2024-04-20 06:07 م

إلى أصحاب الجلالة والسمو والسيادة....

2017-04-02
بقلم: د. أنور العقرباوي
أما بعد: وقد انفض سامركم وعلى الطائر الميمون من حيث أتيتم عدتم، وكعادة وسائل إعلامكم على غرار العائد من ساحة الوغى منتصرا قد استقبلتكم! وإذا كان لابد أن ننصفكم، فإنه وللحقيقة لا بد أن ننوه بما جاء في بيانكم الختامي اللذي تجاوز في شعاراته ما كنا نحن الجماهير العربية أنفسنا نرفعه وكنا نظن أننا عن ظهر قلب كنا قد حفظناه! وإذا كان من الواجب علينا أن نصارحكم، فإننا لا نغفل بأن الزج بالقضية الفلسطينية في مؤتمراتكم السابقة كان من قبيل المزايدة على شعوبكم إزاء عجزكم عن القيام بواجباتكم، وإن التركيز عليها خلال هذا المؤتمر يبعث على الريبة عن السر في احتلالها صدارة بيانكم، إن لم تكن الظروف القائمة حسب تقديراتكم وعوامل أخرى نجهلها قد جعلت منها تقفز إلى مقدمة إهتمامكم! وحتى لا نغوص في الحسابات والتخمينات فيما لا نعلمه، وإن كانت تجربتنا معكم قد علمتنا أنكم لستم أكثر من أدوات عند القضايا المصيرية يتم حينها تحريككم، فإن اللذي يشفع لكم أنكم لستم في واردنا طالما أنكم لا تملكون من إستقلالية قراركم سوى البطش وكتم الأصوات و الإرهاب بحق شعوبكم! لكن الشيء اللذي بودنا أن نخبركم به وأن ينتهي إلى مسامعكم، أننا لو كنا يوما نعول عليكم في تحرير فلسطين، فإنه كان من الأجدر بنا بداية أن نراكم وقد تحررت ارادتكم الوطنية المسلوبة، اللتي توزعت بين الرضوخ لللإملاءات في زعزعة إستقرار الآخرين من اشقائكم، والإمعان في التطبيع سرا وعلانية مع اعدائكم، وحتى التعليم والتراث اللذي لم يسلم من مكركم، ولكن كيف لذلك أن يستقيم طالما أن بقاءكم على سدة عروشكم، نعرف وتعرفون أنه مرهون بإستمرار الإحتلال الصهيوني الجاثم على أرض مقدساتكم! وإذا كانت ثقة الجماهير أدنى من الحضيض قد وصلت بكم، فأما آن الأوان أن تستحوا وتخجلوا من أنفسكم؟! بأس أنتم وكل من شد على أياديكم وسار على دربكم، خسأتم فإن فلسطين أكبر منكم، ولا يشرفها أن ينطق بإسمها الأقزام من أمثالكم!  
كاتب فلسطيني-واشنطن