2024-04-19 06:01 ص

اختلفوا على عدد المقاعد فهل يبنون وطن؟

2017-02-13
بقلم: جمال العفلق
كثيرة هي تلك الاخبار التي نسمعها ، عن المعارضة وافعال المعارضين ، بياناتهم لم تختلف كثيرا عن تلك التي اطلقتها قناة الجزيرة عندما كانت تدير اعمال المعارضين ، وقبل تشكيل ما سمي حينها جماعة اسطنبول وفيما بعد ما سمي بائتلاف الدوحة الخائن كما اصفه دائما وتتالت الاسماء والمسميات حتى وصلنا لى الهيئة العليا للمفاوضات ومقرها الرياض وهي تلك الهيئة التي لا تملك من امرها شيء . قد يعتقد البعض ان هذا تجني وتحامل على خصوم ، ولكن الواقع الحقيقي اننا لا نجد فيهم خصوم بالمعنى الحرفي للكلمة انما هم مجموعات تمثل مصالح دول اختارت طريق العداء للشعب السوري وهم بالاصل يمثلون مشروع ليس بالجديد ولد في ثمانينات القرن الماضي وتحدثت عنه الصحف واعلن عنه تحت اسم الشرق الاوسط الجديد وهو الشرق الذي يخدم حماية الكيان الصهيوني ويحول المنطقة الى خراب ودويلات ضعيفة تكون ارض خصبة لتجربة كافة الاسلحة المتطوره وبنفس الوقت تبقى على صفيح ساخن قابل للانفجار كلما اراد رئيس في الغرب تقديم برنامجة الانتخابي . وبالرغم من ادعاء المعارضين ومن في فلكهم انهم مدركون ويفهون اللعبة الا انهم يرفضون العمل من اجل الوطن ولي لكلمة وطن معنى لديهم انما هي مجرد حشو يمر في بياناتهم وخطاباتهم التي يدعون فيها دائما انهم يمثلون مصالح الشعب السوري وقد ذهبوا الى ابعد من ذلك بقولهم انهم الممثلون الوحيدون لمالح الشعب السوري ! ومن يذكر حكايات جنيف الاول والثاني وعدد المقاعد وطلب بعض المعارضين اخذ اسرهم وزوجاتهم معهم للتسوق والسياحة اثناء انعقاد المؤتمر وكل هذا من اجل مصالح الشعب السوري ، وما حدث ي استانة بوجود خمسة عشر مفاوض برفقة واحد وعشرين مستشار يفهم من هي المعارضة التي ابتلى فيها الشعب السوري ومن الذي ادخلها في انوف السوريين عنوه . لا مشكلة بان يوجد في اي بلد فريق يحكم واخر يعارض وهذا من طبيعة السياسة ومن طبيعة الحياة ان لكل اصل ضد يخالفه ويختلف معه ولكن ما نعاني منه اليوم ان الذين فرضهم الاعلام والاعلان علينا ليسوا خصوم ولا اصحاب مشاريع بناء للوطن انما صراعهم الجوهري هو الحكم والصلاحيات والمميزات وبمعنى اكثر دقة ان تكون معارض تتلقى الرواتب والاموال او وزير لك سقف راتب محدد وتبدا المقارنة بعرض العمل هذا وباكثر الاحيان تيطر على المعارضين فكرة البقاء بالخارج فمكاسبها اكثر على المدى البعيد ، ولهذا كلما فكرنا ان نقرأ برنامج عمل المعارضة على الارض نجده متمحور حول صيغة السلطة لا العمل الوطني ، ولا يمكن ان ننسى طبعا ان هذه المعارضة اعلنت الولاء لما يسمى اسرائيل وليس في ادبيات المعارضة كلمة اراضي محتله أما تركيا بالنسبة لهم لا تمثل خطر على المنطقة . بل غرقوا اكثر بالولاء لاردوغان والتصفيق له عندما عزل الاف الخصوم له بعد عملية الانقلاب المزعومه التي حدثت في تركية في العام الماضي . ليس لدينا اي شيء شخصي مع اي اسم ولا نحمل اي احقاد ولا نمارس سياسة الاقصاء او الابعاد كل ما في الامر ان المسافة بيننا وبين المعارضة والمعارضية هي وطن ، والوطن ليس مجرد خارطة او صورة او نقاط حدود بالنسبة لنا الوطن هو العالم بأسره وهو شمسنا التي تضيء عتمة هذه الارض . فالخلاف اذا انهم يريدون انتزاع الوطن والمصيبة انهم لا يريدونه لانفسهم بل لتسليمة جثة هامدة لا حراك فيها لاعداء لم نصنعهم انما هم اعداء لهم اطماع معلنه على رأسهم الكيان الصهيوني . والولايات المتحده التي لم تتوقف عن دعم الجماعات الارهابية منذ اعلان تشكيل ما يسمى الجيش الحر مرورا بالنصرة وداعش وصولا الى ما اطلق علية اليوم اسم الجماعات المعتدله ؟ واي اعتدال نتحدث عنه انه الاعتدال الذي انتقل من ادارة باراك اوباما الى ا دارة دونالد ترامب الرئيس الامريكي الذي يمارس سياسة السطو المسلح على العالم بأسره . ويعلن مشاريعة عبر تويتر وتصريحات اعلانية كلها تهدف الى ابتزاز دول العالم واولها الدوله الخادمة لسياسة الولايات المتحده الامريكية . ذلك الاعتدال الذي يحصد ارواح الابرياء ويقتل ويشرد الناس من بيوتهم ، هو الاعتدال الذي يرضي اعداء الشعب السوري والذي توجته منظمة العدل الدولية بتقرير اقل ما يمكن وصفه بالتقرير السخيف والمسيس الذي يتهم من يدافع عن الوطن ويحارب الارهاب بالارهاب وينسى كل جرائم دول العدوان وادواتها على الشعب السوري ويتجاهل الحصار الاقتصادي ومنع اسباب الحياة عن السوريين . وكل هذا ومن يدعون انهم معارضة تمثل الشعب السوري متمسكون بالولاء لاعداء سورية وشعبها وملتزمون بالبقاء في صف الاعداء لا الوطن . وبالنهاية غهل مثل هؤلاء يبنون وطن وهل بالفعل هدفهم بناء وطن ؟ فكل المؤتمرات السابقة والقادمة ليست اكثر من استعراضات مادام التمويل الدولي للارهاب مستمر .