أنقرة/ قالت الكاتبة الصحفية ميسر يلديز، في مقالها على موقع أودا تي في (Odatv) الإخباري اليساري إن رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان أجرى لقاءً سريًا مع رئيس أركان الجيش خلوصي أكار دام ستّ ساعات قبل يوم واحد من اندلاع أحداث ما يسمى بـ”محاولة الانقلاب” في 15 يوليو/ تموز 2016.

في الوقت الذي لا تزال 6 ساعات ما بين زيارة فيدان لمقر رئاسة أركان الجيش وبين اندلاع أحداث الانقلاب الفاشل غامضة تشوبها الشبهات، ظهر أن فيدان عقد قبل يوم واحد منه لقاء مع رئيس الأركان أكار استمر 6 ساعات. وبقاء هذا اللقاء سراً حتى اللحظة أثار الشبهات التي تحوم حول اليد الحقيقية التي تقف وراء هذه المحاولة الغادرة التي حولت تركيا إلى جحيم أو سجن مفتوح بسبب اعتقالات عشوائية موسعة بتهمة المشاركة فيها.

وفيما يلي أهم ما ورد في مقال الكاتبة الصحفية ميسر يلديز:

وصلتني تلك الادعاءات قبل شهر ونصف تقريبًا، لكنني كنت أكذِّبها دائمًا. حتى قيل إن هذه الادعاءات وصلت إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو أيضًا إلا أنه لم يكن لديه الشجاعة الكافية للإفصاح عنها.

توصلت إلى معلومات هذا اللقاء من أقوال أحد العسكريين المعتقلين في أعقاب محاولة الانقلاب، والذي أفرج عنه بعد 20 يومًا، والذي كان أحد الحضور في حفل قيادة القوات الخاصة الذي حضره خلوصي أكار وهاكان فيدان يوم 14 يوليو/ تموز. كما سمعت ذلك أيضًا من بعض وكلاء النيابة والنواب العامين؛ بالإضافة إلى توصّلي لمعلومات حول علم بعض مسؤولي الدولة. ثم حصلت على تأكيد من أحد المسؤولين المشاركين في هذا الحفل العسكري أيضًا.

وكانت نتيجة المعلومات التي توصلت إليها كالتالي:

كان من المقرر تنظيم حفل توزيع شهادات الحصول على دورات متخصصة في مقر قيادة القوات الخاصة، يوم الجمعة 15 يوليو/ تموز؛ إذ إنه من المتعارف عليه عقد وتنظيم مثل هذه الحفلات أيام الجمعة.

إلا أنه طرحت اقتراحات بتأجيل الحفل إلى 18 يوليو/ تموز 2016، قبل أيام من الموعد المقرر له، ولكن في النهاية استقر الرأي على تنظيم الحفل يوم الخميس 14 يوليو/ تموز.

بدأ الحفل عند الساعة 15:00. وكان من المثير للدهشة حضور رئيس أركان الجيش خلوصي أكار الحفل، بدلًا عن قائد ثانٍ أركان الجيش، كما كان متعارفًا عليه في حفلات قيادة القوات الخاصة، حتى وإن كان حفل تسليم وتسلم قيادة القوات.

وبحسب ما قاله الكاتب الصحفي مراد تشاليك، ممثل صحيفة “وطن” في أنقرة: شارك رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان أيضًا في هذا الحفل.

انتهى الحفل عند الساعة 18:00، بعدها انصرف الجميع وغادروا قيادة القوات الخاصة، ما عدا خلوصي أكار وهاكان فيدان اللذين توجها إلى الحديقة قائلًا: “نريدُ أن نكون منفردين”. واستمر هذا اللقاء الثنائي حتى الساعة 00:30 من اليوم نفسه.

لم يكن اللقاء في الحسبان ولم يكن أحد ليتحدث عنه أحد، ما لم تندلع أحداث 15 يوليو/ تموز… إلا أن المثير للدهشة هو التعتيم وعدم الحديث عن اللقاء الذي استمر 6 ساعات قبل يوم واحد فقط من الانقلاب، بين هذين الاسمين المثيرين للعديد من علامات التعجب والاستفهام.