2024-04-16 08:34 م

مستوطنات في المناطق الآمنة السورية..

2017-02-16
كتب نارام سرجون
إن السادة لايكونون سادة الا عندما يكون لديهم عبيد .. مثل سائس الخيل لايكون سائسا اذا لم يكن هناك من خيل يسوسها .. ومثل الراعي لايكون راعيا اذا كان لايملك أغناما للرعي ولايملك الا عصاه ونايه والكلاب ..

والتركي الذي جرد من خيوله التي كان يسوسها في الشرق طوال أربعة قرون ومن الخراف التي كان يقودها من الشرق الى الأستانة والبلقان وجد أن نفسه اشتاقت الى تلك الأيام التي كان يملك فيها خيولا أصيلة يسوسها .. ويقود اغناما من الشرق الى حقول حروبه في البلقان والسفربرلك ..

حاول التركي في الربيع العربي أن يدخل أرض الميعاد التي فقدها والتي كانت مليئة بالخيول الأصيلة والأغنام المكتنزة التي تدر السمن واللبن .. لكنه لم يجد خيولا ولا أغناما بل وجد انه دخل أرضا ملأى بالرجال والبنادق المحشوة بالعناد والرصاص ..

في الشهر التاسع من عام 2014 كتبت مقالا بعنوان ((دع الأرض تقاتل عنك .. جنون الأمم في مشروع “صفر أكراد” التركي)) .. وكنت نقلت يومها حديث سفير بريطاني سابق في تركيا التقيته في مناسبة وسخر من جنون الأتراك عندما كانوا يفكرون في حل المشلكة الكردية بايجاد وطن بديل لهم في سورية بدل تركيا عبر تهجيرهم كما أوصت رسالة دكتوراه تركية ..

لكن اليوم بدأنا نرى أن الأتراك أكثر جنونا وجموحا من جنون رسالة الدكتوراه التي ارادت تهجير أكراد تركيا لمنع تفكك تركيا .. لأن محاولة تذويب الدولة السورية بالعصارات الاسلامية وأحماضها الكبريتية فشلت جدا وتسببت في نهوض طيف الدولة الكردية من التفاعلات الجانبية التي تسببت بها المركبات الاسلامية السامة التي استعملت لتذويب الدولة السورية .. وصار الأتراك لايفكرون بتذويب الدولة السورية بقدر ما يفكرون في تذويب طيف الدولة الكردية بسكب اللاجئين السوريين (الذين استدرجتهم تركيا اليها) في المنطقة الكردية لاحداث تجول ديموغرافي في صالح تركيا وضد الأكراد والسوريين الوطنيين في الشمال السوري ومنطقة الجزيرة .. وبذلك يحلون عدة مشاكل في ضربة واحدة .

فهم يتخلصون من الوجود السوري الكبير في الداخل التركي والذي يشكل هاجسا أمنيا وديموغرافيا يهدد باستقرار المجتمع التركي في السنوات القادمة بسبب حتمية الصراع بين العرقين التركي والعربي من خلال صدام الوافدين والسكان المحليين .. وبهذا النقل الديموغرافي للاجئين السوريين الى الجزيرة السورية يذوب الوجود الكردي عبر اضافة كتلة سكانية عربية موالية لتركيا من اللاجئين السوريين في تركيا التي يتم دفعها الى شرق سورية حيث يتم خنق الكيان الكردي المحتمل وتحويل اللاجئين الى حاجز ديموغرافي يقطع اوصال الشريط الكردي الذي تخشاه تركيا الذي يعيش ضمن وسط عربي يحاصره بالمستوطنين .. بل ان المستوطنين الجدد في شرق سورية من اللاجئين سيمنعنون وجود عمق استراتيجي داعم لأكراد تركيا وحزب العمال في حال نشوء نزاع مع الجيش التركي والأكراد الذي سيعمل على استئصالهم في غياب العمق الكردي السوري الداعم .. وأخيرا فان هذا الكيان الجديد من المستوطنين السوريين الموالين لتركيا سيكون بديلا مقبولا دوليا وعالميا عن كيان اسلامي صار مرفوضا وفشل في أن يفرض نفسه على شكل داعش او جبهة النصرة ..

