2024-03-28 12:52 م

اجتماع اسطنبول ومسجد الضرار

2017-02-27
بقلم: حسام الكحلوت
قد يستغرب القارئ الموقر من العنوان المدون بأعلاه ولكن أوجه الشبه تكاد تكون متطابقة بين اجتماع قد دبر بليل مستخدماً هدفا نبيلاً معلناً لجمع فلسطينيين الشتات بالمهجر؛ وتذكير العالم الظالم الذي نعتاش فيه بقضية اللاجئين والشتات ، والهدف الخفي الذي دبره المؤتمرين بإنشاء هيكل موازي لمنظمة التحرير الفلسطينية ؛ التي تشكل أرثاً تاريخياً ومعنوياً عظيماً لتضحيات شعبنا الفلسطيني ومسيرة نضاله منذ النكبة حتى الآن ؛ إن منظمة التحرير هي البوتقة التي انصهرت فيها جميع تضحيات شعبنا علي اختلاف مشارب وألوان الفصائل المنطوية فيها من أقصي اليسار إلي اليمين ، أنها الأمل والحلم لشعبنا في التحرر من الاحتلال وهو الثمن الذي دفعناه بأوسلو لكي يعترف الاحتلال بشعبنا الفلسطيني عبر إقراره لأول مرة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل لشعب فلسطين العظيم الذي طالما أنكر وجوده . ولم يجدي نفعاً نفي الأشخاص المروجين لمؤتمر اسطنبول أنهم ليسو بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية بالرغم من تغييبهم عمداً لرموز المنظمة فيكاد لسان حالهم كالمريب يكاد ينطق خذوني . لم تتوقف المؤامرات يوماً ما لتغييب منظمة التحرير عن المشهد السياسي ولكنها قد تشتد عوداً كما بأعقاب حرب الخليج الثانية ومحاولة بعض العربان تشكيل بديل يحلو لهم ويكون مطاعاً أليفاً في أيديهم ليكون ورقة بأجندتهم الخاصة بتشكيل جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطيني بقيادة الفاهوم الذي تزعم الفصائل الفلسطينية المعارضة لخالد الذكر ياسر عرفات ؛ وقد تخبت تلك المحاولات حيناً أخر تحت مسميات ناعمة كمؤتمر المهجر المذكور او تحت مسميات إصلاح المنظمة بهدف هدمها والقضاء عليها لكي يخلو لهم وجه أبيهم كما حاول أخوة يوسف ... . ومجرد عقد ذلك المؤتمر ببلاد السلطان الحالم اردوغان بدلاً من عقد الشتات والمهجرين ذلك التجمع بأحدي دول الطوق العربية والتي تحتضن اكبر عدد من المخيمات الفلسطينية يضع علامة استفهام كبيرة مطلوب من القائمين علي ذلك التجمع تفنيد تلك التساؤلات الغير برئيه ولمصلحة من أن يرتهن قضايا شعبنا الفلسطيني بيد عواصم تناوئ الإقليم العربي العداوة والكراهية وإدخالنا مرة أخري بلعبة التحالفات في الاقليم التي ما فتأت تعصف به رياح ساخنة محملة بالأنواء والعواصف وربيع بشر به العم سام خلف إقليما مفتتاً ومميتًاً لقاطنيه . أما مسجد ضرار فقصته إن بني عمرو بن عوف ، اتخذوا مسجد قباء ، وبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم ، فأتاهم فصلى فيه ، فحسدهم إخوتهم بنو غنم بن عوف ، وقالوا : نبني مسجدا ونرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي فيه كما صلى في مسجد إخواننا ، وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وليكون مكاناً للفتنة والمؤامرة وادعوا أنهم بنوا مسجد للعبادة فنزل علي الرسول القرآن ، وأخبره الله عز وجل خبر مسجد الضرار وما هموا به ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أصحابه وأمر بهدمه ، فهل يكون مؤتمر اسطنبول كمسجد الضرار !