2024-04-25 05:00 ص

عقدة السيسى تطارد أردوغان!

2017-03-13
بقلم: مرسي عطاالله
بداية أقول : إن مصر لم تسع يوما إلى افتعال خلاف أو صدام مع أردوغان، وأن الذى يحكم موقف القاهرة دائما هو لغة العقل الهادئة والباردة تجنبا لمجاراة أى استفزاز يصدر ضدها من هنا أو هناك.

وأكبر دليل على صحة ما أقول به إن مصر تعاملت مع محاولة خلع أردوغان فى 15 يوليو من العام الماضى بكل حيادية ولم تقل علنا أو سرا أن ما جرى كان ثورة أو كان انقلابا واعتبرت ذلك شأنا داخليا يقرر الأتراك مسماه حسب رؤيتهم، بينما كان موقف أردوغان العدائى ولا يزال ـ ضد ثورة 30 يونيو 2013 مستفزا للشعب المصرى ليس فقط بالقول بأن ما جرى هو انقلاب، وإنما باعتبار اسطنبول ملاذا آمنا لكل الفارين من العدالة فى مصر.

بل إن الرئيس السيسى احتفظ بعفة لسانه ولم يرد مرة واحدة على سخائم أردوغان التى نالت السيسى شخصيا، وربما هذا هو الذى أغاظ أردوغان وأفقده أعصابه خصوصا وأن حكمة السيسى أكسبته تعاطفا دوليا واسعا، وربما كانت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر هى القشة التى قسمت ظهر البعير ودفعت بأردوغان إلى الخروج عن المألوف وتوجيه تصريحات حقيرة ضد ألمانيا وشعبها مما دفع بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى إلى التنديد بتصريحات أردوغان.

ولست أضرب الودع عندما أتنبأ بأن زيارة الرئيس السيسى الوشيكة لأمريكا ولقاءه المرتقب مع الرئيس دونالد ترامب ربما تدفع بأردوغان إلى التطاول على ترامب والشعب الأمريكى وإذا فعلها هذا الأحمق فلربما تكون هذه ورطة قاتلة «وعلى نفسها جنت براقش».

إن نجاح السيسى داخليا وخارجيا بات يشكل عقدة نفسية لرجل انقلب على الدولة التركية الحديثة التى أسسها كمال أتاتورك واتخذ من محاولة خلعه فى 15 يوليو ذريعة لأكبر عملية تطهير وتصفية فى الجيش والقضاء وأحزاب المعارضة والصحافة وهو ما أدى إلى هبوط العملة التركية وارتفاع نسبة التضخم وتراجع حجم السياحة وهروب الاستثمارات الأجنبية... وصحيح «من أعمالكم سلط عليكم».

خير الكلام:

<< العاقل من يزن كلامه ويتروى فى سلوكه!

Morsiatallah@ahram.org.eg
الاهرام المصرية