2024-03-28 07:42 م

حلف عربي ـ إسرائيلي ـ أميركي لمواجهة إيران تمويله كالعادة من جيوب العرب و القضية الفلسطينية إلى النسيان !

2017-02-23
كتب يعقوب الاسعد
أن تتحالف إسرائيل و أمريكا لمواجهة أي الأخطار أو كل الأخطار فهذا أمر بديهي وبديهي جداً، فاللوبي الصهيوني متغلغل في كل مرافق الدولة الأميركية ، والوظيفة الموكلة لإسرائيل كشرطي أميركي على الشرق الأوسط ما زالت قائمة  ، وأن تتحالف أمريكا مع بعض الأنظمة النفطية العربية فهذا شيئ طبيعي مبني على معادلة النفط أو المال مقابل الحماية. فآثار حلفها في العراق وتدميرها لنظام البعث و كل مرافق الدولة شاهد ليس ببعيد على تحالف النفط و و الحماية . أن تتحالف إسرائيل و العالم أكمل بإستثناء العرب و المسلمون  فهذا شيئ بإمكان أي عاقل على بلعه و هضمه فلا مشاكل مستعصية لإسرائيل معهم  و لا اراضٍ محتلة و لا أرواح مزهوقة و لا طفولة مشردة و لا عائلات نازحة لاجئة و لا حروب مستمرة و لا أقدس الأماكن مباحة و محتلة ومنتهكة   … و اللاءات طويلة. أما و أن تتحالف إسرائيل و بعض الأنظمة العربية في مواجهة إيران ففي هذا نسف للصراع العربي الإسرائيلي و توقيع من تلك الأنظمة بيهودية الدولة و تلميع لصفحة إسرائيل الإجرامية و تسليم بفكرة الإحتلال و إستسلام و هوان، بأبشع الصور ، يصعب على كل شريف، عربي كان أم أعجمي، أن يصدقه أو أن يستسيغه أو أن يقف مكتوف اليدين أمامه .
لا يخفى على أحد مشاركة إسرائيل في كل حروب المنطقة ، منذ حرب الخليج الأولى وصفقة إيران كونترا، أو في حرب الخليج الثانية … إلى حربي سورية و اليمن . هنالك شواهد كثيرة تدل على ضلوع إسرائيل إن من خلال الدعم المباشر كغرفة عمليات موك، أو من خلال الدعم الطبي ، أو من خلال الدعم بالسلاح و الذي بطبيعة الحال تدفع ثمنه أنظمة النفط أو حتى من خلال رؤوس فتنها كأمثال برنار هنري لفني عراب الربيع العربي  ، أو أيضاً من خلال غرفة عملياتها الإلكترونية التي تقوم بنشر سموم الفتنة الشيعية السنية ، أو الإسلامية المسيحية ، أو العربية الكردية أو العربية البربرية … والقائمة تطول  من خلال الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الإجتماعي. فما كنا نتغنى به، أي التعددية أصبح داءً يفتك بمجتمعاتنا وينهش عيشنا المشترك ويهدم اعواماً وقروناً والفيات من التسامح و الأخوة تعاقبت على صونها كل الدول منذ خلافة رسول الله إلى الأمويين فالعباسيين فالعثمانيين …
هذه المشاركة بقيت سرية ، لا تجرؤ إسرائيل فيها على اعلانها و لا حتى  يجرؤ من تحالف معها تحت الطاولة و وراء الستار على تأكيدها بل يذهب إلى حد تكذيبها و وضعها في خانة الحرب الإعلامية و التشهير بمسلمات نظامه، و أن أي إتصال مباشر مع إسرائيل يعتبر جريمة ترتفع بدرجتها عن الخيانة عظمة . وربما من يقرأ كتاب المفاوضات العربية مع إسرائيل للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل و بجزأيه يعرف جيداً و تماماً متى بدأت المشاورات العربية مع إسرائيل و من كان على إتصال، و من خان و من تابع و يتابع أخبار المنطقة يعرف من أكمل مسيرة الخيانة و من إنضم إلى الركب مكرهاً ومن إنضم طوعاً غير آبه بعد رفع المحرمات، محرمات  أصبحت فيها كلمة الإحتلال في خبر كان  بعد أن ازيحت كل الأنظمة التي كانت ثابتة على مبدأ تحرير الأرض و إرجاع الحق لأصحابه الفلسطينيين، أما من ما زال ثابت من الأنظمة مهدد بالإقتلاع و لاه بحرب اشعلتها إسرائيل و عملائها تحت مسمى الحرية والديمقراطية والشعارات التي لم تسمن ولم تغني من جوع .
