وعندما يتحدث مسؤولو السلطة عن القدرة والمواجهة، وكأن الاساطيل الحربية مجتمعة تحت امرتها، فهي أولا تخدع نفسها، وتستخف بوعي شعبها، فأين ستأتي القدرة، والانقسام يتجذر في الساحة الفلسطينية، وكيف لها أن تنجح في صد الأمواج والرياح التي تزداد اقترابا وهي لم تحقق انجاز تحقيق الوحدة الوطنية، والبناء السليم للمؤسسات والهيئات والقرارات والوزارات، بفعل لعبة الاحتكار المواقعي، واستخدام سياسة "الشخصنة" في تسيير أمور البلد، كيف للسلطة أن تواجه الاصطفافات المعادية المشكلة والتي تشكل، وهي طاردة للكفاءات؟!
ادارة أمريكية جديدة في البيت الأبيض، ماذا أعدت السلطة الفلسطينية لمواكبة هذا التطور وما قد يعززه من قرارات وتداعيات ومواقف، كيف تمتلك القدرة كما يدعي بعض قادتها، والانقسام يعصف بالساحة، ان السلطة الفلسطينية الاضعف في حلقة اللاعبين بملفات وقضايا المنطقة، وادارة واشنطن الجديدة تدرك ذلك، وبالتالي، لن يكون لها تأثير يذكر على مسار السياسة الأمريكية، وتوجهها بشأن المنطقة والصراع الفلسطيني الاسرائيلي تحديدا.
لقد نودي كثيرا بضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بتقييم أمورها ودراسة أحوالها، والتوقف عن الانشغال بالمسائل الهامشية التي صدعت الرؤوس مللا، دون جدوى، هذا لم يحدث، ويبدو أن ادراك حتمية أن ينجز مثل هذا الامر سيطول، لذلك، ليتوقف الحديث عن القدرة على مواجهة التطورات والاحداث، فمن ليس قويا داخل ساحته، أعجز ما يكون عن المواجهة، حتى في الميدان السياسي والبدلوماسي، وخوض غمار حروب تغيير السياسات والمواقف والتوجهات.