2024-04-20 05:10 م

سلاح الإرهاب والجهاد محرّم على الأمريكان وإسرائيل

2017-02-18
بقلم: سلطان كليب
سلاح الإرهاب والجهاد محرّم على الأمريكان وإسرائيل قتل الروس ومن تحالف معهم حلالا مباحا سفك دمائهم مع أن الإرهاب تنظيمٌ عالمي ،يقتل باسم الجهاد والدفاع عن الأمّة الإسلامية ،إلا أنه محرّم عليه المساس بأرواح الأمريكان والإسرائيليين جنوداً ومدنيين في أيّ مكانٍ بالأرض . منذُ اغتصاب فلسطين لم تظهر أي حركة تتبنى الجهاد لتحريرها من يهود،ولم نسمع إفتاءً ممن يسمون أنفسهم علماء المسلمين لدعوة الشباب أو قادة الدّول للتحرك نصرةً لأهل فلسطين أو غزّة ،مع أنّ القضية الفلسطينية هي أهم قضية في الأرض وتعطيل الجهاد لتحرير مقدساتها من أكبر المحرّمات شرعاً. الحركة الوحيدة التي أنشأتها جامعة الذّل العربية لتحرير فلسطين هي ما تُسمّى بحركة فتح ،علماً أن الفكرة منذ ولدت عربياً كانت (مؤامرة) من أجل سلخ القضية الفلسطينية عن العالم العربي والإسلامي لاحقاً بعد أن يقتنع الشعب الفلسطيني والعربي بهذه الحركة كحركة نضال وتحرر ،والممثل الوحيد باسم تحرير فلسطين والتفريط بها ،ليتبرأ ويتنصل العرب منها ، ثم الوصول بها أي المنظمة إلى الاستسلام لليهود باسم السلام وحق العودة من خلال التفاوض،وتحويل هذه الحركة من النضال المسلح الذي ربما لم ينال من الصهاينة أكثر من أصابع اليد منذ نشأتها ،ليتم تحوّلها من حركة مقاومة وهميّة إلى السلطة الفلسطينية التي رفعت غصن الزيتون ، ثم لتصبح بعد ذلك الحارس الأمين لدولة إسرائيل ،والجيش الرديف لجيشهم ضد أبناء شعبهم وهذا متّفق عليه عربياً ودولياً منذ نشأتها، بعد أن جَعلت من الشعب الفلسطيني عدوّاً لكل الشعوب العربية بعد الأحداث التي تم تمريرها في الأردن وسوريا ولبنان من قبل أمريكا والموساد وعملائهم . إن جميع التنظيمات التي أطلقت على نفسها بأنها تتبنى الجهاد في العالم تقف خلفها أجهزة مخابراتية عالمية، عربية ، وغربية توجهها وتديرها ،تقتل باسم الإسلام وتنفذ عملياتها بفتاوى ممن يسمون أنفسهم علماء الدين والأمة، مدفوعين الأجر سلفاً ، ومن الملاحظ أنّ جميع العمليات التي تنفذها هذه التنظيمات في العالم تحرّم المساس بالدّم اليهودي والأمريكي ،في حين أن علماء السلاطين حثوّا شباب المسلمين على الجهاد والقتال تحت ما يسمى بتنظيم القاعدة في أفغانستان لمحاربة الروس فقط ،ودفَعَ الآلاف من شباب المسلمين أرواحهم في أفغانستان لدحر الروس بفتاوي من علماء المسخ ، من اجل عيون أمريكا لتصبح القوات الأمريكية وقوات الناتو البديل للقوات الروسية في الاحتلال في حرب حولت أفغانستان إلى خراب ودمار لليوم . أمريكا وباعتراف مرشحة الرئاسة هيلاري كلنتون قالت وبصراحة أن أمريكا هي من أنشأت القاعدة والتي تم التسهيل لها لتنتقل إلى العراق ثم أصبح اسمها تنظيم دولة الخلافة الإسلامية ، التنظيم يعلن كما تعلن بعض التنظيمات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ،في حين أنّ آلة الموت محرّمة والذّبح محرّمة على دماء الأمريكان وإسرائيل ، ولم نرى من تلك الحراب التي تذبح وتقتل وتدمّر وتسفك الدّم إلا خدمة للمشروع الصهيوأمريكي والتسهيل