2024-03-29 11:52 ص

في الشمال لم يبدأ الإستقبال بعد ...

2017-03-13
بقلم: جمال العفلق
تحاول تركيا الإنفراد في الشمال السوري بحشد الدعم الروسي والانفلات من الرفض السوري والايراني حيث تسعى انقره الى جمع ما يمكنها من الجماعات المتطرفه وضمها الى درع الفرات في محاولة لفرض واقع ميداني جديد يجعل لتركيا اليد العليا في اي تفاوض في المستقبل . الولايات المتحده قامت بانزال قوات بريه على الارض وتقوم بتجهيز مطارفي الرقة وتدعم قوات سورية الديمقراطية عدو اردوغان ومصدر قلقله الدائم ، اما الروس فلا يمكنهم تجاوز الايرانيين من اجل ارضاء اطماع اردوغان ، وبنفس الوقت لا يمكنهم ترك مساحة كبيرة لاردوغان لتحقيق انتصار عسكري في مناطق تغطيها روسيا جويا ، والجيش السوري المتواجد على الأرض ويتقدم باتجاه الرقة ضمن خطة قطع طرق الامداد عن الارهاب والوصول الى معاقل داعش يحاول السير على حد خطوط النار دون فتح جبهات جديد وبنفس الوقت عدم السماح للقوات الغازية بالتصرف بحرية على الارض . هذا هو الواقع الميداني الحالي والذي قد يتغير في اي لحظة فالغرف المغلقة تعمل ليل نهار بين الجميع للوصول الى اطار تفاهم من نوع ما يريد الجميع ان يكون رابح فيه . أن القوات الامريكية او التركية ليست الا قوات غازية ومعتدية ومهما كان الغطاء الذي تسمية فهو اعتداء فكلمة محاربة الارهاب وخصوصا من اميركا وتركية يكفي لتطبيقها من كلا الدولتين وقف دعم الارهابيين ومنع وصول التمويل الذي يعبر تركيا كما يمر من الولايات المتحده الامريكية او بدعم منها واذا ما قامت كلا الدولتين بتطبيق القرارات الدولية حول تجفيف منابع الارهاب ، حينها لا داعي لدخول جيوش وطائرات فان الجيش السوري والقوات الرديفة سينهيان المهمة وباشرع مما يتصور اردوغان او ترامب . ولا نحتاج هنا لرمي التهم على احد فالجميع يعلم ان الاف الارهابيين عبروا الحدود التركية كما ان اطنان من نفط العراق وسورية سرق ومر عبر الاراضي التركية وهذا بحد ذاته كافي لنعرف من يدعم الارهاب اما على الصعيد الامريكي وهي الدولة التي شكلت ما يسمى التحالف الدولي لضرب الارهاب في العراق وورية واشركت معها اكثر من خمسين دوله فبعد كل ضربة مزعومه لهذا التحالف كان داعش يقوى ويتمدد والاهداف الواضحة التي سمعنا عنها كانت قصف مدنيين او قصف مواقع للجيش السوري . وغير ذلك لم يكن الا صيحات اعلامية واعلانات مدفوعة الاجر كان يروج لها التحالف الدولي . سنبقى نذكر ان سورية تحارب عشرات الدول وان العدوان الدولي على سورية والذي ضم اكثر من مئة دولة وتوزعت الادوار بين ممولين وداعمين ومصردين للقوى البشرية بالاضافه الى الوسائل الاعلامية وكل هذا تحت اسم محاربة النظام وحقيقة الامر هو ان اسم المعركة تدمير سورية وابادة شعبها . والسنوات السته الماضية كفيله لتوضح حقيقة هذا العدوان الذي يحاول اردوغان من جهته تتويجه باحتلال اراضي سورية ليضمها الى لواء اسكندورن المحتل بتامر فرنسي تركي انذاك ،وتحاول الولايات المتحده الامريكية خلق كاين كردي على غرار الكيان الكردي في العراق وبهذا تحتفظ لنفسها وللكيان الصهيوني بجيب يملك قوة عسكرية قادر على اشعال المنطقة في وقت . ولكن هل بدأ الاستقبال في الشمال ؟ ان المقاومة حق لكل الشعوب وان محاربة القوات الغازيو هو واجب وطني ولن تكون تلك القوات في نزهة كما يعتقد البعض ولن تستطيع البقاء اذا ما كان لها استقرار لوقت قريب ، بالتأكيد لن نحمل الجيش السوري كل الحمل ليحارب جيوش نظامية ومجهزة بكل المعدات وتمتلك على الارض خلاية ارهابية تساعدها على التمهيد وفتح الطريق امامها ولكن بالتأكيد سيكون هناك قوة مقاومة تعيد للامريكان ذكريات غزوا بيروت والعراق ، ولن يستطيع الجندي الامريكي الذي يحاول الاعلان العربي تصويره على انه البطل الذي لا يقهر الصمود لفترة طويله على ارض ليست ارضة . فأخر العلاج الكي وعلى الامريكان والاتراك ان يفهموا ان وجودهم على الاراضي السورية غير مرحب به وان مرحلة استقرارهم هذه هي مؤقتة وقصيرة جدا ، فلا يحق لاحد في هذا العالم ان يمنعنا من المقاومة وكما دعمنا مقاومة الاحتلال في العراق فنحن قادرون على محاربة الاحتلال في ورية ولكن هذه المره سيكون طموحنا اكبر فكل الجبهات هدف للمقاومة ولن تكون هناك جبهة بارده واخرى ساخنة ، وعلى المعتدي ان يدفع الثمن وحينها ليخرج اردوغان ويخطب بالحشود التي يجمعها ويبرر لهم لماذا يعود جنوده اشلاء من سورية وعلى الاداره الامريكية والتي تنتقد خطأ بوش الابن رغم انها تعيده ولكن بشكل اكثر دبلوماسية ان تتحمل النتائج . ان اعتقاد كل من تركيا واميركا ان الذين يطبلون لهم هم اكثرية الشعب السوري مصدقين الاعلان والتقارير الكاذبة فهذا الاعتقاد في خطأ كبير الشعب السوري ومهما اختلف لن يقبل بوجود احتلال ولن تكون الخارطة السورية مجرد ذكرى في التاريخ بل ستعود كما كانت وبالرغم من الجميع ، فنحن نراهن على شعب حي وشعب له تاريخ طويل في التضحيه والاقدام ولن يخيفنا هذا الاستعراض الاعلاني ولا لغة التهديد والوعيد التي تخرج من هنا او هناك ، اما الخونة الذين يعيشون في فنادق تركيا والغرب عليهم ان ينتظروا طويلا فحزم الحقائب لم يحن بعد ومشروع اعادتهم بدبابات احتلال تركي او امريكي مشروع ميت قبل ان يولد .