2024-04-18 10:23 م

الترامبيّة السياسية قد تعجّل بحرب عالمية!!

2017-02-11
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
مايك بومبيو رئيس وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية الجديد، المعادي لأيران وللنسق السياسي السوري والداعم لثكنة المرتزقة الدولة العبرية"الكيان الصهيوني"، والذي قام بزيارة تركيا في أول زيارة خارجية له بعد تسلّمه منصبه، قد يكون من أنصار مدرسة(عتبة الوقت)كمعيار في بيان الخيط الأبيض من الأسود من فجر العمل الأستخباري، يجهد ناشطاً هذا الأوان وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الأستخبارات الفدرالي الأمريكي الجديد أيضاً، وبعض كارتلات الأستخبارات في الداخل الولاياتي الأمريكي وذات التواصل مع الأدوات الأمريكية المستحدثة أو المراد استحداثها في المنطقة الشرق الأوسطية, في محاولة لخلق وتأسيس نسخة متقدمة لمذهبية استخباراتية جديدة من علم الأستخبار والرصد والتحليل في الولايات المتحدة الأمريكية، تم البدء في مأسستها بعد اعلان فوز دونالد ترمب(ترامبو)الى لحظة استلامه(أي مايك)لمنصبه في ادارة الرئيس ترامبو, تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها, الى دفع شبكات المخابرات الأمريكية المتعددة, ازاء تغيير أسلوبها الحالي واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: "الأستخبارات الأنتقائية"ويعتمد على العنصر البشري في ساحات المعمورة والذي يتساوق ويتماهى مؤكداً احداثيات التجسس الألكتروني وعبر الأقمار الصناعية، وقد تحدث الرئيس ترمب(ترامبو)في زيارته الأولى لمقر المخابرات حيال رؤية جديدة في عمل الأستخبار، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي. بعبارة أكثر وضوحاً, أي اعداد التقارير الأستخباراتية, التي تعتمد الوقائع والأدلة, التي من شأنها دعم توجهات الأدارة الأمريكية الحالية, وفقاً لما أطلق عليه المحافظين الجدد أنبياء القرن الحادي والعشرين: "التقارير المواتية" التي تتيح, تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات, القيادة السياسية الأمريكية, ومن ورائها الأيباك الأسرائيلي الصهيوني, ازاء الملف السوري بتشعباته المختلفة معزّزاً بالملف العراقي عبر ردكلة الجماعات المسلّحة, وارتباطاتهما بالساحة اللبنانية, وازاء الملف الأيراني, ومجالاته الحيوية تحديداً, مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة, في ملفات: باكستان, الهند, أفغانستان, أسيا الوسطى,...الخ. ولمّا كانت التقارير الأستخباراتية, ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية, تلعب دوراً رئيسياً ومهماً, في صناعة القرار السياسي والعسكري والدبلوماسي والأقتصادي أولا, ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة, وقبل صدور القرار أيّاً كان نوعه, مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية, لعملية صناعة واتخاذ القرار الأستراتيجي, لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية, وخير مثال على ذلك: التطورات الجارية والتي تضمنت, عملية بناء الذرائع ضد سورية, وعلى أساس بنك الذرائع المخلّقة في مطابخ الأطراف الخارجية, ومنها افتراض وجود برنامج نووي سوري بالتعاون مع كوريا الشمالية وايران, وبعد الموقف الأمريكي الجديد من الأتفاق النووي الأيراني والذي وصف أمريكيّاً بالكارثي وعلى الدولة العبرية بجانب اعتبار ادارة الرئيس ترامبو، تجربة الصاروخ الباليستي الأيراني انتهاك لذات الأتفاق النووي، وسيصار الى تكوين ملف خاص حول مسارات التعاون والتنسيق النووية بين الدول الثلاث واحالته الى مجلس الأمن الدولي, مع تصعيدات للحدث السوري خارجياً وداخلياً, مع محاولات جديدة بأداة اقليمية, لأنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية و/ أو في الجنوب السوري، رغم تقدم الجيش العربي السوري عبر سياسات القضم العسكري في استعادة الجغرافيا السورية من سيطرة الزومبيات الأرهابية بمختلف نسخها وماركاتها وأماكن صنعها وانتاجها, كذلك مشروع الضربة العسكرية ضد ايران, وهو من أبرز النماذج الراهنة لعملية, تضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية. وعودة الى مفاعيل وعقابيل زيارة مايك بومبيو رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الى تركيا وما رشح لنا حتّى اللحظة منها، فانّ أنقرة أكّدت له أنّ تقاربها مع موسكو وايران لن يباعد المسافة بين تركيا وواشنطن دي سي، وأنّ أنقرة تراهن على الرئيس ترمب في تغيير نهج سلفه أوباما في مجال دعم الفصائل الكردية، كما تعوّل تركيا من جديد على التعاون مع حليفتها التقليدية واشنطن في مسارات اضافية وبعيداً عن قيود تفاهماتها مع موسكو وطهران، وأنّ أولويتها العلاقة مع واشنطن والتنسيق معها حول معركة الباب الآن والرقّة القادمة، حيث التركي يسعى الى محاربة حزب العمّال الكردستاني مع وقف دعم أمريكا لقوّات الحماية الكردية قالها بصراحة هاكان فيدان لمايك بومبيو. فزيارة مايك بومبيو الى تركيا تؤكد تصميم ادارة الرئيس ترامب(ترامبو)على عدم اختطاف موسكو لتركيا واعادتها الى الحضن الغربي، وهو ما سيمهد لاحقاً لوصف العلاقات الأمريكية التركية بأنّها علاقة(كابوي)أمريكي مع الهانم التركية المغرية في الحرملك. ولأنّ المشاهد مترابطة مع بعضها البعض ومتداخلة وبعمق، يجد المراقب الآن لجلّ المشهد الأعلامي العالمي وخاصة الميديا الأمريكية المدارة من قبل البلدربيرغ الأمريكي، والذي يشهد حالات من التمرد متفاقمة من قبل أذرع كارتلاته المختلفة، أنّ هناك حملات كبيرة ونوعية لتسويق اختراع كوريا الشمالية مثلاً للقنبلة الكهرومغناطيسية(قنبلة لا تقتل البشر وانما تعيده ثلاثمائة عام الى الوراء)لهذا النوع من القنابل، يأتي في سياقات الأنقسام بين الأثرياء الجدد والأثرياء التقليديين في كارتلات الدولة العميقة الأمريكية، حيث ظهرت الدولة العميقة الموازية مقابل الدولة العميقة الكلاسيكية(راجع تحليل لنا بعنوان: ترامبو والبلقان والقاع السوري الذي سيبلعه وجوقته)، وقد يكون هذا التسويق المقصود تمهيداً لضرب كوريا الشمالية، بذريعة الحفاظ على الحضارة الأمريكية أولاً والعالمية ثانياً! خاصةً في ظل وجود رئيس أمريكي يمثل الأثرياء الجدد في الولايات المتحدة بعد الأنقسام في الدولة العميقة(البلدربيرغ الأمريكي)، وعندما تدار الدول على طريقة ادارة الشركات بجانب طريقة مسابقات ملكات الجمال في أميركا، تظهر بصورة واضحة الترامبيّة السياسية، في سنوات سابقة وأعتقد أنّه الدكتور فوّاز الزعبي(وزير أسبق) قال بما معناه ذات نهار: أنّ ادارة الدولة مثل ادارة الشركة. فالتطور