2024-04-23 06:36 م

هل بدؤوا يستشعرون الخطر القادم من سورية؟!

2017-02-20
بقلم :عبد الحكيم مرزوق*
ما هو الجديد في دعوة الكيان الإسرائيلي إلى تبني الإرهابيين في سورية علناً , وهل كان في الفترة السابقة يدعمهم في الخفاء حتى تخرج الأبحاث والدراسات من داخل الكيان الإسرائيلي الغاصب الى تبني دعم الإرهابيين في سورية . من يتابع حيثيات الخبر يدرك أن الكيان الإسرائيلي يستشعر الخطر القادم من وراء الانجازات الكثيرة والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في كافة المناطق التي كانت ساخنة وعادت الى حضن الوطن بعد أن تم طرد الإرهابيين والمجموعات المسلحة منها إضافة إلى المصالحات التي كانت تتم برعاية الدولة السورية لعودة الأمن والأمان إلى تلك المناطق التي دخلها الإرهابيون إزاء تلك الانتصارات التي حصلت في سورية أمام العصابات الإرهابية والمجموعات المتأسلمة المدعومة من غربان الخليج ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تدير دفة الحرب على سورية من وراء الستار من خلال غرف العمليات التي أنشأتها في أكثر من منطقة والتي تحوي متخصصين في حروب العصابات من بعض أجهزة الاستخبارات في العالم وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي والسي آي أيه والبريطانية والفرنسية حيث بذلت كل ما بوسعها لتحقيق أهداف الإدارة الأمريكية في تقسيم سورية عبر سنوات الحرب الستة التي خاضها وذلك لإرغام سورية على أن تكون مطية الإدارة الأمريكية , لكنها لم تفلح ولن تفلح في أهدافها لأسباب عديدة يأتي في طليعتها طبيعة تكوين الدولة السورية والصمود الكبير الذي أولاه الجيش والشعب في مواجهة تلك المجموعات المسلحة إضافة إلى حنكة القيادة السورية في إدارة الأزمة وفتح باب المصالحات أمام جميع من كان يريد العودة إلى حضن الوطن إضافة إلى الدعم الروسي لسورية ودخوله في الحرب مع سورية من خلال الضربات الموجعة التي وجهها سلاح الجو الروسي للمجموعات الإرهابية في المناطق التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية والتي خرجت مهزومة من بعض المناطق تجر أذيال الخيبة والانكسار بعد أن أدركت أن بقاءها سيجلب لها الفناء والموت ولعل الانتصار في حلب هو العنوان الأبرز في الفترة الماضية وخروج المسلحين من وادي بردى هو عنوان أهم في كيفية إدارة الدولة السورية للازمة في فترة الحرب لتكون منطقة وادي بردى آمنةً ومستقرة وتحت سيطرة الدولة السورية . إن ثمة مؤشرات كثيرة حصلت خلال العام الفائت جعلت علائم الانتصار ترتسم في سماء الأرض السورية وهذا ما أدخل الهلع للكيان الإسرائيلي الذي يعتبر شريكاً أساسياً في الحرب وكلنا يذكر الدعم اللوجستي الذي كان يقدمه الكيان الإسرائيلي للمجموعات المسلحة في الجنوب السوري و كيف فتح الكيان الغاصب مشافيه للإرهابيين وقدم لهم العلاج المجاني في محاولة لرفع معنوياتهم ليقاتلوا الجيش السوري بالنيابة عن الكيان الغاصب وعن الإدارة الأمريكية وكل ذلك لإضعاف سورية والنيل منها لأنها كانت دولة محورية وهامة في الصراع العربي الإسرائيلي ودعمت المقاومة اللبنانية بالسلاح والعتاد ولأن سورية تشكل خطراً حقيقياً على الكيان الغاصب لأنها تمتلك جيشاً قوياً وسلاحاً يمكن أن يكسر المعادلات في المنطقة ولأن الكيان الإسرائيلي أصبح يدرك أن سورية إذا خرجت من حربها ضد الإرهاب منتصرة فإن ذلك لن يكون في صالحه وسيكون ذلك وبالاً عليه لأن الجيش السوري سيكون أقوى من ذي قبل وقد امتلك خلال السنوات الست الماضية من عمر الحرب الكونية قوة لا يستهان بها في مقارعة العصابات الإرهابية المرتزقة ....كل ذلك جعله يستشعر الخطر القادم من سورية لذلك رفعت مؤسسات البحث والدراسات الإسرائيلية توصياتها واقتراحاتها بزيادة دعم المجموعات الإرهابية حتى تمنع سورية من أن تنتصر في حربها ضد الإرهاب وكي لا تخرج منتصرة بعد السنوات التي قضتها في حربها الضروس . إن تلك الدعوات لن تنفع الكيان الإسرائيلي والنصر السوري قادم لا محالة له وسيكون الانتصار بالتأكيد نصراً لكل دول محور المقاومة الذي سيعلن بداية مرحلة جديدة لا مكان فيها للقطب الواحد ،وسترسم من جديد موازين القوى في العالم وستكون سورية كما كانت قبل الحرب الكونية دولة مهمة ومحورية مع دول محور المقاومة وكذلك فإن الحليف الروسي الذي وقف إلى جانب سورية سيكون له حضوره المؤثر والهام كما كان طيلة السنوات الست الماضية وحطم بحنكته أسطورة القطب الواحد من خلال دوره السياسي الهام في التعامل مع الأزمات.
*كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com