2024-04-18 01:59 م

مكافحة الإرهاب لن تتجاوز عتبات جنيف

2017-03-07
بقلم: بسام عمران*
أبرزت محادثات جنيف -4- بتموجاتها وتعرجات محاورها الكثير من التساؤلات ولا سيما ما يخص المحاور التي اعتمدتها منصات المعارضات وخاصة منصة الرياض رغم أن وفد الجمهورية العربية السورية للقاءات جنيف وبعد محادثات مكثفة مع المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا ومع الوفود الصديقة المشاركة بصفة مراقب في جنيف استطاع فرض جدول أعمال متزن يخدم مصلحة الشعب السوري كونه تضمن هذه المرة بند مكافحة الإرهاب الذي رفضه وفد الرياض جملة وتفصيلا / لسبب بسيط كيف يوافق هذا الوفد على مكافحة نفسه / وبناء على هذا الرفض يتحسس كل مهتم بشؤون المنطقة وجود أياد خفية في أروقة وكواليس كل لقاءات الحوار السوري - السوري تعمل لتحقيق أجندات ومصالح الغرب الاستعماري الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية فالتدخلات غير المباشرة لهذه الأيادي تزيد دوائر الاحتمالات اتساعا وتمهد لدخول المنطقة في دهاليز المتاهات الصهيو- أمريكية عبر أدواتها الإرهابية ما يزيد منسوب ضبابية الرؤية حول إمكانية الخروج بحلول تحقق مصالح الشعب السوري كاملة في اللقاءات القادمة . إن نجاح سورية في إدخال بند مكافحة الإرهاب ضمن السلال المتفق على مناقشتها وهي ( الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب ) يدلل على تعديل المزاج الدولي تجاه الأزمة وطرق التعامل مع القيادة السورية فالسيد ديمستورا لم يُخرج هذا الاتفاق إلى العلن إلا بعد حصوله على الضوء الأخضر من المايسترو الأمريكي الذي أشار إلى داعمي وفد الرياض بعدم القبول ببند مكافحة الإرهاب ليبقي ضبابية على مخرجات الحوار سواء كان في جنيف أم في الأستنة القادمة وهذا ما يذكرنا بالأجواء التي أحاطت بها منظومة العدوان على الشعب السوري لقاءات جنيف -2و3- علما أن مفرزات الميدان قد تغيرت لصالح المجتمع السوري بكل أطيافه نتيجة للانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في كل المواقع ما حتم على داعمي الإرهاب الأصلاء وليس الوكلاء رمي بعض الافتراضات والفرضيات إلى خارج أوراق أجندات الحرب الكونية على المنطقة والاستعاضة عنها بحراك جديد لم تخرج عناوينه حتى اللحظة عن التكهنات الأمريكية وإرهاصات الرغبات الصهيونية فالهدف الذي تسعى إليه منظومة العدوان على الشعب السوري عبر جراثيمها الإرهابية مازال قيد التداول والذي بات الجميع يعرفه ويكاد ينحصر بفتح أبواب جديدة للاستثمار بواسطة الإرهاب وإطالة أمد الحرب على المنطقة / سورية والعراق / قدر المستطاع رغم معرفتهم المسبقة أن الثوابت السورية ليست مواضيع مفتوحة على كل الاحتمالات وعلى كل الأزمنة فهي لا تقبل أنصاف الحلول ولا تدوير الزوايا ولا المساومات وخاصة أن الجيش السوري وحلفاؤه يثبتون كل ساعة قدرة لا حدود لها على إجهاض كل أحلام وأوهام الكيان الصهيوني وداعميه مهما تباينت قراءات مفردات الأزمة السورية وكثرة تأويلاتها . إن حقائق الواقع تؤكد أنه ليس مهما كل ما يعلنه الساسة الأمريكيون بين حين وآخر حول نواياهم لحاضر المنطقة ومستقبلها المهم بل الأهم ما تؤطره العناوين التي يسجلها الشعب السوري وجيشه في الميدان مهما كثرت شلالات التصريحات وتناقضاتها بين مؤيد في العلن لإنجاح الحوار السوري - السوري وبين متأبط شرا في الخفاء لإفشال أي مقترحات لحلول أزمات المنطقة عموما سواء في الأستنة القادمة أم في ملاحق لقاءات لم يفصح عنها بعد .. ليبقى بند مكافحة الإرهاب حسب مؤشرات الواقع وتصريحات الغرب الاستعماري ضمن أوراق جنيف وعلى طاولات اللقاءات القادمة إلى أجل غير مسمى . إن القيادة السورية لاتزال تنتهج سياسة الأبواب المفتوحة والعودة لأحضان الوطن في معالجات الأزمة بكل منعطفاتها وهي رحبت مرارا بكل المبادرات التي تنسجم مع السيادة الوطنية والمصالح العليا للشعب السوري وتعمل على احتواء تجاهل منظومة العدوان وجراثيمها الإرهابية للثوابت السورية التي تشكل المفصل الأساسي في حراكها لذلك نجد أن مرتسمات الحلول التي ينطلق منها حراكها السياسي والدبلوماسية يعتمد بالدرجة الأولى على وقائع الميدان والانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري.
*  صحفي سوري