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها ومبتغاها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وعظمة سورية، فسورية دولة عصية على أي محاولات لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا قوة وإصراراً لإستكمال مسيرتها فى البناء، لذلك فإن الأيام المقبلة حاسمة، خاصة في الميدان الذي يميل لمصلحة الدولة السورية التي حسمت أمرها في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر، وبإختصار شديد يمكنني القول لقد صمدت سورية، بوجه هذه الحرب وسطرت ملاحم بطولية في تصديها للجماعات المسلحة، وخاب أمل المسلحين في تحقيق أهدافهم بسبب صمود الشعب السوري وعزيمه جيشه.
khaym1979@yahoo.com