2024-03-28 11:56 ص

أستانا والحلول الملغومة....

2017-02-20
بقلم: محمود الشاعر
قبل إنعقاد جنيف تشتعل الجبهات من جديد، تتآلف مجاميع الإرهاب ووهم السيطرة على الجنوب السوري يستيقظ في أذهانهم من جديد وفي الشمال تعود معزوفة المناطق الآمنة مجدداً ينشدها التركي الواهم والمتلون بتصريحاته كالحرباء والباحث عن صدى لأحلامه عند أعراب الخليج الذين يشاطرونه أوهامه والساعين إلى تغيير الأنظمة ودمار الشعوب عبر أدواتهم الارهابية المجرمة جولة جنيف القادمة تسعى لإيجاد حل سياسي تمهد له مباحثات أستانا بتثبيت وقف إطلاق النار ، لكن الفوضى والنزاعات بين جماعات المعارضة المزعومة لا تبشر بالخير يضاف إلى ذلك الرؤية القاصرة للمبعوث الأممي التي تقلب الحقائق وتعرقل الحلول ومساراتها فهو غالباً منحاز إلى طرف دون آخر وخاضع لاملاءات الدول الراعية للإرهاب وكذلك المشغل الأمريكي الذي يعزف على وتر المناطق الآمنة ولا يبدو راغباً في حل سياسي في سورية بل هناك مساع واضحة إلى عرقلة أي حلول تلوح في الأفق حيث أن الإدارة الأمريكية الساعية إلى سلام ملغوم في المنطقة تعلم جيداً بأن إصدارها لقرار جدي يتضمن تجفيف منابع الإرهاب ولجم داعميه ومموليه كفيل بالقضاء على الإرهاب في غضون أشهر لكن قراراً كهذا لا يمكن أن يتخذ بسهولة لأنه لا يصب في مصلحة إسرائيل الداعمة للجماعات المسلحة - بخاصة جبهة النصرة وداعش - والتي لها المصلحة الكبرى في استمرار نزيف الدم السوري وإضعاف محور المقاومة و ترامب الذي لا يؤتمن جانبه يسعى كسابقيه إلى غض النظر عن الدور السعودي في تغذية الإرهاب ويمد للسعودية جسور العلاقات ويهدىء من روعها في حين يصعد من لهجته ضد الجانب الإيراني وهكذا فإن الطريق إلى جنيف ضبابي وملغوم وأياً كانت نتائج مؤتمر أستانا القادم والذي يمهد لمباحثات جنيف ويخشى من بقائه مراوحاً في المكان فإن سورية بصمود أبنائها ستستمر بالمضي قدماً في طريق المصالحات ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حوار داخلي يحفظ استقلالها ويرتقي بها سياسياً واقتصادياً بما يصب في مصلحة الشعب السوري الصامد والواثق بقدرة جيشه على تحقيق الانتصار ولجم القوى المعادية الساعية إلى خراب البلاد ودمارها .