2024-04-20 02:56 م

ماذا وراء التعزيزات العسكرية الأردنية على الحدود الشمالية؟!

2017-02-02
القدس/المنـار/ جهات عدة معنية باستهداف الساحة الاردنية وضرب الاستقرار فيها، خاصة في مرحلة تشهد تعقيدات جديدة وتطورات متسارعة وتحالفات تفرضها مصالح هذه الجهة وتلك، ولأن الاردن، حافظ على استقرار ساحته في خضم الازمات الدموية المتداخلة، وقربها من الرياح التي تعصف بساحات مجاورة، هناك قوى تخطط، بل أنجزت خططها لاشعال الفوضى والفتن في الساحة الاردنية، ولعل هذا العامل، من بين الأسباب التي سرعت في زيارة الملك الاردني عبدالله الثاني الى واشنطن، لعله يجد أبوابا مفتوحة لدى الادارة الامريكية للعمل الجاد من أجل ضرب الارهاب في المنطقة لما له من اثار سلبية حتى على مصالح الولايات المتحدة نفسها، فهي ليست كالاردن بعيدة عن ارتدادات هذا الارهاب.
وهناك جهات خليحية معنية بتدمير ساحة الاردن، وهي جهات لها مجموعاتها الارهابية كمشيخة قطر، حيث يتردد وجود خلايا ارهابية نائمة في الاردن تمولها الدوحة، لأنها أي المشيخة لاقت صدا اردنيا عندما سعت وحاولت أن يكون لها موطىء قدم أو هيمنة على القرار الاردني، في حرب مواقع النفوذ المستعرة بين حكام المشيخة وحكام آل سعود ولحق بهم أبناء زايد بن سلطان في أبو ظبي.
وفي الفترة الأخيرة، أحس الاردن شعبا وقيادة واستنادا الى تقارير أمنية مستوفاه ومثبتة بخطورة الدور السعودي في الاردن، واستغلال النظام الوهابي للعلاقة بين الرياض وعمان لتنفيذ سياسات ارهابية ضد سوريا، ثبت فشلها على أيدي الدولة السورية، وبدأت القيادة الاردنية مراجعة حساباتها وتقييم مواقفها، ووجدت أن من الافضل ولسلامة الساحة الاردنية، عدم الانجرار وراء ما يهدف اليه نظام الرياض التكفيري، خاصة بعد العملية الارهابية الاجرامية في الكرك، واتجهت لربط الخيوط مع دمشق، ابتداء من التنسيق الأمني، الى جداول وترتيبات الزيارات المرتقبة بين الجانبين وعلى أعلى المستويات، هذا الموقف من جانب الاردن، اثار حفيظة الجهات المتربصة بالاردن، ومنها اسرائيل، غير المعنية باستقرار الساحة الاردنية، ومشيخة قطر والنظام الوهابي السعودي الذي وجد في هذا الموقف المتخذ اردنيا، صدا لسياساته وتحركاته، فسارعت الجهات المذكورة لاستثمار ما تبقى من المجموعات الارهابية، ودفعها للتسلل الى الاردن، وهذا ما أدركته جيدا الأجهزة الأمنية والعسكرية والاردنية، فدفعت بتعزيزات عسكرية اضافية الى منطقة الرمثا على الحدود الشمالية مع سوريا للتصدي لتحركات المجموعات الارهابية المريبة.
ويرى مراقبون في الاردن، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه المملكة هو بفعل سياسة الابتزاز التي تتبعها الرياض ضد الاردن، والقلق الأمني الذي يساور المواطنين الاردنيين، الذين يرفضون تحويل بلدهم الى ميدان للارهابيين الممولين سعوديا وقطريا، ويضيف هؤلاء أن الاردن كان يعيش حالة من الاقتصاد المزدهر مع العراق وسوريا تأثر سلبا بفعل الموقف الاردني من الاحداث في سوريا، الذي كانت مملكة ال سعود وغيرها وراء اتخاذه.
وتؤكد جهات عديدة داخل الاردن وخارجها، قدرة المؤسسة الأمنية والعسكرية الاردنية، على مواجهة الارتداد الارهابي وكشف الخلايا الارهابية التي زرعتها مشيخة قطر في الساحة الاردنية، وافشال أية ضغوط قد تمارسها الرياض على القيادة الاردنية وشعبها، هذا الشعب القادر على حماية أرضه وقيادته وتحصين ساحته في مواجهة أصحاب الادوار المشبوهة التي تستهدف ضرب الاستقرار في الساحة الاردنية.