2024-04-20 03:36 م

صراع "المقاولة" و "الاستزلام" في الساحة الفلسطينية!!

2017-03-02
القدس/المنـار/ في الساحة الفلسطينية "دوائر صراع" وبصورة أدق وأوضح، "تنافس محاور"، ومع انها قليلة العدد من حيث العضوية، الا أن التصارع بحجم دول، وتنفيذا لأجندات عواصم، وبالتالي "الجنازة حامية..." والصراخ عالي، والمصلحة ليست فلسطينية، بل خدمة لهذه الاجندات.
أعضاء هذه الدوائر والمحاور المتصارعة، قلة، وكل دائرة، لا تضم أكثر من خمسة أو عشرة أشخاص، لكنهم "طلاب سلطة" وبأي ثمن، يمتلكون مقادير كبيرة من "الرشى" المالية، وبالتالي، استنادا الى عمليات ضخ هذه الرشى يكون علو "الزعيق" والصراخ، ومدة التغني في الماكنات الاعلامية، وغالبيتها مأجورة ومشتراة، والادعاء بالحرص على القضية والثوابت ووحدانية التمثيل، مجرد أغطية محمولة على الاكتاف، بعبارات مطرزة محفوظة عن ظهر قلب.
ما نود قوله، هنا، هو أن تصارع الدوائر والمحاور بعيد عن أية مصلحة فلسطينية، بل خدمة لأهداف شخصية، وتعزيزا لسياسات "أنظمة الرشى" وحكامها "الصغار"، وهي أيضا متصارعة، كل منها، يريد الورقة الفلسطينية ملكه وبين يديه، وما نراه، هو حرب استزلام تجري لصالح هذا النظام أو ذاك، وقيادة السلطة الفلسطينية تشاهد ما يدور، لكنها، غير قادرة على التوصل لوقف هذه الحرب المدمرة، والسبب، أن قادة الدوائر والمحاور هم في مراكز عليا داخل القيادة الفلسطينية، وبالتالي، من الطبيعي، أن تكون غايتها مع هذه الدائرة أو تلك، فالانزلاق حصل، والدعم من جانبها حاصل ومستتر، وأحيانا هي مع هذا المحور، وأحيانا اخرى مع تلك الدائرة، وهذا هو "خراب البيت".. حيث المصارحة والصدقية غير متوفرتين.
والخطر في حروب التصارع، هو تحول قيادات الى أحصنة طوادة، وجسور لأنظمة مرتدة ارهابية، ومع أن هذه الانظمة يتحكم فيها سيد واحد، وتعمل في خدمة واشنطن وتل أبيب، فان هذه "الاحصنة" تتنافس فيما بينها على حساب قضية شعب، وهي بذلك، وعبر سياسة الاستزلام ترهن مصير شعب في أيدي أنظمة الردة.
المتصارعون داخل الساحة الفلسطينية لا هدف وطنيا لهم، هم أدوات ومقاولون لعواصم في الاقليم، وفي ذات الوقت يمتلكون علاقات جيدة مع الناكرين لحقوق شعب فلسطين، هذا يخدم سياسة عاصمة، وذاك ينقذ سياسات عاصمة أخرى، وان "جعجعوا" على بعض، فان السيد واحد، ونفسه، والخلاف بين القيادات المتصارعة، قد يكون على حجم الرشى المالية، وبقدر ما "يجعجع" هذا المحور، يبقى عليه، مقدار المال.
هذه الظاهرة السيئة المرفوضة، ظاهرة الاستزلام، والمقاولة، والجسور الخشبية، واعتناق الاجندات الغريبة المشبوهة، ماضية في تدمير الساحة الفلسطينية، ظاهرة مخزية، تفقد الشعب الفلسطيني هيبته، ونجاحاته، المتصارعون يخدمون سياسات دول، وهم اذيال لتحالفات ودوائر أكبر يعج بها الاقليم، تعمل لضرب قوى التأثير، بأدوات كثيرة، بينها أدوات فلسطينية، وللأسف، هي في دائرة صنع القرار، وهذه "الطامة الكبرى"، وما يثير الاستغراب والدهشة، ويبعث على التساؤل، هو موقف الدائرة الضعيفة جدا في صنع القرار، موقف يلفه الصمت والانتظار، في وقت تفقد فيه دعم قوى التأثير وأصحاب الادوار التاريخية والريادية، بسبب صراع الاستزلام والمقاولة وخدمة الأنظمة.
في الساحة الفلسطينية سباق لكسب ود الانظمة، فاذا كان هناك مقاول لعاصمة في الساحة الفلسطينية، يندفع آخر باتجاه عاصمة ثانية، و "يبصم" على شروط المقاولة، ويبدأ الصراع بين المقاولين الاثنين، ويشتد في المناسبات والاستعراضات، يختلفان المشاكل بتعليمات من أنظمة الردة، ومن هنا، يفقد الشعب عمقه، وجهات اسناده.
وللأسف، الاهتمام بجوانب القضية، والاستعدادات لمواجهة التحديات لم تعد موجودة لدى العديد من القيادات الفلسطينية.. وهذه مؤشرات على "قرب خراب البيت".. وصانع القرار وحده يتحمل مسؤولية هذا الانحدار المميت.
فلماذا "نزج" و "نقحم" بأنفسنا في الصراعات بين الدول، ولماذا نسمح، "للمقاولين" بالعبث في مسيرة شعب يتطلع الى الحرية والاستقلال؟!