2024-03-29 12:07 ص

قطر يد تركيا فى الخليج.. الدوحة تقترب من انتهاء أول قاعدة عسكرية تركية..

2017-03-16
هشام الفخراني
اقتربت تركيا من الانتهاء من أول قاعدة عسكرية لها فى دول الخليج، حيث تم اختيار قطر الداعم الأول والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط للإرهاب لتكون المستضيف لهذه القاعدة العسكرية الدائمة للجيش التركى للاستعانة بها، لتهديد أمن وسلامة منطقة الخليج بصفة خاصة والشرق الأوسط بشكل عام، ولا يخفى على حد دور تركيا  وقطر فى دعم تنظيم "داعش" الإرهابى لزعزعة الأمن والاستقرار فى الدول العربية.

وذكر موقع "تركيا بوست" المقرب من حزب العدالة والتنمية، أنه في الآونة الأخيرة سعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع قطر،  واكتسبت العلاقات بينهما زخما كبيرا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك بقيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.

وتابع الموقع التركى أن هذا التطور المثير للاهتمام فى العلاقات بين أنقرة والدوحة، يتضح عند إلقاء نظرة عن كثب على طبيعة وخلفيات هذا التقارب،  فعندما زار أمير قطر تركيا في شهر ديسمبر 2014، أطلقت الدولتان برنامج تعاون ثنائي، تحت مسمى "اللجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا"، فضلا عن قيام الدولتين بتوقيع عدد من الاتفاقيات المختلفة، في مجالات تبادل خبرات التدريب العسكري، وصناعة الأسلحة بالإضافة إلى نشر قوات مسلحة تركية في الأراضي القطرية.

وقال الموقع التركى إنه نتيجة لذلك، تمركز حوالي 150 عنصرا من أفراد الجيش والبحرية والقوات الخاصة التركية، في قاعدة عسكرية قطرية، منذ شهر أكتوبر من عام 2015، في انتظار الانتهاء من بناء القاعدة العسكرية، التي ستصبح مقرا دائما للقوات التركية هناك بنهاية العام الجارى، ولذلك تعتزم تركيا زيادة قواتها هناك إلى  ثلاثة آلاف عنصر، حالما تجهز قاعدتها العسكرية الخاصة.

 

وأشار الموقع التركى إلى أنه من المتوقع أن تقوم تركيا بتصدير أجهزة عسكرية إلى قطر، تبلغ قيمتها 2 مليار دولار  عبارة عن مركبات مدرعة، ورادارات، وطائرات دون طيار، ومعدات عسكرية متنوعة للاتصالات.

 

وفي هذا الصدد، أكد أردوغان خلال زيارته إلى قطر، في 15 فبراير، في ختام جولته الخليجية، على أهمية العلاقات بين تركيا وقطر، قائلا إن "قطر لطالما كانت، خاصة في الأوقات الصعبة الأخيرة حليفا قويا لتركيا،  ومع قطر، نحن نأمل في حلّ جميع المشاكل الإقليمية، فضلا عن أننا نطمح لأن يكون هذا التعاون الوثيق القائم بين تركيا وقطر مهما جدا لمستقبل المنطقة ككل".

 

كما ستوفر تركيا لقطر تركيب أنظمة ومنصات صواريخ ذات تقنية عالية، على غرار منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية"، وكذلك أقمار صناعية، ووسائل تجسس على الدول العربية وأجهزة تكنولوجية فضائية، وطائرات دون طيار، وفرقاطات.

 

من ناحية أخرى، كانت قطر الملاذ الآمن لتركيا عندما تدهورت العلاقات التركية مع روسيا، التي كانت المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لتركيا، بعد إسقاط الطائرة الروسية، في شهر نوفمبر عام 2015، حيث وافقت قطر على تزويد تركيا بالغاز الطبيعي المسال.

 

واستغلت كل من قطر وتركيا الفراغ الأمنى فى الشرق الأوسط الذى حدث نتيجة ثورات الربيع العربي، للعبث بأمن المنطقة ، وأتاح لهما ذلك انتشار تنظيم" داعش" الإرهابى .

 

 

وفى المقابل كشفت  وثيقة رسمية، صادرة عن سفارة قطر فى العاصمة التركية أنقرة، عن الدور الذى لعبته الدوحة فى توفير مرتزقة لحماية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال تعرضه للانقلاب العسكرى فى 15 يوليو الماضى.

 

وأشارت الوثيقة الموقعة من السفير القطرى لدى تركيا، سالم مبارك آل شافى، والموجهه إلى أحمد حسن مال الله الحمادى، الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، إلى أن أردوغان وجه بعد يوم من الانقلاب رسالة إلى السفارة القطرية فى أنقرة يطلب فيها إرسال عناصر من القوات الخاصة الأميرية القطرية لتوفير الحماية له لمنع أى محاولة اغتيال تطاله، وهو الطلب الذى ردت عليه الحكومة القطرية بإرسال 150 عنصراً من قواتها الخاصة إلى مطار أنقرة العسكرى على متن طائرات خاصة، ووفقاً للوثيقة فإن "هذه القوات القطرية تمكنت من إنقاذ حياة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من محاولة الاغتيال وإيصاله إلى بر الأمان".

ووفق ما ورد فى الوثيقة فإن القوات القطرية الخاصة غادرت تركيا إلى الدوحة فى سرية يوم  19 من يوليو، أى بعد أربعة أيام من الانقلاب العسكرى الفاشل،  بعدما تأكد أردوغان من فشل الانقلاب وضمن بقاءه فى السلطة.

ورغم أن الخارجية القطرية، حاولت التبرؤ من هذه الوثيقة، الا أن مصادر أكدت أن الوثيقة سليمة، وتكشف عن دور حكومة قطر فى توفير مرتزقة لتأمين حياة المتحالفين مع قطر وأميرها تميم بن حمد، موضحة أن الدوحة عملت خلال الفترة الماضية على تجنيد عدد من المرتزقة للعمل فى القوات الخاصة الأميرية القطرية، من عدة دول عربية وآسيوية، مهمتها الأساسية حماية نظام تميم، فضلاً عن التدخل لتنفيذ عمليات خاصة يتم تحديدها من جانب المخابرات القطرية، كما حدث فى عملية توفير الحماية لأردوغان، ومن قبلها القيام بعمليات خاصة فى ليبيا وسوريا لدعم الميليشيات الإرهابية التى تدين بالولاء للحكومة القطرية.
"اليوم السابع"