ولكنه سيقوم بنفس الوظيفة التي رسمت لمن يملك تلك المنطقة .. أي الحاجز الديموغرافي بين سورية والعراق والجيب الكبير التابع لتركيا الذي يبتز الدولة السورية والعراقية لأنه سيكون هو داعش من غير علمها وأبي بكرها البغدادي ومن غير تلك السمعة السيئة المقززة وبؤرة الرعب للعالم .. وهذا ماسيعني قبول العالم بالكيان الجديد الذي سيقيمه اللاجئون أو سيقام للاجئين الذين يمكن ان تتفاوض الدولة السورية معهم لأنه سيكون لهم حماية دولية .. وممثلون .. ومدن ..

وهنا دعونا نراجع تصيحات تركية مشبوهة في توقيتها عن ضرورة فرض التجنيد الاجباري على السوريين اللاجئين في تركيا والذين يقد عدد الشبان في سن التجنيد قرابة 800 ألف على الأقل وسمعنا أن هناك محاولة لمنحهم الجنسية التركية لمساعدة الاسلاميين في الانتخابات التركية .. وقد رأينا نموذجا لتخريج دفعة من الشرطة في الشمال السوري برعاية تركيا يرددون شعار (تحيا تركيا .. يحيا اردوغان) .. ثم لنقرنه مع شيء جديد أطلقة اردوغان عن نيته التوجه شرقا بعد الباب .. لاقامة مدن جديدة .. نعم اقامة مدن جديدة ..
 

اقامة مناطق آمنة أم … مستوطنات؟؟؟

ان فرض التجنيد الاجباري على اللاجئين سيكون بمثابة السفر برلك لهؤلاء الشبان الذين سيتحولون الى جنود مرتزقة يدفع بهم الى منطقة الجزيرة السورية رغما عنهم وستقام لهم مدن جديدة تدفع نفقات بنائها دول الخليج والسعودية التي طلب منها سابقا الرئيس ترامب أن تتعهد بالانفاق على المناطق الآمنة .. والمقصود هنا الانفاق على بناء المدن والمستعمرات الجديدة .. وبالمفهوم العمراني ستكون للاجئين مستوطنات وسيتحول هؤلاء الى مستوطنين لاينتمون الى الأرض التي يعيشون عليها بل الى مجموعات في ثكنات عسكرية تعمل مثل مخافر حدودية وحرس حدود لتركيا من أجل كبح الأكراد وقمعهم والتعامل معهم بعقلية العدو .. أي أن السوريين المستوطنين الموالين لتركيا سيتصرفون كما يتصرف المستوطنون اليهود في فلسطين ..

لهم كل الحقوق ولهم السلاح وسيعطون التفويض الكامل لقهر الأكراد السوريين الذين سيحاصرون بقسوة وتتعمد هذه المستوطنات من اللاجئين على مدى متوسط الى تهجيرهم وتشتيتهم نحو الداخل السوري والعراقي لاذابتهم هناك فيما تصبح هوية المنطقة تركية عبر عملية تجنيس اللاجئين التي بدأت .. وهؤلاء المستوطنون السوريون المرتزقة الذين سيكون ولاؤهم لتركيا سيصطدمون بالاكراد السوريين ويتلقون منهم الضربات وتنشأ حالة من التوجس والترصد بين الطرفين ويصبح الصراع بينهما وجوديا كما هو بين الفلسطينيين والاسرائيليين .. شعبان يقتتلان من أجل أرض واحدة .. لاتتسع لهما معا .. ولكن الاتراك سيجعلون الغلبة للعنصر اللاجئ في هذا الصراع ويبنون للمستوطنين المدن والقرى ويشغلونهم .. وتتحول تلك المنطقة الى جيش بنيت له دولة كما اسرائيل ..

وهنا نجد ان الأتراك وافقوا على المشروع الروسي بانهاء المجموعات المسلحة لأنهم تخلوا عن فكرة اسقاط الدولة السورية بهذه المجموعات المسلحة بعد تدخل الروس الناري وتعرض المجموعات المسلحة لهزيمة ساحقة ماحقة في حلب .. وهكذا تم التخلي عن جبهة النصرة وكثير من الفصائل الرافضة لأستانة .. لكن الدور الجديد لهؤلاء هو الانسحاب من الميدان السوري في حلب وادلب والتوجه بثياب جديدة لملء المنطقة الجغرافية الجديدة والقيام بالدور الجديد وهو انهاء الوجود الكردي نهائيا الى الأبد وخلق كيان استيطاني تركي الهوى يعوض عن خسارة المشروع في الاستحواذ على ولاية حلب .. لأن هذا الكيان سيمثل استطالة تركية زائدة داخل الجسد السوري الى حين تحقيق الانفصال عن سورية بحكم الأمر الواقع ..

