2024-04-19 02:17 م

بِعَصَا الجيش السوري.. موسكو تحاور فرعنة واشنطن

2017-03-20
بقلم: الدكتور محمد بكر
يأتي التصعيد العسكري الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية سورية تفعيلاً لما أعلنه نتنياهو في السابق عن أن " إسرائيل " ستطلب من الولايات المتحدة برئاسة ترامب السير معها وبريطانيا لوضع حدود واضحة لإيران، تماماً كزيارة ولي ولي العهد السعودي الذي أعرب عن تفاؤله بدور أميركي فاعل لمواجهة ماسماه التهديد الإيراني وتوسع نفوذ طهران في المنطقة، من هنا جاء وصف بيان المملكة للزيارة بالتحول التاريخي، تصل رسائل كل ذلك لمحور موسكو -طهران -دمشق، لتتجاوز الردود مستوى" الكلام الناعم " الذي سمعه نتنياهو في زيارته الأخيرة لبوتين إذ رفض الأخير مخاوف الأول لجهة محاولة طهران تدمير "الشعب اليهودي"، الكلام القاسي الذي أراد محور موسكو إسماعه لواشنطن وحلفائها جاء من خلال ماأفرزته مفاعيل دفاعات الجيش العربي السوري " روسية الصنع " وإسقاطها لطائرة حربية إسرائيلية وإصابة أخرى، وليس خافياً الضوء الأخضر الذي منحته موسكو وطهران للأسد بالخروج عن المألوف وتجاوز الصمت لجهة الرد على أي اعتداء إسرائيلي للأراضي السورية،  تماماً كالضوء الأخضر الذي تمنحه واشنطن لإسرائيل لجهة التغطية على خروقاتها، عندما أعلنت الخارجية الأميركية ضمان استمرار المساعدات للكيان الصهيوني وهو ما كان بمنزلة مباركة للعملية العسكرية الإسرائيلية في سورية. بطبيعة الحال يأتي الرد السوري ليصيب عصفورين بحجر واحد : الأول هو نسف ما كانت قد أعلنته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على لسان آساف ريغييف لجهة أن مركز الشرق الاوسط تحول لمحيط ومحيطه تحول لمركز وإن الوطنية أصبحت خارجاً ومفاهيم الإسلام والدين أصبحت داخلاً وهناك دولتين مؤثرتين جداً في هذه التركيبة، تركيا السنية وهي ليست عربية وإيران الشيعية وهي ليست عربية أيضاً والمنطقة العربية باتت مفتتة،  فجاء الرد عربياً سورياً بامتياز. الثاني : أنه في لعبة المحاور وجزئية التحالفات التي تعيد السعودية والكيان الصهيوني تشكيلها، تتجاوز موسكو العنوان الاستراتيجي لتحالفها مع الكيان الصهيوني، على قاعدة الأولى فالأولى، إذ تدرك موسكو الأبعاد المتقدمة التي يعاد فيها ترميم وإحياء الحلف الأميركي الإسرائيلي الخليجي التركي الذي تم إعلانه جهاراً ، لجهة أن موسكو لن تكون مطلقاً بمنأى عن تداعياته في حال تحقيق إنجازات عسكرية في الميدان السوري. المؤكد أن مرحلة ماقبل الرد السوري لن تكون كما بعدها، ولا نعرف ماهي الخطوة التي ستصوغها واشنطن وحلفائها سواء أكانت تصعيداً في الميدان السوري، أم انكفاءً وتلقفاً للحل السياسي ولاندري إن كان القصف الأميركي لهيئة تحرير الشام والذي حصد أكثر من تسعين قتيلاً هو البوابة لذلك ، لكن المعروف بالحد الأدنى أن رسائل بوتين عندما " لوّح" بعصا الجيش السوري، قد وصلت جيداً للخصوم وقبل أن تسخن المقاعد من تحت جيمس ماتيس ونظيره محمد بن سلمان.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com