2024-03-19 05:27 ص

على أبواب مؤتمرهم العتيد ماذا عسانا نتوقع منهم أو ننتظر؟!!

2017-03-25
بقلم: د. أنور العفرباوي
أيام قليلة تفصلنا عن الجمع العتيد، اللذي سيعقد لقاء قمة، لغرض في نفس يعقوب، تقرر أن يعقد على أرض كانت ذات يوم أرض "حرام" تدور على رحاها معظم معارك المصير العربي التاريخية والمعاصرة! وإذ نود أن لا نستبق النتائج والتوقعات، فإن ما جاء ذكره من توصيات سبق وأن اتخذها المجلس الوزاري لما يسمى "الجامعة العربية" على ضوء ما وصفه بالوضع الحالي، ولخصها بحالة عدم الإستقرار اللتي تسود العالم العربي، وإدانة ما وصفوه بالتدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، وإن لم يغفلوا كذلك عن التنويه بالمبادرة العربية على إعتبار أن فيها الحل "الواقعي" للقضية الفلسطينية، فإن اللذي لا نستوعبه هو تكرار عقد مثل هذه اللقاءات السنوية، طالما أن مقررات القمم غير ملزمة لأي من أعضائها، وأن اللذي ينتهي الأمر عليه كما جرت العادة، هو صدور بيان ختامي على شاكلة قرارات، تعفيهم من المساءلة أمام شعوبهم ومن المسؤولية! وإذا كانت كل الشواهد تشير، على أن حالة عدم الإستقرار اللتي تسود العالم العربي، مردها في الأصل غياب الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية، وتدرك أن إيران حتى الأمس القريب كانت الحليف القوي على الرغم من "التناقض" المذهبي معها، وأن مركزية القضية الفلسطينية هي اللتي كانت تجمعنا، قبل أن تفرقنا المبادرة العربية، فهل يحق للمواطن العربي أن يتوقع منهم التركيز على الخلل اللذي أدى اإلى حالة عدم الإستقرار، والعمل على ما يحول دون إستفحال الفوضى، من خلال إطلاق الحريات العامة، ومعالجة قضية الإقصاء والإجحاف والتمييز بين أبناء المجتمع الواحد، واللتي ساهم اغفالها لما وصل عليه الحال من التسيب والعبث بالأمان المجتمعي والأمن الجماعي؟! وإذا كان تدخل الدول في شؤون البعض من غيرها مدان ومرفوض، فهل نفهم من ذلك أنها المقدمة للنزول من على الشجرة، والإعتراف ولو ضمنيا أن تدخل دولنا في شؤون بعضها البعض لم يجلب لنا سوى الخراب والدمار، وزعزعة أواصر الأخوة التاريخية؟! ثم لو افترضنا أن المبادرة العربية هي الوصفة العملية على سبيل إيجاد حل للقضية، فما هو الداعي أن يجبر العدو الصهيوني نفسه ويقبل بها، وهو اللذي حصل من دونها على ما يتجاوز من نصوص سخية وردت فيها، من خطوات تطبيعية سمحت له التسلل إلى الأسواق العربية، ناهيك عن الإتصالات واللقاءات والزيارات، وحتى إقامة العلاقات السرية والعلنية، وصلت لدرجة الإستعداد في التنازل عن عروبة الأرض الفلسطينية، و إقامة تحالفات إقليمية لمواجهة "عدو" يفترض أنه تربطنا معه أواصر دينية وأخرى مصيرية؟! فهل نتوقع من السادة المؤتمرين ولو من قبيل الأمنية، أن ينظروا بجدية في تفعيل المقاطعة العربية، وإحياء إتفاقية الدفاع العربي المشترك، ولو من قبيل العويل اللذي لا يحسدنا عليه كل من عرفنا، حتى يرضخ العدو أقله لما عقدوا عليه من "المكر" من وراء المبادرة العربية، في إيجاد مخرج يعفيهم شر القتال ولا يهدد عروشهم السنية (بفتح حرف السين)؟! ربما أن الخيال قد جنح بنا إلى أبعد تصورنا، رغم معرفتنا لهم ومعرفتهم لنا، وإذا كنا حقا نستحق أن نعيش بحرية وكرامة، فإن الوقت قد لا يسعفنا إن لم تأخذ شعوبنا على عاتقها، المبادرة في تحمل مسؤولية مستقبلها قبل أن تطغى عليها باقي الأمم، ولنا في التاريخ من الأمثلة في الثورات الشعبية، اللتي لولاها لما حسبت بعض الشعوب اليوم من الأمم!!!
* كاتب فلسطيني- واشنطن