هذا السيناريو يعتقد ترامب أنه سيحل به مشكلة اللاجئين السوريين الى الغرب ويزيل له التطرف الاسلامي الذي صنعه زمن اوباما وهيلاري ومشروع الربيع العربي طالما أنه سيحل محل داعش والنصرة في مناطق ليس فيها قتال يبرر الهروب والهجرة .. وهو بذلك سيوفي بتعهداته بحل الصراع في سورية فهو فعلا سيزيل داعش ويعطي الأتراك ذات المنطقة التي (منحهم اياها أوباما تحت غطاء داعش) دون الحاجة لداعش وسمعتها .. وبذلك يكون ترامب تعاون مع الروس في اسقاط مبدأ تغيير الحكم في الدول باستعمال الارهاب وسيكون للروس مهمة اقناع السوريين بالتفاوض مع المعارضين في المناطق الآمنة بدل التقاتل معهم ..

وهو بهذه الفكرة سيبني الجدار العنصري ليس بينه وبين المكسيك بل سيبني الجدار الفاصل بين الدولة السورية والمعارضة المستوطنة في الشرق من جهة .. وسيبني جدارا آخر بين اللاجئين المسلمين واوروبا بمنحهم تلك المنطقة وحبسهم فيها بحيث لاتجد تركيا ضرورة لضرب أسوار اوروبا باللاجئين لمساعدتها في خلق منطقة آمنة لهم أو لابتزاز اوروبة بهم .. بل ان تركيا ستكون حريصة بعد ذلك على بناء الجدار وعلى استرداد كل اللاجئين من أوروبة لدفعهم الى تلك المنطقة لزيادة العنصر غير الكردي في تلك البقعة والتي ستحقق لها حلمها الذي بدا في الانغراس داخل سورية واستعادة بعض منها .. وازالة الخطر الكردي نهائيا ..

وأما أردوغان فيظن أنه بذلك المشروع يزيل داعش ويتخلص من اتهام الروس والعالم له انه يدعم داعش فيما سيراه العالم بأم عينه يدمر داعش مع الأمريكان والروس .. وهو بذلك المشروع أيضا يدمر النسيج الكردي الى الابد في الشمال السوري ويحاصر أكراد تركيا بتلك الدولة الاستيطانية في خاصرتهم الجنوبية التي ستحول الشمال السوري من ارض صديقة وعمق استراتيجي وديموغرافي الى أرض للعدو .. يغيب فيها العمق الاستراتيجي .. وتتحول الى عبء استراتيجي ..

وأردوغان يرى أنه بهذا العرض سيمكنه بسهولة التخلص من الضغط الروسي والايراني وسيسلم ادلب وكل شمال حلب دون قتال جدي وربما عبر مفاوضات جنيف .. أي أنه سيتخلى عن جميع الثورجيين هناك بعد كل الوعود الكاذبة أنه معهم في السراء والضراء .. وسيحتال عليهم بأن يعرض عليهم نقلهم الى المستوطنات الجديدة لاقامة دولة الحرية والاسلام برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا .. وهناك سيفاوضون الأسد دون أن يقوى على ارسال جيشه اليهم أو أن تغير عليهم عواصف السوخوي .. وسيقبل الثورجيون بعرض أردوغان حيث لن يكون لهم خيار آخر ..

من كل ماراينا فاننا نستطيع أن نتعرف الى أن حقيقتين هما:

