2024-03-29 10:03 ص

الأسد، أردوغان... من سقط في مصيدة "الباب"؟.

2017-03-03
كتب سمير الفزاع
ما حدث في تدمر مهم جداً، ولكن ما جرى في الباب هو الأهم. اليوم، دفن "الأسد" رزمة أخرى من أحلام أردوغان ما بين الباب ومنبج، وهناك المزيد... ليس إستناداً إلى معلومات بل إلى محاولة قراءة قدمت جزء مهم منها في مقالي الأخير، لمن يتذكر... وهذا ما ورد في المقال حرفيّاً:(كلنا يتذكر التصريح الشهير للرئيس بشار حافظ الأسد حول “دفن أحلام أردوغان في حلب”، ويبدو بأن “الأسد” لم يكتفي بدفن أحلام أردوغان هناك؛ بل هو يعمل –إن إستمرت أحلام أردوغان وتخادمه مع مشروع غزو سورية- على تجميد فدفن المستقبل السياسي لأردوغان وحزبه في مدينة “الباب”). لن يقف الأمر هنا، في حوار مع صديق عزيز، إفترضت بأن هناك أربعة متغيرات ستحدد صورة المشهد في شمال وشرق سورية، أحدها: موقف القوى الكردية المسلحة، وقدرتها على إعادة التموضع في صفّ سوريّة، كل سوريّة. أتمنى أن يكون الموقف الذي صدر قبل ساعات عن "مجلس منبج العسكري" ومن هم خلفه على وجه الخصوص، موقفاً مبنياً على مراجعة جذريّة لبنية أحلام وأوهام وتحالفات... أثبت الميدان العسكري والمشهد السياسي عقمه؛ بل وآثاره الكارثية على سورية وعلى السوريين الأكراد بشكل أكثر تحديداً. أردوغان ومن يمثل، أصبح سجيناً لمصيدة معقدة ومحكمة، حاكتها قيادة أثبتت بأنها الأدق والأجدر والأوعى بتفاصيل هذا الصراع الكوني المرير، أحد أوجهها: أردوغان الذي كان ينظم حركة الإرهابيين الى سورية بات جزء من ميدان المعارك على أرض سورية، محاصراً، وحيداً، وفي ظروف عسكرية-سياسية غاية بالقسوة... وعندما تحبس "الوحوش" ستحاول حتما الخروج من المصيدة، صحيح بأنها ستضرب بكل إتجاه، خصوصاً نحو الزوايا والجوانب الأكثر ضعفاً، وللأسف هي "مناطق الحكم الذاتي" المزعومه... ولكن إن أحسنوا التموضع والتصرف، ستصبح هذه الحركة من قبل الوحش أو الوحوش المكسورة، فرصة ذهبية لإستنزاف أسرع وأكثر إيلاماً لها، تماما، كالطريدة التي أطبقت على أقدامها أسنان المصيدة، كلما زادت حركتها تضاعف نزفها وألمها... والوحيد القادر على "إنقاذها" هو من إصطادها... ألم يكن لافتا إعلان لافروف إستعداد موسكو: (إلى دعم حوار بين سورية وجيرانها، والتوحد بهدف محاربة الإرهاب). حتماً هناك من سيشك بهذا الأمر، فليتذكر تصريح كيري الذي يختزل معظم أسباب الحرب على سورية، ليدرك مدى وعي وصمود وذكاء هذا الرجل:( "راقبنا" نشؤ داعش وتركناها تنمو وتتمدد... تركناها رغبة منا لإجبار "الأسد" على التفاوض، لكنه لم يفعل... ثمّ جاء التدخل الروسي ليقلب المشهد).