هذا الحادث له رسائله الهامة وأغراضه التي تعزز الساحة الاردنية في وجوه الذين يحاولون المس بها بهذا الشكل أو ذاك، والحدث ذاته له علاقة أكيدة بما تشهده الساحة السورية، لكنه، قبل كل شيء، اصرار أردني على مواجهة الارهاب بكل أشكاله، أيا كانت القوى والانظمة الداعمة والممولة لعصاباته، أي أن تنفيذ حكم الاعدام، رسالة الى داخل الساحة وخارجها، بمعنى، أنه تحذير لأية خلايا نائمة، أو بيئة حاضنة، وتحذير للعصابات الارهابية والجهات الممولة لها، بأن الاردن، عاقد العزم على مواجهة أية خطوات أو مساس بساحته، وفي الوقت ذاته، تنفيذ عقوبة الاعدام تطمين لأبناء الاردن، الذين يقفون ضد الارهاب وضد كل من يقدم تسهيلات له في الداخل والخارج، ويشمل ذلك التحذير قوى كالرياض وغيرها، التي تحاول بكل الاساليب والطرق الهيمنة على قرارات القيادة والساحة الاردنية، ترجمة لحقدها الاعمى على الامة شعوبا وقضايا، وأطماعها في الاردن.
والتطورات في الساحة السورية، وأهمها نجاحات الجيش السوري، كانت من بين اسباب اتخاذ دائرة صنع القرار في عمان، خطوة اعدام الارهابيين، ردا على اي ارتداد ارهابي قد تدفع به هذه العصابة الارهابية أو تلك صوب الساحة الاردنية.
وتشير مصادر مطلعة الى أن قرار الاعدام، الذي أثلج صدور الاردنيين، سيفتح الطريق أمام قرارات أخرى، من بينها، وقف مشاركة الاردن في الحرب البرية على اليمن وشعبها، ووقف التدخلات في الشأن السوري، واغلاق مراكز تدريب ومسارات تسلل الارهابيين الى الاراضي السورية، وترى المصادر ذاتها، أن قرار الاعدام بدد أية مخاوف أحاطت بقيادات عربية، كانت تتردد في اتخاذ قرار المشاركة في قمة عمان المرتقبة.
مصادر في العاصمة الاردنية، ذكرت أن هناك ارتياحا كبيرا في صفوف الشارع الاردني، لقرار اعدام الارهابيين، لكن، هذا الشارع، يتمنى "استدارة" اردنية، تفتح مسار اعادة وتعزيز العلاقات مع الدولة السورية، ومشاركة القيادة السورية في تصديها للارهاب وافشال سياسات مموليه.