أن العقل الأميركي لم يتغير كراع للبقر من حيث محاولة تقسيم سورية بالخداع بعد فشل الفصل بالقوة الارهابية وهي ترجمة لمبدا ترامب من أنه لن يتورط في النزاع ولن يطلب اسقاط الدولة السورية وسيساعد على التخلص من داعش ولكن بعد دق اسفين ضخم بين شرق الفرات وغربه .. لأنه يريد عزل ايران عن سورية بأي ثمن كما كان اوباما يريد قبله ..
والحقيقة الثانية هي وجود صناعة جديدة أبدعها العقل العثماني هي صناعة اللاجئين وتحويلهم الى سلع سياسية وتصديرها لحل الأزمات ومقايضتها ببضائع اخرى .. فاللاجئون استعملهم أردوغان في بداية الأزمة من أجل التشهير بالدولة السورية وادعاء الحاجة للتدخل لنصرتهم عندما كان يعتقد انه سيعطى تفويضا دوليا بذلك العمل النبيل .. ثم بعد ذلك قذف بهم في البحر لضرب أسوار أوروبة ومعاقبتها عندما لم تسمح له بالاستيلاء على الشمال السوري وامتنعت عن تأمين الغطاء الناتوي له اذا مااصطدم بروسيا .. ولكنه عندما وجد طيف الدولة الكردية أمام عينيه جفل ونقل بضاعته من اللاجئين الى مستوى آخر من التوظيف والاستعمال وهو التجنيد والقيام بعملية تغيير ديموغرافي كبيرة يستعمل فيها كتلة ضخمة من “قطعان” اللاجئين ينقلهم فيها الى أرض جديدة ..
وهنا نسأل عن لعبة التغيير الديموغرافي التي دأب على ترويجها الثورجيون واعلام اردوغان والاخوان من أن ايران تقوم بعملية تغيير ديموغرافي في سورية عبر فرض عمليات المصالحة المشروطة بالتهجير من أجل نقل السكان الاصليين السنة واحلال مجموعات سكانية شيعية محلهم .. حتى أن البعض صار يتحدث عن حلب الشيعية وداريا الشيعية رغم ان من ترك بلدته أو حيه في أي اتفاق مصالحة كان يختار الهجرة بنفسه لأنه يرفض التسوية مع الدولة اما لأنه يخشى ملاحقة قانونية بسبب ثبوت قضايا جرمية وارهابية وقتل كثيرة بحقه .. واما بسبب بعد عقائدي لأنه قرر أن يعيش في دولة الشريعة ولن يعود الى الدولة العلمانية بعد اليوم .. وهؤلاء في النسب الاحصائية لم تتجاوز نسبتهم في كل العمليات 5% من السكان .. ومع هذا يروج الاعلام الاخواني والتركي انهم 95% من السكان يرغمون على الرحيل لاحلال الشيعة مكانهم .. لكن الحقيقة اتضحت اليوم وعلمنا من الذي يخطط لعمليات احلال مجموعات سكانية ضخمة وجراحات ديموغرافية هائلة من اجل مشاريعهم السلطانية ..

انهم الأتراك الذين سينقلون قرابة 3 ملايين لاجئ سوري بالقوة والاكراه والضغط والترغيب والترهيب ويحولوهم الى مستوطنين وسيجندون 800 ألف منهم للعمل في حرس الحدود جنوب تركيا وفي المستوطنات الجديدة التي ستبنى لهم ويتحولون الى قوة احتلال وحاجز بشري فقد ارضه ولم يبق له الا هذا الخيار الاجباري كما تم نقل اليهود العرب من العراق بالقوة والاكراه لملء الكيبوتزات والمستوطنات للدولة الجديدة الوليدة اليهودية في فلسطين من رحم سورية الطبيعية .. ويمكن من هنا أن نفهم اصرار الاعلام الغربي والامم المتحدة ومنظمات العفو الدولية على ترويج الرعب من العودة الى سورية حيث ينتظر الناس سجن صيدنايا ومراكز الاعدام الجماعي والمقابر الجماعية .. وهذا بحد ذاته نوع من ترويج الكراهية وترويج الرعب من فكرة العودة الى سورية والقبول بحلول قاسية مثل التحول الى مستوطنين ..

كيف سنتعامل مع المشروع الجديد؟؟ ليس لدي اي شك ان هذه الأفكار طرحت كثيرا وأن التحركات والاتصالات التركية والامريكية كانت متابعة بدقة .. ولكن الرئيس الأسد اعطى سلفا الجواب والموقف في مقابلته الأخيرة مع موقع الياهو ..

