2024-04-25 01:39 م

تحركات واستعدادات أردنية لانجاح القمة العربية في عمان

2017-02-24
القدس/المنـار/ تستعد الاردن لاستضاف القمة العربية نهاية شهر آذار القادم، وفي هذا السياق تأتي زيارة العاهل الاردني الى القاهرة، ولقائه الرئيس المصري، واستنادا الى مصادر مطلعة في العاصمة المصرية، فان الدول المضيفة معنية بانجاح لقاء القمة، وهي معنية بتذليل عدد من العقبات لا يستهان بصعوبتها، لها علاقة بالمتغيرات والتطورات والاحداث في الاقليم، ولأن انعقاد القمة يأتي في توقيت دقيق، وفي ظل ملفات متشابكة معقدة، فان هذه القمة، مطلوب منها الخروج بمواقف وقرارات واضحة، وبصورة أدق مطلوب من القادة العرب الاجابة على العديد من الاسئلة، والردود على مواقف تم الاعلان عنها، من جانب أكثر من جهة دولة.
وتسعى الاردن، باتجاه دول عربية بعينها تشاورا وطرحا لمسائل تحتاج الى مواقف تتخذ في قمة عمان، من هنا جاءت زيارة الملك عبدالله الثاني الى مصر ولقائه الرئيس السيسي، فالاردن ومصر لم تشهدا توترا في العلاقات، وفي بعض القضايا هناك تقارب في المواقف.
امام القيادة الاردنية، الكثير للقيام به، لوصف قمة عمان بـ "الناجحة"، فالتباعد بين الدول العربية، يتسع، وبين بعضها قطيعة، بل "عداوة" ودموية، وعلى هذه القيادة السير في حقول من الالغام، لضمان النجاح، والا فالاعتذار أو التأجيل للقمة أمر وارد، أو الانعقاد الاستعراضي، يلفه الفشل في كل جانب.
هناك، الموقف الوهابي السعودي الضاغط على الاردن، في الكثير من المسائل، والرياض اعتادت في السنوات الاخيرة أخذ ما تريده من القمم العربية، ولقاءات وزراء الخارجية في قاعات الجامعة العربية، لكن، الوضع اختلف، وبالتالي، ستكون عمان في حيرة من أمرها، والاغراءات والتحذيرات الوهابية كثيرة ولها ارتداداتها، خاصة وأن العائلة السعودية ما تزال ترعى عصابات ارهابية، تلوح بها تهديدا ضد هذه الساحة أو تلك.
كذلك، بعض الدول معنية، بل تطالب بمشاركة الدولة السورية في القمة رافضة ابقاءه شاغرا، وفي مقدمة هذه الدول الجزائر ومصر أما الاردن فلا تعارض، حيث الاتصالات لم تنقطع في عمان ودمشق، خاصة في الميدان الأمني بعد ادراك واستشعار الاردن بمخاطر الارتداد الارهابي، وهنا ستواجه القيادة الاردنية العدوانية الوهابية السعودية، فالحكم السعودي يرفض عودة الدولة السورية الى مقاعد الجامعة العربية، وهذه المسألة لحساسيتها، قد تهدد انعقاد القمة العربية في العاصمة الاردنية، لأن هناك دولا لم تعد تلحق بالركب الوهابي، وأدركت خطورة الدور السعودي القذر الذي يستهدف الساحة العربية، بكامل دولها، كذلك، من الخطر تجاهل النوايا الخبيثة لمشيخة قطر، وما تخطط له من استهداف للساحة الاردنية وضرب استقرارها.
اما المسألة الاخرى التي لا تقل حساسية وخطورة عن "المقعد السوري" فهو ما يتردد عن تشكيل تحالف أو محور برعاية امريكية وعضوية اسرائيل الى جانب دول عربية، لمواجهة ايران، وفي حال بحث المسألة المذكورة فاننا سنشهد انقسامات واتهامات في قاعة المؤتمر قد تعصف بالقمة، وبالتأكيد ناقش الرئيس المصري والملك الاردني هذه المسألة مطولا خلال لقائهما الاخير، وبمعنى أكثر وضوحا، هل قمة عمان المرتقبة، ستفتح الباب لتطبيع عربي واسع مع اسرائيل، من خلال طروحات وافكار لحل المشكلة الفلسطينية غطاء لهذا التطبيع التي تدفع مملكة التضليل في نجد والحجاز باتجاهه، لاشهار علاقاتها "التحالفية" مع اسرائيل، والاتخاذ من التحريض على ايران والمناداة ببناء التحالفات والمحاور قناعا لتصفية القضية الفلسطينية.
هذه بعض العقبات التي تعترض قمة عمان، وفي حال انعقادها، لا بد من بحثها ومواجهتها، لكن، السؤال الذي يطرح نفسه، في أي اتجاه ستكون الحلول والمواقف، أم أن القادة العرب "سيجترون" الكليشهات القديمة والعبارات المعتادة تضمينا للبيان الختامي، والمحافظة من جانب البعض على التحركات "المريبة" من تحت الطاولة، وخارج قاعات القمم، تحركات اقامة محور علني معاد للامة، تحت أقنعة شتى، وجاهزة للتبرير.