2024-04-24 10:22 ص

امريكا حاضنة الصهيونية وهادرة الحق الفلسطيني وراعية الإرهاب (1)

2017-02-07
بقلم: عبدالحميد الهمشري*
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب في كلمته التي أدلى بها في مراسم تنصيبه كسيد للبيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة معلناً شعار أمريكا أولاً ، لم يأت بجديد لأن هذا الشعار هو ما التزم به كافة رؤساء أمريكا قولاً وعملاً ابتداءً من جورج واشنطن أول رئيس أمريكي وحتى آلت الرئاسة إليه ، وهذا هو النهج الذي سار عليه كل رئيس أمريكي انتهت ولايته وسيسير عليه كل رئيس أمريكي قادم ، وما دامت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة فإن نهج رؤسائها لن يتغير ، لكن كل منهم ينفذ المهام المسندة إليه في خدمة أمريكا اًو تجذير الهيمنة الأمريكية وفق الرؤى المناسبة التي تخدم تطلعات الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها وفق قناعاته وتطلعات فريق العمل الذي يختاره ويتفق مع منهجية الحزب الذي يمثله، فهم يعملون على تحقيق سعادة الشعب الأمريكي وعظمة أمريكا وعلى حساب شعوب الأرض والأمم الأخرى قاطبة ولهم في سبيل تحقيق ذلك خطوط واستراتيجيات وتكتيكات تخدم المصلحة الأمريكية أولاً وآخراً ، ولهذه الغاية احتضنت الولايات المتحدة الأمريكية الصهيونية وزعزعت استقرار ممالك ودول ، وتحكمت في اقتصاديات العالم معتمدة في ذلك على نهج القوة والسطوة والجبروت وهيمنة الاقتصاد والتطور التكنولوجي ، متبعة في ذلك سياسات العصا والجزرة مع دول العالم النامي وبالأخص دول العالمين العربي والإسلامي و دول الشرق الأوسط منها خاصة ، واحتوت كذلك ممالك كانت قوى عظمى انضوت تحت جناحها وأصبحت مساندة لها في تحقيق الحلم الأمريكي لجعل هذا العالم امبراطوريتها التي يسبح في فلكها وضمن بوصلتها التي تتحكم في وجهتها التي تريد ، لتبقى لها في نهاية المطاف الهيمنة المطلقة على كل أمم وشعوب الأرض وصولاً لما تحلم به الصهيونية العالمية في بسط نفوذها على العالم كاملاً و بالتنسيق مع المسيحية المتصهينة التي ترسم سياسة البيت الأبيض الأمريكي منذ أصبح الملاذ الآمن والعقل المنفذ لسياسات مجلس الأمن القومي الأمريكي المرتبط استراتيجيًا مع توجهات الحركة الصهيونية التي تٌسِّيره وفق الخطط المرسومة لها من قبل بروتوكولات حكماء صهيون التي سأتناول الحديث عنها مستقبلاً ببحث كامل ومفصل. وهذا يُظهر مدى الانحياز الأمريكي العملي والمطلق للكيان الصهيوني الغاصب وهو ما يعبر عنه سادة البيت الأبيض الأمريكي باستمرار. فدعم الحركة الصهيونية كفكر ونهج احتضنته أمريكا منذ بداية تأسيسها وهي من قدمت لها الدعم الكامل في سبيل تحقيق حلم تجميع يهود العالم في فلسطين أخذاًّ بما هو وارد في أحد النصوص الواردة في الكتاب المقدس لديهم أن الله سيعمل على جمع اليهود في أرض الميعاد كما تجمع الدجاجة فراخها وذلك وفق تصورهم بهدف إقامة دولة اليهود على حساب الشعب العربي الفلسطيني ، والولايات المتحدة الأمريكية من تواطأت و تتواطأ مع حكومات الاحتلال قاطبة في نهجها المتشدد ضد العرب من مسلمين ومسيحيين خاصة وأن مسيحيي الشرق يرفضون ما تتحدث به المسيحية الصهيونية ، وهذا يثبته التعنت الصهيوني المصرح عنه علانية وبلا مواربة من كافة الحكومات الصهيونية المتعاقبة وعلى رؤوس الأشهاد أن لا عودة إلى حدود 67 ولا تفاوض على القدس ولا لعودة اللاجئين ولا لوقف الاستيطان، وأن على الفلسطينيين الانصياع للرغبة الصهيونية بضرورة الاعتراف بـ "يهودية الدولة" دون قيد أو شرط وبلا ثمن مع تماهي الإدارة الأمريكية مع هذا التوجه وحمايتها للكيان الصهيوني من أي مساءلة دولية أو قانونية في ظل أوضاع غير سوية ترزح تحت أعبائها المنطقة العربية منذ انهيار الدولة العثمانية وانتهائها ، وتسارع هذا النسق بعد قيام حركات ثورية تقدمية في المنطقة العربية ذات أيديولوجيات مختلفة عملت على تنمية الروح القومية أو الدينية بهدف التحرر والاستقلال الكامل من قوى الهيمنة العالمية والارتقاء ببلدانها وبما يحقق الرفاهية والسعادة لشعوبها ، فحاولت الصعود بالتحرر ونفض غبار التخلف من خلال بناء البنى التحتية وإيجاد قاعدة تقنية علمية حديثة فعملت على هدمها