2024-03-28 09:46 م

همجية تدمير الآثار

2017-01-31
بقلم: بسام عمران
الكيان الصهيوني يستعد لإطلاق أضاليل جديدة تزور التاريخ الإنساني في المنطقة بسام عمران تصدح حكايات الموروث التاريخي والحضاري للشعب السوري بتراتيل الانتماء لنبض الإنسانية متشكلة مع تتالي الأيام أيقونات مليئة بالمحبة والسلام مزيحة الظلمة المعششة في رؤوس تسعى لتزييف التاريخ وتغييب حقائقه عن الأنظار ولاسيما التي تثبت الدور الريادي لشعوب المنطقة ( سورية والعراق ) بواسطة إزالة المعالم الحضارية والأثرية من النشاط الإنساني ففي تصعيد جديد لهمجية المجموعات الإرهابية المفرغة عقولها أقدمت هذه المجموعات مؤخرا على تدمير واجهة المسرح الروماني ومصلبته (الترابليون )المؤلفة من /16/ عامودا في الشارع الرئيسي بالمدينة الأثرية وكان الإرهاب قد دمر في شهر أب من عام / 2015/ المدافن التدمرية البرجية والتي يعود بناؤها لفترات مختلفة تمتد من سنة / 44/ إلى/ 103/ ميلادي وقبلها عملت على تدمير معبد بل الذي يعود تاريخه إلى العام / 32/ ميلادي ومعبد بعل شمس داخل المدينة الأثرية كما عمدت التنظيمات الإرهابية المؤتمرة بالرغبات الصهيونية على تحطيم تمثال أسد اللت الشهير وثمانية تماثيل كانت قد وجدت في المدافن التدمرية إضافة لسرقة العديد من القطع الأثرية والسؤال الذي يطرح نفسه أين ذهبت هذه اللقى المسروقة ولصالح من تعمل هذه الآفات الإرهابية في تدمير وسرقة أحد أهم رموز الحضارات الإنسانية في منطقتنا ..؟!0 إن المتاحف والمواقع الأثرية تعتبر مراكز تثقيفية تبين مراحل تطور العقل البشري ودور الإنسان السوري في بناء الحضارات إضافة لكونها من أهم مراكز جذب السواح إلى البلاد ومراجع تاريخية للباحثين المهتمين بحركة التاريخ الإنساني ونشير هنا إلى وجود نقش حملتها آثار تدمر عبارة تقول :(( * لا تشتم إلها لا تعبده * )) كتبت باللغة السريانية الآرامية . إن آثار الحريق العربي ورياح مؤامراته يمكن للزمن تداركها وإصلاح وإعادة بناء ما خرب ولكن كيف سيتم إعادة ما دمر من منحوتات أثرية ..؟!. وكيف سيتم تلافي التزوير الذي تعمل عليه الصهيونية العالمية فأغلب المخطوطات القديمة التي سطرها العرب والمدونات الفخارية باتت في أقبية الظلام الصهيوني الذي يعمل على إطفاء موروث حضاري له وضمن سطور تاريخنا وهذا يعتبر أحد أهم الأهداف الحقيقية التي تتخفى خلف سرقات الأوابد واللغة التاريخية من جميع الدول والمواقع التي استعرت فيها نيران الحريق العربي ( تونس - ليبيا-مصر- العراق –سورية – اليمن )..هذا يقرب لنا تلمس بعض الأسباب التي تقف وراء حراك المجموعات الإرهابية والتي تعتبر أدوات هذه المؤامرة ووضع اليد على سبب الفعل التخريبي الممنهج الذي تقوم به هذه المجموعات لتدمير وسرقة الآثار من هذه الأسباب تغييب أسرار مهد الحضارات الإنسانية من مشهد طبع بذاكرة الأجيال بأن الحضارات البشرية بدأت معالمها بالتكون بل ونضجت بفضل عطاءات إنسان هذه المنطقة السورية الذي ابتكر أول طرق التدوين(أبجدية رأس شمرا)وقد أدرك العالم وأعترف أن سورية تمثل جذوة الحضارات وبدايات نشوئها هذا التغييب يخفي من المخاطر والأهوال الكثير والتي لا تنحصر بفعل سرقة أحد أهم ومضات التاريخ الإنساني الذي يشكل تراث حضاري عالمي يخص البشرية بأسرها وليس سورية وحدها 0 إن سرقة الآثار سواء من الجغرافية السورية أم العراقية تتلطى خلفها أهداف شيطانية هي بتفاصيلها أكبر من تزوير حقائق التاريخ وخاصة بعد إفصاح جهات عالمية مرتبطة بالحراك الصهيوني عن استحواذها لعدد من هذه اللقى التاريخية والمؤلم إن المنظمات الدولية التي تحض على حماية التراث الإنساني لم تحرك ساكنا حتى الآن ولاذت بالصمت ليتمدد الظلام رغم معرفتها المسبقة بأنها تعود لتاريخ المنطقة أما الموجع لدرجة الصراخ فيكمن في الإدعاء بحصول الكيان الصهيوني على مخطوطات تخص اليهود حسب أضاليلهم فأي فبركة مضللة يتم الإعداد لها ..؟؟!!.