2024-03-29 10:01 ص

التحالف الهجين

2017-02-13
بقلم: سلام محمد العامري
قرأت طرفة فأعجبتني, " يقال أن الشاعران العراقيان, الزهاوي والرصافي, جلسا يأكلان ثريداً فوقه دجاجة مُحَمَّرة, وبعد قليل مالت الدجاجة, ناحية الزهاوي فقال: عَرِفَ الخير أهلهُ فتقدما, فقال الرصافي: كَثُر النبش تحته فتهدما". تناقلت وسائل الاعلام, إضافة لمواقع التواصل ألاجتماعي, تحالفاً جديداً بالإعلان قديما بالممارسة, إلا وهو تحالف التيار الصدري والوفاق الوطني؛ متناسياً حرب النجف, وضرب د إياد بملبوس الأرجل, من قبل جماهير التيار الصدري, وهذا التحالف إن تم, فإنه نواة لمشروع التسوية, التي حددها السيد مقتدى, بعدم المصالحة مع البعث. أثناء هذه المرحلة, يحتاج المواطن العراقي, إلى وضوح في الرؤيا, كي يشق طريقه للاختيار الصائب, لا إلى تهجين يصعب عليه, التفريق بين المتناقضات, فالخط الصدري معروفٌ بالتدين, وفكر حركة الوفاق, بالضد من ذلك, فهم من المعارضين, لدخول رجال الدين معترك السياسة, وشتان بين حكم من يؤمن, أنَّ السياسة جزء من الدين, وبين ما عمل عليه معاوية, بفصل الدين عن السياسة, فهل هو معاهدة لفض النزاع, أم انقلاب على القاعدة؟ يرى بعض المحللين للتحالف المُنتظر, إنَّ السبب الأول يرجع الى, الاختلاف بين التيارين المتناقضين من جهة, و كتلة دولة القانون بقيادة المالكي, فإياد علاوي كان المنافس الأكبر, لقائمة المالكي, ولولا الوعود التي قدمها المالكي, أثناء اجتماع أربيل مه الكرد وعلاوي, بإشرافٍ أمريكي, لما تم إقامة الجلة الأولى, التي كَشَفَت عن اتفاق المالكي, بعودة بعض الساسة المشمولين, بالمسائلة والعدالة, وهذا ما تم مشاهدته, أثناء الجلسة الأولى للبرلمان, ليتم مقاطعة الجلسة, بسبب عدم مناقشة, مجلس السياسيات الاستراتيجية, الذي اتفق د. علاوي مع المالكي, في أربيل حسب الورقة المطروحة. هناك سَبَبٌ آخر يؤكد أن التحالف, لم يكن وليد اليوم, وإنما تم التخطيط له, إبان مرحلة المطالبة, بسحب الثقة عن المالكي, وقد كان ينتظر الفرصة المناسبة للطرفين, التي كانت بدايتها, خروج التظاهرات المسماة بالإصلاحية والتغيير, التي بدأها التيار المدني, ليتلقفها التيار الصدري, بعد شعوره أن قاعدته الشعبية, ستنسحب لاتجاهات أخرى, فعمد الى التصعيد بالاعتصام, ثم دخول البرلمان, ومكاتب رئاسة مجلس الوزراء. حاول بعض الأعضاء, انتهاز ممارسات التظاهر والاعتصام, باعتصام برلماني لسحب البساط, لينسحب التيار الصدري, المتمثل بكتلة الأحرار النيابية, لتفشل خطة أولئك الساسة, فكونوا جبهة الإصلاح البرلمانية, سعياً لنيل ثقة الشعب, وتفتيت التحالفات الأخرى. لقد أثبت التحالف الوطني, بزعامة السيد عمار الحكيم, قدرته على إدارة الأزمات, وأثبتت الأغلبية السياسية برلمانياً, وما التحالف الجديد القديم, إلا محاولة اغتيال, لمشروع التحالف الوطني. وعلى ما يبدو من المشهد, أنَّ القاعدة الشعبية الصدرية, أصبحت كدجاجة الشاعرين, فهل ستتدحرج نحو د, علاوي, أم سَتُقَسَّمُ بين الاثنين؟.
 Ssalam599@yahoo.com