2024-04-19 12:18 م

قمة لوط بين الماضي التليد وعهد التفريط

2017-03-30
بقلم: د. أنور العفرباوي
إذا يأتي التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأهمية إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تؤدي إلى حل الدولتين، كما جاء على لسان وزير خارجية الأردن، وإذ لا حاجة لنا بالتذكير أن الجماهير العربية وطليعة الرمح فيها من الشعب الفلسطيني، ليست بحاجة لمن يذكرها بأن فلسطين وقضيتها كانت وستبقى ليست بالقضية المركزية والمصيرية في عقولهم ووجدانهم وحسب، ولكنها القضية اللتي عندما سيتم تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، سوف يتحقق لأمتنا ما يخشاه الغرب من أمن وأمان وإستقرار وإزدهار حين ستتهاوى عروش عملائهم الكرتونية، وإذ لا نغفل عن حقيقة تواطوء حكامنا إلى ما وصل عليه الحال من ذل وهوان، وحتى نستوعب ما يخططه الغرب الصهيوني لنا من المس بصلب الذات العربية على أيدي سماسرته من المستعربين من حكامنا، فدعوني يا أمة لا تقرأ أن أقرأ عليكم لماذا اختيرت بحيرة لوط مكانا لإجتماع حكام العرب: هل سمعتم بالقائد شرحبيل إبن حسنة اللذي قاتل الروم في بلاد الشام وانتهى الأمر به شهيدا في أغوار الأردن ودفن فيها، وهل تذكروا ما حدث المدرسين به عن أبي عبيدة إبن الجراح "أمين الأمة" وأحد العشرة المبشرين بالجنة، اللذي شارك في غزوة بدر وأحد وسلك طريق غور الأردن عندما فتح دمشق قبل أن يعود ويتوفى ويدفن في غور الشهداء. لا أظنك يا أخي العربي تغفل من هو "أرطبون العرب" عمرو إبن العاص اللذي شارك في فتح الكثير من المدن الفلسطينية ومعركة اليرموك مرورا من غور القادة الأبطال، ولا تحدثني أن إسم خالد إبن الوليد لا يخطر على بالك كل يوم كلما استفقدنا الرجال أو ذكرت معركة اليرموك في شمال غور المجاهدين العظماء! أما البلية فإنها إن لم يقشعر له بدنك كلما مررت بتاريخ زيد إبن حارثة الوحيد من الصحابة اللذي ذكر في القرآن وجعفر الطيار، اللذين رووا بدمائهم الزكية في مؤتة، أرض المجاهدين الشجعان؟! لن أطيل عليك القراءة كثيرا أخي العربي وأنت اللذي لا تنسى حمده وذكره ليلا ونهار، إلا من آية إقرأ اللتي افتتح فيها رب العزة القرآن، وأقول: هلا فهمت المغزى من عقد قمة لوط على الأرض اللتي مروا منها أبطالك اللذين صنعوا لك تاريخا ومجدا وحضارة، تستحق لو حافظت عليه، أن لا ترفع رأسك وحسب، ولكن أن تكون في مقدمة الأمم اللتي هزمها قادتك التاريخيين الشجعان في غور الأردن! وهل بعد كل هذه القراءة لم تستوعب مكر من أراد أن يصيبك في صميم ذاتك وفي عقر دارك، وحينما أشاروا عليهم بإستثناء بلد الحضارة والمدنية والوطنية، ولماذا الأردن بالذات؟! 
* كاتب  فلسطيني // واشنطن