2024-04-20 05:58 ص

الطبول الأمريكية تعزف أنغام أجندات الحرب الكونية على المنطقة

2017-02-08
بقلم: بسام عمران
بات من المؤكد أن تراكم المتناقضات الأمريكية في إطارها السياسي والإعلامي دخلت أنفاقا جديدة عبر تعمد رئيس البيت الأبيض الجديد إطلاق وابل من التصريحات لا تؤدي إلى إيجاد حلول للأزمات المنطقة حتى أضحت في الآونة الأخيرة تشكل تجاذبا دوليا فيما بين حلف العدوان على الشعب السوري لاقتسام كعكات المنطقة من محاصصات سياسية واقتصادية وما يتبعها وما يتراكم عنها من دمار وتخريب وبناء على هذه المحاصصة ووفقا لتجاذبات المصالح يحفر الأمريكي اليوم أخاديد مغطاة بأوراق محملة تارة بالتهديد وأخرى بدغدغة الأوهام الصهيونية حتى بات هذا التجاذب ليس بين أخذ ورد بل من مسلمات تمدمد أطماع حلف الناتو فالتداولات السياسية حيال المنطقة تتبدل فيها الأولويات وتتغير المعادلات وبالضرورة لابد أن تتغير أيضا المقاربات ليس بمجاراة ما يجري فحسب بل لما يتم اكتشافه من مطيات عبر إطلاق العنان لتصريحات تتسم بروح العدوانية لايمكن للأيام تداركها وخصوصا حين تنطوي على أخطاء قاتلة يصعب تصحيحها أو إجراء انعطافات عليها المهتم والمتابع لتصريحات دونالد ترامب يرتابه اليوم إحساس مفاده تعمد إدارات واشنطن التظاهر بفقدان شعورها واستشعارها بالاتجاهات الصحيحة التي يمكن من خلالها قراءة آفاق منهج السياسة الأمريكية لأن الإستراتيجية المتبعة من قبل السيد الأمريكي تتغير بين عشية وضحاها وهذا الخلط والتغير يخدم الأهداف المجدولة على أجندة الحرب الكونية التي يشنها الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية على الشعب السوري فالتناقضات وتعمد خلط الأوراق ليست عبثية أو عشوائية فهي فعل ممنهج ومقصود رغم التظاهر بإضاعة اتجاهات بوصلة الإستراتيجية المتفق على تنفيذها فيما بين حلف العدوان على الشعب السوري كون هذا التظاهر يصب في نهاية المطاف في صالح الأطماع بثروات المنطقة بدليل ما تحمله تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغرب الاستعماري من معان تتأرجح محاورها بين الحل السياسي لقضايا المنطقة وأزمتها وبين التلويح بمحاربة الإرهاب وإقامة مناطق آمنة وممرات إنسانية فلمن هذه المناطق والممرات ..؟!. والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس البيت الأبيض تتناغم مع هذا التوجه المعادي وهي تأكيد لدعم التدخل المباشر في جغرافية المنطقة وتجديد نوتات طبول الحرب التي نظم تموضع درجاتها على السلم الموسيقي الأمريكي اللوبي الصهيوني بهدف إضفاء أحاسيس ترعب كل من لا ينصاع لرغبات الكوبوي الأمريكي ليستمر ضخ أموال النفط الغاز إلى البنوك الصهيونية والاستثمار بواسطة الإرهاب علما أن الأفعال على أرض الواقع تسعى لتأجيج نيران الإرهاب في سورية بشكل خاص بواسطة أدوات إرهابية تم إلباسها أطقم الاعتدال رغم أنف المنطق الإنساني والأخلاقي ما أثار ومازال يثير جملة من التساؤلات فرضتها بروز توازنات جديدة في العلاقات الدولية كانعكاس لما يحققه الجيش العربي السوري من انجازات ميدانية راسمة صورا مليئة بعناوين تؤكد أن انتصار الشعب السوري في هذه الحرب الكونية حقيقة حتمية تؤكدها منطلقات ومنطق أحداث التاريخ لقد شكل صمود الشعب السوري تقدما لمحاور الحل السياسي بامتداداته الإقليمية والدولية وأصبح الحديث في الكواليس السياسية ودول القرار والفعل يتركز ليس حول عناصر الحل الأساسية وإنما آلية التكيف مع المبادرات التي أطلقت لمقاربة الحل وخاصة البرنامج السياسي الذي أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة وحدد فيه آلية واضحة ليس للخروج من الأزمة فقط وإنما باتجاه بناء سورية المتجددة الحرة المستقلة بقرارها من خلال وضع مرتسمات حقيقية للوصول في النهاية إلى ميثاق وطني يعبر عن تطلعات الشعب السوري بكل مكوناته.