لذبح أهل السنّة في العراق باسم حمايتهم من الأعداء،بل شرّعَتْ للقوات الأمريكية ذريعةً لقصف المدنيين وحرقهم أحياء باسم مقاتلة داعش ودحرها وتدميرها وكل ذلك ليس أكثر من مؤامرة متفق عليها بين كل الشّركاء . لا تختلف داعش عن القاعدة ،فالقاعدة أدت اكبر خدمة للمشروع الأمريكي في دحر المد الروسي في أفغانستان ، وداعش أدّت أكبر خدمة لأمريكا للثأر من القوات العراقية التي دحرت الترسانة العسكرية الأمريكية في المدن السنّية في العراق التي قتلت وجرحت جميع القوات التي شاركت بإسقاط العراق، ومن سلمَ من منهم من القتل والجراح لازال يعاني من أمراض مستعصية نتيجة استخدام اليورانيوم المستنفذ في قصف القوات العراقية ،والغالبية تعاني من اضطرابات نفسية مزمنة لا يمكن علاجها حتى اليوم . إن الدور الذي تقوم به د اعش في العراق لا يختلف عن الدور الذي تقوم به بعض الفصائل التي تقاتل نظام الأسد في سوريا ،فكما تلقت القاعدة الدعم والمؤازرة من أمريكا ودول الخليج ،وفتاوى من شيوخ السلاطين مدفوعين الأجر في حينها ،فالشيء ذاته تم التعامل معه من حيث تسليح قوات المعارضة ودعوة علماء الضلال إلى الجهاد لإسقاط نظام بشار الأسد خدمة للمشروع الصهيوأمريكي ، وبما أنّ تلك الفصائل تقاتل النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران فإن الجهاد حلالا مباحا،والطريق إلى الجنّة مشرّع الأبواب حسب رأيهم ، ولو أن هذا الجهاد كان ضد القوات الأمريكية فسوف يتم مطاردة هذه التنظيمات ويعتبر الانضمام إليها من المحرمات بفتاوى سياسية ودينية من أبواق المنافقين الأفاكين ،وسوف يتم الإعلان أن هؤلاء كفرة ومجرمين من أهل الفسوق والضلال . ويبقى السؤال لماذا لم يعلن علماء الأمة الجهاد لتحرير فلسطين ، ولماذا لا يجرأ هؤلاء على الخروج عن رأي حكامهم إلا بما يُملى عليهم ،فهل من يطيع سيده ويخالف أوامر ربه يعتبر عالماً من علماء المسلمين عند أهل السنّة، أو من العلماء الرّبانيين الذين يُحترم رأيهم وفتاويهم ويؤخذ بها .!! ولماذا يبيح هؤلاء سفك دم الجيش السوري ومن يتحالف معه ، وصمتوا بل وأحلوا للقوات الأمريكية قصف بغداد في ما يسمى بحرب التحرير وألان يقتّل المسلمين في العراق وسوريا واليمن من القوات الأمريكية باسم محاربة الإرهاب ولا يسمى إرهابا !! افهمونا يا علماء الأمّة مدفوعين الأجر لماذا جرائم بشار وإيران وروسيا تعتبر إرهابا وجرائم أمريكا تعتبر مكافحة للإرهاب ،!! ولماذا لا تعتبر جرائم الحشد الشعبي إرهابا وهي تذبح وتحرق كما تفعل داعش أليس السبب لأن أمريكا هي من تدعمها وتشرّع لها القتل !! الم يفعل الأمريكان في أبو غريب ما فعلته داعش من تنكيل واغتصاب وتصفية للمقاومين !! الم يعترف الجنود الأمريكان أنهم اغتصبوا العراقيات ،ألا يستحق هذا الجهاد يا علماء الأمّة مدفوعين الأجر .!! فهل الجهاد والجنّة محرمة على المسلمين إذا كان ضد الأمريكان واليهود ،أو من تدعمهم أمريكا وتمولهم وتخطط لهم ،بينما هو حلالا إذا كان ضد روسيا أو من أجل إسقاط الأنظمة العربية كما حصل في العراق وما يجري في اليمن وسوريا ومصر !! ننتظر الجواب ممن خدعوا أنفسهم بأنهم علماء الدين والمسلمين !!