إن الإعلان ، ومن جانب إسرائيل بأن أكثر الأنظمة العربية لا تبادر إسرائيل العداء ، وأنها قاب قوسين أو أدنى من اعلانها حلفاً معهم لمواجهة إيران فتلك من المصائب التي لا تطال القضية الفلسطينية فقط وإنما تطال المنطقة ككل وتبشر بشرق أوسط جديد بشرنا فيه منذ عشرات السنين . تكون فيه إسرائيل هي الآمرة الناهية . شرق أوسط طائفي عرقي مقسم لدويلات طائفية عرقية مذهبية يشرعن يهودية الدولة في إسرائيل ويضعف العرب أضعاف مضاعفة على ما كانوا عليه و يقضي على آخر آمال الفلسطينيين ببلدهم و أرضهم.
في الماضي ، لم تكن إيران عدوة لإسرائيل ، عندما كان الشاه محمد رضا بلهوي يقيم علاقات معها ، ولم تكن على عداء مع أميركا عندما كان الشاه شرطياً اميركياً لها ،ولم تكن على عداء مع العرب(باسثناء عبد الناصر وقتها ) عندما كان الشاه يدعم البارزاني، ويؤلب اكراد العراق على دولتهم  ، وعندما كان يقيم حلف بغداد ، و يجر العراق و سورية إليه بعيداً عن حاضنتهم العربية في مواجهة القوميين العرب وحركات الكفاح العربي ، وحتى عندما كانت إيران تستولي على الجزر المتنازع عليها مع الإمارات ، و لم يكن هنالك مشكلة في الاهواز العراقية ، و لم يكن بنظر الخائفون الأن من إيران ، أن إيران تتدخل بشؤونهم الداخلية … ويبدوا بأنها أصبحت كذلك منذ اغلقت سفارة إسرائيل ليحل محلها سفارة فلسطين …. أما إذا كنتم تعزون ذلك إلى تدخلاتها في العراق … فلم تكن لتجرؤ لو لم تتأمروا على نظام الشهيد صدام حسين و تساعدون أميركا في تحويل العراق إلى شبه دولة بعض أن هولت خطره لكم وبعد أن شخصنتم الخلاف …فمَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالاَ!!!
إن من هول و عادى جمال عبد الناصر ، و صدام حسين و القذافي و الأسد، وحتى من إغتال فيصل بن عبد العزيز ، لا يصعب عليه بتاتاً أن يهول من الخطر الإيراني ، فإذا كانت القومية العربية وجدت من يعاديها في بيتها فمن السهل أن يجد الإيرانيون من يعاديهم في البيت العربي . إن الصعب والمستنكر والذي يجب ، أقلها لدى الشرفاء ، أن يجد له ألف إستنكار هو أن يضع العرب أيديهم ويشبكون الأيادي الإسرائيلية .لن نسأل عن علماء الأمة و أين هم من هذا الحلف ، لأننا نعرف تماماً أين هم ، هم في سورية و اليمن و العراق و ليبيا، يشعلون نار الخلاف بين الأخوة ويكفرون هذا ويلعنون ذاك ويهدرون دماء ذاك  …. أما عن الضرورات فإنها  لا تبيح إلا الضرورات لا محظورات في الأرض و لا العرض و لا الدين . والتحالف مع الشيطان الذي يعلل البعض عليه و يستند إليه ،يجبرنا على سؤالٍ : هل رأيتم خيراً تحالف مع الشر ؟؟ الخير يحارب الشر و الشر لا يتحالف إلا مع مثيله. عذراً فلسطين ، لا نتحالف إلا مع شعبك الأصيل ومع حقوقه المشروعة ، ذاك الحلف الوحيد الذي بإمكاننا أن نتحالف معه !
عن "رأي اليوم"