من خلال إشغال قادتها أمنيًا بمشاغل تؤرقهم وتثقل كاهلهم وتحول دون مواصلتهم للنهج السليم الذي قد يوصلهم للمراد ومن ثم حبك المؤامرات ضدهم للأنقضاض عليهم ولإسقاط تلك الأنظمة بعد التخلص من قياداتها وترك بلدانها فريسة للصراعات والفساد والفوضى والخضوع للهيمنة الاستعمارية أولاً سواءً بالاحتلال العسكري أو من خلال فرض ما أطلقت عليه فوضى اعتبرتها خلاقة لترتبط وفق رؤى القوى الغادرة من ساديي الغرب خاصة ساديي أمريكا بالمشروع الاستعماري الصهيوني وبتحالفات غير متكافئة تخدم القوى العظمى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب والرابض على خناق الأمة لمنعها من مواكبة حركة التطور العالمي لتبقى مجبرة بالارتباط في عجلة الاقتصاد الغربي الأمريكي الصهيوني والغاية والهدف هو الاستمرار في إبقاء المجتمعات العربية كيانات هزيلة استهلاكية لا انتاجية يكون اقتصادها مرتبطاً وفق توجهات القوى الرأسمالية التي سوقت مبدأ " العولمة" الذي يعني الخضوع المطلق للنهج الصهيو أمريكي في السطو ة اقتصاداً وثقافة وفكراً وسياسة حتى في الفساد الذي يتولد نتيجة سياسة الخصخصة التي تعتمد في سبيل تحرير المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية من المسؤولية الحكومية إلى مسؤولية القطاع الخاص ، أي تغيير النهج الاستراتيجي الاستعماري من الهيمنة العسكرية إلى الاقتصادية والثقافة الفكرية التي حولت كل العرب والمسلمين من مجتمعات منتجة إلى مجتمعات مستهلكة فأصبحوا يأكلون مما لا يزرعون ولا يحصدون وكل دخولهم في عهدة صندوق فرض السياسات في العالم صندوق النهب الدولي المسمى اصطلاحاً صندوق النقد الدولي الذي يخدم السياسة الاقتصادية الأمريكية ودول العالم الغربي المرتبطة بعجلة السياسة الاقتصادية الأمريكية وهذا الصندوق يخدم توجهات الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية ويرعى اقتصاد الكيان الصهيوني وبموجب ذلك أصبح الجميع مرتبطاً في سلة الدولار الأمريكي وبعض العملات الأوروبية المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي مباشرة وهذا يتيح المجال للولايات المتحدة ووفق توجهات صهيونية أمريكية بأن تطيح باقتصاديات دول تحددها بدول الشرق الأوسط ومناطق أخرى ترى أنها قد تؤثر على خططها في الهيمنة على العالم وتحول دون تمكنها من تنفيذ مخططاتها ، وهذا يتم من خلال المضاربات التي تتم خاصة ما يجري وبأسلوب ممنهج لسوق العقارات الذي يتوقع أن يشهد انهياراً مفاجئاً جديداً يطيح باقتصاديات دول الشرق الأوسط سيكون تأثيره أقوى من الإنهيار في هذا السوق و الذي سبق حصوله وبشكل مفاجئ أعلنت في حينه بنوك إفلاسها وخسرت دول ورجال أعمال عرب المليارات من أرصدتهم كان بالإمكان من خلالها إسقاط ديون دول تثقلها تلك الديون ، مثل هذا الإنهيار الذي في اعتقادي يكون ممنهجاً ومخططاً له مع سبق الإصرار والترصد يخدم في الدرجة الأولى الاقتصاد الأمريكي ويهدد دوماً اقتصاد هذه الكيانات لأن ما تملكه من أرصدة وحسابات في المصارف الغربية تبقى على أرض الواقع مجرد أرصدة وهمية وعلى الورق تتأثر بالمضاربات التي ترسمها رأسمالية أمريكا الصهيونية التي تعبث بأمن واستقرار الأقطار العربية والإسلامية الاقتصادي والسياسي وتسعى دوماً عملياً إلى خلق بؤر توترات وكنتونات شعوبية وإثنية تنهشها الفرقة وتمزقها الخلافات المقيتة وتؤرقها التناقضات المذهبية التي تقودها إلى التصارع على لا شيء في نهاية المطاف اللهم هدم ما تم إنجازه منذ تشكيل الدولة القطرية من بنى تحتية ليتم امتصاص مدخرات كل قطر في مخارج اقتصادية تحددها السياسة الاقتصادية الأمريكية ولكن بعد تمزيق أوصال كل قطر بأسلوب ممنهج ترسمها القوى الصهيونية والمتصهينة بحق شعوب المنطقة وابتلاع الأرصدة المتوفرة لها في المصارف الغربية.. وأمام هذا الواقع المر تشتد الهجمة الشرسة في فلسطين من العدو الصهيوني وبدعم أمريكي مطلق وهذا وهذا أوقع الفلسطينيين الذين ارتبطوا بقطار التسوية الشرق أوسطية إلى دفع أثمان باهظة جردتهم من أوراق كثيرة كانت تعتبر أدوات ضغط لتحصيل بعض الحقوق فأفقدهم بوصلة تحكمهم بالقرار الذي سلبه منهم تصرفات قادة العدو الصهيوني المحمية بقرار ودعم أمريكي.
Abuzaher_2006@yahoo.com