2024-04-25 11:15 ص

قطيع قردة أعدم زعيمه رافضا الظلم والاذلال؟!

2017-02-23
بقلم: اسلام الرواشدة
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، كيف أن قطيعا من القرود أقدم على قتل زعيمهم، بسبب الظلم الذي مارسه على مجموعة القرود التي تزعم عليها، فأقدمت ليلا، على مهاجمته وهو نائم، وقطته اربا، فكان وجبة دسمة لهذا القطيع المظلوم في لحظات فرح!!
قطيع القردة لم يحتمل ظلم زعيمه، الذي عاث فسادا، ونهبا واغتصابا واذلالا، فكان مصيره الموت على أيدي رعيته، انتقاما، حادثة تظهر أن "الظلم ظلمات" والظلم عاقبته وخيمة، وحتى الحيوانات لا تقبل بالظلم وتثور عليه، وتقتلع من يمارسه، وأن الرعية قادرة على الاطاحة بزعمائها، خاصة اذا تمادى هؤلاء في بطشهم وعيهم وضلالهم، ليدخلوا بذلك مرحلة أفضل وأكثر هناء، والثورة على الظلم، هي الثورة على الذل والمهانة، ورفض الانصياع للباطل والقهر.
وفي تل أبيب، يمثل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل قريبا أمام المحكمة بعد أن انتهت التحقيقات الجنائية بعد، فهو متهم بالفساد، عندما قبل رشى من السجائر والالبسة، نتنياهو اعتبرها هدايا لزوجته من رجال أعمال تربطه واياهم صداقة متينة، لكن، الدوائر المختصة بمكافحة الفساد اعترت ذلك شكلا من أشكال الفساد، فكانت التحقيقات والملاحقة، وقريبا المثول أمام القضاء.
حادثان، لهما دلالاتهما الكبيرة، في زمن، يخيم فيه الظلم على شعوب المنطقة، وتتعرض للمهانة والاذلال من حكامها، ويتفشى الفساد بأحجام كبيرة قياسية، ولا حراك جدي، لوقف هذه السياسات والظواهر، فالقردة ثارت على الظلم والاذلال، ورئيس وزراء سيمثل أمام القضاء بسبب علبة سيجار وبذلة، تلقاهما من صديق ثري.. وفي ذلك الكثير من الدلالات والمعاني، فهل يكون هناك استخلاص عبر ودروس من جانب شعوب الاقليم.