2024-03-29 07:53 ص

لقاءات الأستنة تلفها طلاسم مفردات المعارضة ويلغمها الحضور التركي والأردني

2017-02-15
بقلم: بسام عمران
ليس كل الطرق تؤدي إلى إيجاد حلول للأزمة السورية تنسجم مع ثوابت وقيم وتضحيات هذا الشعب الذي تطبع الشمس على محياه كل صباح أسرارا جديدة من العزة والكرامة ليشكل صموده أيقونات تستعيد بها الإنسانية ألحانا فقدتها في غمرة تصارع وتضارب الأطماع فلقاءات الأستنة تعتبر محطة تمهد لتفكيك الألغام التي زرعت مسبقا حول طاولات الحوار السوري - السوري هذا في الافتراض النظري أما الواقع فيعاكس كل تفاصيل هذا الافتراض المتفائل كون الراعي الأمريكي مازال يظن نفسه أنه يلبس طاقية الإخفاء ليبرمج منطوق وفود المعارضات حسب مشيئته وأهوائه فهو يعمل على إجراء تعديلات على البيان الختامي للقاءات الأستنة -2- الذي خرج بمجموعة تفاهمات تنسجم في أغلبها مع نداءات دمشق وإحاطة لقاءات جنيف القادمة بمزيد من الغموض عبر مشاركة الأردن وتركيا الأردوغانية في لقاءات الأستنة ولاحقا في جنيف وهذا يثير علامات استفهام كبيرة كون هذه المشاركة تسقط أقنعة الوهم التلمودي التي كان وما زال يتمترس خلفها النظامين التركي والأردني فهذه المشاركة ليست عابرة أو بريئة النوايا بل هي وظائف تخدم أجندات استمرار الحرب الكونية التي يتعرض لها الشعب السوري والتي تجاوزت أعوامها أعوام الحرب العالمية الثانية ليبقى هذا الوطن الحامل لواء الأمة العربية يتعرض لوابل من هبوب الرياح المحملة بالآفات الإرهابية وهكذا يتوازى الحراك السياسي الأمريكي مع الرغبات الصهيونية التي أثبتت رياح الحريق العربي أن الكيان الصهيوني هو صاحب المصلحة العليا في استمرار الحرب الكونية المستهدفة لبنيان الوطن السورية و شعبه كونه يشكل القلعة الأخيرة للأمة العربية ورأس حربة المقاومة ضد الأطماع الصهيونية والأمريكية وما تقلبات تصريحات السياسيين الأمريكيين وعملائهم في المنطقة / تركيا - الأردن - السعودية ومن خلفهم الكيان الصهيوني / بين مؤيد لحل الأزمة السورية ومعارض وتترافق هذه التقلبات بتصريحات تتضارب فيها الأقوال مع الأفعال فمشاركة منظومة الحكومة التركية في لقاءات الحوار السوري – السوري دليل حسي يترجم عناوين الرسائل الأمريكية التي حملها التركي للقاءات الأستنة الممهدة لمسارات جنيف والتي مفرداتها تدعم نظريا وقف الأعمال القتالية في الميدان السوري وفصل مايمكن فصله من الإرهابيين عن تنظيمي داعش والنصرة وغربلة شخوص تلك التنظيمات الإرهابية لاستخلاص وفد يصلح حسب الرغبات الصهيونية والأمريكية للدخول في عملية سياسية هي بكل المقاييس لاتعدو عن كونها مرتسمات افتراضية لخرائط واشنطن وتل أبيب لأنها تساهم في خلق أجواء متوترة مع حلفاء وأصدقاء سورية وتعمل على تثقيل الإملاءات الصهيونية بمتفجرات إضافية تستهدف ليس سورية فقط بل كل المنطقة وتفيد التصريحات التي خرجت قبيل لقاءات الأستنة وخلالها ولاسيما التي صدرتها واشنطن عن وجود مقترحات معلبة تستهدف السيادة السورية واستقلال قرارها وإعطاء نبضا جديدا للمعارضات السورية في لبوسها الإرهابي والسياسي ويعد تمسك تلك المعارضات بأفكارها ومصطلحاتها الهدامة والشيطانية لغما قابلا للانفجار في كل لحظة لنسف أي تلاق بين سورية ورعاة الإرهابيين رغم أن المرحلة التي تشهدها الساحة السورية حاليا مرشحة لبذل المزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي لحلحلة الواقع باتجاه الحل السياسي الذي طالما رددت دمشق عناوينه وأسسه ولكن سخونة مفردات تصريحات حلف الناتو تعاكس اتجاه تلك الجهود في حصول تراجع ملموس في دعم الإرهاب أو انخفاض في وتيرة ممارسات فنون التحريض والتضليل وحتى التهديد والوعيد علما أن جميع داعمي التنظيمات الإرهابية يعلمون علم اليقين أن مطالب دمشق محقة والتي تتردد منذ حوالي الست سنوات والمتضمنة عناوين لإرساء حل سياسي فلا يمكن انجاز هذا الحل إلا إذا توقف تدفق الإرهابيين وأوقف التمويل والتسليح الذي يتم تحت أنظار دول حلف الناتو . سورية التي حضرت كل لقاءات الحوار السوري - السوري مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى كون أولويات عملها تنصب لاستعادة الأمن والاستقرار وهزيمة الإرهاب وخطط داعميه وتطهير كل شبر من أرضها من رجس الإرهابيين وهي بشعبها وجيشها وقيادتها وبصمودها الأسطوري مصممة على رفع رايات النصر واستعادة نبضها الذي يمثل مهد الحضارات الإنسانية سواء مهدت لقاءات الأستنة الطريق لحوارات جنيف أم زرعت ألغاما تحت الطاولات وتشي الظروف الدولية والتصريحات الوافدة إلينا من خلف البحار والمحيطات إن الأجواء الحالية ليست مواتية للخروج بتفاهمات تؤدي بالنتيجة لحل سياسي وهذه التصريحات مازالت تشهد تجاذبات وتناقضات لا حصر لها والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبإلحاح ما هي ماهية الأفكار المعلبة التي قدمت للقاءات الأستنة ويحملها عن طيب خاطر وفد المعارضات لتأطير دفاتر جنيف بمفردات تدعم من حيث الشكل الوهم التلمودي وأطماع منظومة العدوان على المجتمع السوري بكل أطيافه الذي يملك الكلمة الفيصل في تقرير مصيره ورسم مستقبله وتحديد مضامين سطور دستوره ونظامه السياسي وخارج هذه المعاني ستبقى كل اللقاءات التي يلغمها الحضور التركي والأردني مجرد تقطيع وقت لزيادة المساحة الزمنية للاستثمار بواسطة الإرهاب عبر محاولات تمديد أيام الأزمة والحرب لذا يتوقع أن يبقى الواقع كما هو حتى بعد جنيف>
*صحفي سوري