2024-04-19 07:51 ص

قمة الميت!

2017-04-01
بقلم: حاتم استانبولي
لا شك أن قمة الميت كانت من حيث الشكل والحضور تليق بالفقيد الوطني التحرري العروبي الذي غاب عن أعمالها ولكن مراسم دفنه لم تكتمل. فأصوات أنينه التي جاءت من الجهات الأربعة قضت مضاجعهم وجعلتهم يواصلون الحديث دون انقطاع خوفا من هروب بعضهم إذا سنحت له الفرصة. وهنا أسجل ابداعية قائد الجلسة الذي أجبرهم على الجلوس المتواصل وحدد لهم إطاراً مسبقاً لتوافقهم ونبههم أن اجتماعهم لا يبعد عن قدسهم سوى أمتار! وسمح لهم بإطلاق ما بداخلهم فمنهم من لم يستطع قراءة الكلمات ومنهم من تعثر بها ومنهم من ذكرهم بقوانين جامعتهم ومنهم من ذكرهم بضرورة الحفاظ على وحدة أوطانهم ومنهم من هاجم تحركات شعوبهم! ومنهم من هرب من معالجة مشاكله الداخلية بإلقاء اللوم على جيرانه. ومنهم من أعطى وصفة جديدة لدعم السيادة والشرعية بالقصف والدمار والقتل. ومنهم من انتصر للإخوان على حساب الأوطان. ومنهم من حلل الاغتصاب والعدوان ولبس عباءة وهبت له من الوهاب ومنهم من هو مطلوب لعدالة خارجية تنطح لدرء الأخطار الخارجية وطالب بأن تساعده جمعيتهم على تشريع تقسيم وتمزيق بلاده ووعدهم بتقديم اللحوم الطازجة لموائدهم. ومنهم غضب وقرر الغياب لعدم تلبيتهم بإدانة جاره العروبي. ومنهم من طالبهم بأن يمولوا استمرار بقائه في سلطته الذي وصل إليها بناء على رغبتهم وطالبهم بأن يتمنوا على صديقهم وراعيهم قاتل شعبه أن لا يحتفل بمئوية انتصاره. ومنهم من جاء وجلس في مقعد يتلفت يميناً ويساراً ولم تسعفه معرفته للغات في فهم لغات المتحدثين. ومنهم من جاء من بلد البياض فيها لا تجده إلا في جماجم الموتى نتيجة التدمير الذاتي المستمر. ومنهم من غاب لكي لا يصطدم مع جيرانه. ومنهم من حاول تشريع دوره. ومنهم من بعث رسائل بالنيابة لدعم موقف دفن المقاومة والانتصار للدولة في دولة الطوائف والشيء الوحيد الذي يوحدها ويحميها هي مقاومتها. وفي نهاية مراسمهم وعند القاء نظرة الوداع اكتشفوا أن فقيدهم غائب. وسرعان ما أعلن عن وجوده في القدس في باب العمود حيث حاولت (سهام النمر) أم الشهيد والفقيد الوطني التحرري أن توصل رسالة للمجتمعين في الميت أن طائراتكم وجنودكم وأموالكم هنا مكانها قدسكم لا تحتاج إلى أموال أو صدقات أو قرارات. قدسكم تحتاج إلى مقاومتكم إلى طائراتكم إلى سلاحكم أو على الأقل إلى حيادكم ووقف تمويل قتل روح مقاومتنا وصمودنا. نريدكم إعطاء الحرية لشعوبكم, ونحن نقبل بخيارها حتى لو قالت لا لمقاومتنا ولكننا على يقين أن شعوبكم من المحيط إلى الخليج ستقول لكم أن بنادقكم وأموالكم وطائراتكم وسفنكم بوصلتها واحداثياتها هي لقدسكم ويافاكم وحيفاكم ولدكم وغزتكم وناصريتكم. وعلى ما يبدو أن صوت أم الفقيد التحرري العروبي لم تصل الى اذانكم ! لكنها وصلت الى أم الشهيد التحرري الوطني في سوريا والأردن والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر حيث صرخت احداهن من قلب القاهرة لتردد مقولة الزعيم سعد زغلول ما فيش فايدة يا صفية ! وبالنهاية وقف مراسلهم وألقى خطبة الوداع الذي حددها مسبقاً رئيس الجلسة الذي أبدع في إدارة الجلسة وتحمل عبئهم وأخرج بياناً مقتضباً حاول فيه تغطية عبثهم!