2024-04-16 07:56 م

سقوط الأقنعة!!

2017-02-23
بقلم: محمود الشاعر
يسقط القناع الذي حاول ساكن البيت الأبيض الجديد التخفي وراءه خلال حملته الانتخابية حيث سعى للظهور بمظهر الرجل الساعي للسلام والداعم للشعوب لنيل حريتها واستقلالها والمحارب الأول للإرهاب، لكن سرعان ما انكشفت الحقائق وظهر الوجه الحقيقي للرئيس الأمريكي الذي لا يختلف كثيراً عن سابقيه. فترامب المشجع "لسلام عظيم" على حد قوله بين الإسرائيليين والفلسطينيين يدعو اليوم إلى تقديم تنازلات من قبل الطرفين متوجهاً بدعوة خجولة لنتنياهو لضبط النفس حيال بناء المستوطنات، وهذا دليل واضح على أن الرئيس الجديد لن يمارس ضغوطاً بعينها لقيام دولة فلسطينية مستقلة أو لحل الدولتين كما ادعى سابقاً مما يشير إلى أن سياسته الحالية غير مسؤولة ولا تخدم قضية السلام. ومن المعروف أن أمريكا على مدى سنوات طويلة كانت تخوض الحروب في المنطقة لحساب إسرائيل ولضمان أمنها وهي اليوم تريد إقامة منطقة أمنية إسرائيلية في الجنوب السوري خدمة للعدو الإسرائيلي وحماية لكيانه الغاصب، وإسرائيل التي دب الرعب في أوصالها بعد التصريحات الأخيرة للسيد حسن نصر الله وإعلانه بأن أي حرب ضد لبنان تعني تجاوز حزب الله للخطوط الحمراء التي التزم بها سابقاً والمتمثلة بقصف مواقع حساسة في قلب الكيان الإسرائيلي، لكن ما يثلج قلب إسرائيل اليوم ويهدئ من روعها هو المحاولات الجديدة لأمريكا في إعادة إحياء محور العدوان على سورية الذي تمثله تركيا وأمريكا والسعودية وإسرائيل من خلال إقامة مناطق آمنة في سورية بتمويل من الدول الخليجية الأمر الذي سيروق للتركي المتلون والذي سيدفعه للارتماء مجدداً في الحضن الأمريكي لأنه يجد في تلك المناطق نفوذاً له في الأراضي السورية وبما يدغدغ أحلامه العدوانية القديمة ويحقق أطماعه الدنيئة في المنطقة. إن ادعاءات ترامب بأن محاربة الإرهاب ستكون أولوية لديه تدحضها تصريحاته الأخيرة بالعزم على التدخل المباشر في الأراضي السورية من خلال المناطق الآمنة وانتشار القواعد العسكرية مما سيعقد المشهد السوري ويطيل أمد الحرب في سورية ، وهكذا فإن الداعمين الحقيقيين للإرهاب إنما يحاولون التخفي خلف قناع سياسي لكسب المزيد من الوقت وكلهم أمل بتغيير الموازين ورجحان كفة الميدان لمصلحتهم وتغيير قواعد الاشتباكات ، ولكن هيهات فإن الجيش العربي السورية ماضٍ في أداء مهمته الشريفة حتى تطهير آخر شبر من الأراضي السورية من رجس الإرهاب ورد داعميه على أعقابهم خائبين.