وهو “أن فكرة المناطق الآمنة غير عملية ولن تساعد في حماية اللاجئين من الارهاب .. واذا ارادت اميريكا المساعدة في محاربة الارهاب في سورية فيمكنها شريطة التنسيق مع الدولة السورية” .. وهذا الرد يعني ان الجواب السوري هو: لا .. لن نسمح بالمناطق الآمنة طالما انها خارج السيطرة السورية وتخضع لحماية أجنبية على الأرض السورية .. وعلى الأميركيين ان يبتعدوا عن هذه الفكرة دون أن يتورطوا في الاقتراح الذي سيحتاج حتما الى عدم اعتراض الدولة السورية لأن المنطقة الآمنة ستتحول الى منطقة غير آمنة اذا قررت الحكومة السورية مساعدة مواطنيها في تلك المنطقة (الأكراد والعرب الذين يسكنون تلك المناطق بشكل طبيعي) على اعلان القتال ضد هذا المشروع واعلان مقاومة صريحة ستكون مكلفة للاتراك وعملائهم ..

وهذا بحد ذاته سيكون واجبها تجاه جميع مواطنيها الذين سيفرض عليهم احتلال من قبل تركيا التي ستستعمل مواطنيهم السوريين كما فعلت في شرق حلب الذي خضع لاحتلال تركي بالوكالة عبر اسلاميين سوريين وغير سوريين .. لان السوري الذي يصل على متن الدبابات التركية لاحتلال أرض سورية ومكون سوري آخر سيعامل معاملة الارهابي والمستوطن الذي يجب أن يطلق عليه الرصاص الى أن يتخلى عن وظيفته الاستيطانية ويعود الى مشروع وطنه .. وهذا القتال سيفشل فكرة المنطقة الآمنة .. وسيصل الى داخل العمق التركي الكردي ويكون أكثر عنفا وفوضى .. وتتحول الى أسوأ فكرة .. ويبقي الصراع لتولد منه سلسلة جديدة من الصراعات ..

وقد التقط الأميريكون الرد والتقطوا عبارة امكانية المشاركة تحت جناح الدولة السورية .. وهي هنا تقدم عرضا جديدا قائما على تثبيت مبدأ سيادة الدولة على جميع أراضيها .. دون تفريط بحقها السيادي المطلق على كل شبر .. وعلى الاميريكيين الاستماع له جيدا من خلال الروس .. والروس أظهروا براعة في فهم الديبلوماسية وفهم المتغيرات وتكتيكات نقلات الشطرنج الأميريكي .. وهم يدركون أن صناعة كيان هلامي استيطاني في الشرق السوري هو خطوة مؤقتة تسبق خطوة لاحقة بالتقدم نحو قطعة أخرى بعد سنوات بعد فصل خط طهران دمشق حتى يتم اخراج الروس من البحر المتوسط لأن الاميركيين سيكونون قادرين على تحريض السوريين الوطنيين بعدم الثقة بالروس الذين قبلوا بمشروع المنطقة الشرقية الآمنة ..

وقد يتحول الروس في نظر السوريين الى انهم جزء من قوة احتلال كانت تبحث عن حصة نفوذ بعد ان كانوا جزءا من تحالف مقدس ومظلة حلف للتحرير .. وعندها سيحاربهم من وثق بهم من السوريين وتنقلب ضدهم البنادق .. والروس يدركون أن الاميركييين ماهرون في اللعب على الزمن وتغيير مزاج الناس باستغلال أخطاء وسذاجة الآخرين .. ولذلك فانهم أبلغوا الأتراك في رسالة (النار الصديقة ) عند تخوم الباب وقتلت جنودا أتراكا انهم لايزالون في الحلف المقدس مع الجيش السوري الذي يراقب عن كثب مايفعله الأتراك وسيقلب الطاولة عليهم اذا تجاوزوا التفاهمات الضامنة ..

على أردوغان الذي يبيع اللاجئين كما يبيع الخراف والأغنام أن يدرك أن بيع الأغنام لايصنع منه الا غنّاما وليس سائس خيل أو مروض أسود .. وعلى الغنّام ألا يدخل أرضا ليبيع فيها أغناما وهي ملأى بالاسود التي ستأكله مع أغنامه كما أكلته في شرق حلب مع قطيعه الوهابي الاخواني ..

أردوغان الراعي الذي لايصلح سائسا للحمير .. يريد أن يصبح سائسا للخيول .. ومروضا للأسود .. فحذار يااردوغان من أن تقوم باللعب في أرض الأسود .. أو أن تعتقد أنك صرت سائسا للأسود .. الأسود لاتساس ياأردوغان .. بل تهاب وتتقى ويتجنبها رعاة الغنم .. ورعاة البقر .. ورعاة الابل ..