2024-04-19 06:43 م

هل يدخل الاردن الحرب تحت غطاء توفير الحماية لـ (المناطق الآمنة)؟!

2017-03-04
القدس/المنـار/ التحديات التي تواجه الأردن كبيرة وخطيرة، ولديه من الهموم الكثير، ورغم ذلك، هناك محاولات خبيثة لجره الى منزلقات صعبة، لا تخدم الساحة الاردنية، وتبقيه هدفا للقوى المتربصة به، وفي مقدمتها اسرائيل، الساعية منذ سنوات طويلة لحل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي على ساحته.
مؤخرا تصاعد الحديث عن مخططات لاقامة مناطق آمنة شمال وجنوب شرق سوريا، مخططات ترفع رايتها الادارة الامريكية، وتروج لها وتعمل على تنفيذها تركيا وقطر والسعودية، وما يجري على الارض السورية، من أحداث وتطورات يؤكد وجود هذه المخططات الباحثة عن وسائل وأساليب وكيفية التنفيذ والجهات المشاركة، وطرح اسم الاردن، كأحد الأطراف المركزية والفاعلة في ذلك.
واذا ما صح الحديث عن رغبة الاردن في المشاركة، فهل سيدخل الحرب تحت غطاء توفير المناطق الامنة، التي لن تكون للسوريين، بقدر ما هي قواعد تحشيد وتجنيد لصالح القوى المعادية.
دوائر سياسية ترى أن اقحام الاردن لنفسه في حرب يجري التخطيط لها ضد الشعب السوري، تحت يافطة توفير المناطق الامنة، سيترتب على ذلك تداعيات خطيرة الساحة الاردنية في غنى عنها، فهناك في الاردن من يعارض، كذلك، اقامة المناطق الامنة، تمنح العصابات الارهابية مناخا امنا، ويترتب على ذلك الكثير، من تداعيات رعبة، ستضرب الاستقرار في الاردن، الذي نجح على الدوام في النأي بالنفس عن الانخراط في مشاكل وازمات وملفات المنطقة.
وترى الدوائر نفسها أن المملكة الوهابية السعودية تنظر الى الاردن رأس الحربه في حرب قادمة ضد أبناء سوريا خاصة في المنطقة الجنوبية والشرقية، وفي حال مشاركة الاردن، فان هذا التدخل سيكون جنبا الى جنب مع اسرائيل، في محاولة تقودها واشنطن لسلخ مناطق سورية عن الوطن الأم، كما حدث مع لواء إسكندرون الذي تحتله تركيا منذ سنوات طويلة، بعد أن منحته لها فرنسا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتضيف الدوائر أن العصابات الارهابية الممولة خليجيا، والعابثة في شرق وجنوب سوريا، تشكل خطرا على الساحة الأردنية، وأي تحول أو متغير ليس في صالح الشعب السوري، هو خطر أيضا على الساحة الاردنية، التي توصف بأنها توفر حاضنة للارهابيين الذين غادروها خلال السنوات الست الماضية من الحرب الارهابية البشعة الى سوريا، وتشير الدوائر، الى أنه من الخطأ أن يخسر الاردن علاقاته مع بلد مجاور كسوريا، فالقوى المتآمرة على شعب سوريا، لن توفر فرصة ضرب الاستقرار في الساحة الاردنية، في حال نجحت مخططاتها الاجرامية في سوريا، ولعل العمليات الارهابية التي شهدتها مؤخرا مناطق في الاردن أكبر دليل على ذلك، مع اضافة أن مشيخة قطر واسرائيل والمملكة الوهابية السعودية لها أطماع في الاردن، القريب من ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وما يتم التداول بشأنه من حلول تنفيذها يمس باستقرار واستقلال الاردن.
وتفيد الدوائر السياسية، أن ما يحمي الاردن مصالحه وساحته، هو الابتعاد تماما عن الانجراف وراء السياسات السعودية الارهابية، وما تخطط له الرياض مع تل أبيب ضد الساحة العربية، أما دخول الاردن الحرب تحت غطاء توفير المناطق الامنة، فان الاردنيين لن يكونوا بمنأى عن الاكتواء بنيران هذه الحرب وتداعياتها ومخاطر ملاصقة العصابات الارهابية لحدود بلدهم.
إن من مصلحة الاردن، الاستعداد لما تخطط له اسرائيل ضد ساحته، والحذر من مخططات تصفوية قادمة للقضية الفلسطينية، وتأثيرات وتداعيات ذلك على الشعب الاردني، خاصة، وأن هذه المخططات تشارك فيها المملكة الوهابية السعودية، التي تدفع بالاردن الى الغرق تماما في المستنقع السوري، دون أن تتجاهل القيادة الاردنية، اطماع اسرائيل في الاردن، التي بنت برامجها ومخططاتها، على حساب الساحة الاردنية.
وحماية الساحة الاردنية، والمحافظة على استقرارها، هو باغلاق كافة قنوات التنسيق الارهابية مع رعاة الارهاب واحكام السيطرة على حدودها لمنع تسلل الارهابيين من الاردن واليها، وقطع العلاقات التي بنيت بين عمان وقطعان الارهابيين في الجنوب السوري، التي تعمل تحت لواء عصابة النصرة الارهابية، ومنها، قطيع لواء اليرموك، الذي يتزعمه بشار الزعبي، الذي تدفع به الرياض ليكون مشاركا في المؤتمرات المتعلقة بحل الازمة السورية سياسيا، وتقديمه على أنه ارهابي معتدل.