2024-04-16 09:05 م

اللقاء الأهم والأخطر بين الرئيس عباس والملك عبدالله في عمان

2017-01-26
القدس/المنـار/ لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك الاردني عبدالله الثاني في عمان قبل أيام، وصفته مصادر مطلعة بـ "المثمر" وساهم في "تبديد" التوتر في العلاقات بين الجانبين، وسببه عدم التنسيق الكامل والجدي والواضح بينهما، حسب المصادر ذاتها.
هذا اللقاء، هو الاكثر أهمية في اللقاءات التي عقدها الرئيس عباس في الفترة الأخيرة، وجاء في مرحلة صعبة مليئة بالتحديات التي تتهدد الساحتين الاردنية والساحة الفلسطينية، وهي تحديات لن تتوقف وتنتهي، الا اذا أدركت القيادتان الاردنية والفلسطينية أهمية وضرورة التنسيق المتكامل في كل الميادين، ويشكل خاص ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
المرحلة الحالية، أحوج ما يكون الى تعزيز العلاقات بين الجانبين، وسد كل الثغرات التي قد تتسلل منها قوى لضرب تميز هذه العلاقات، وجاء لقاء عمان عشية سفر الملك الاردني الى كل من موسكو وواشنطن، ليذلل العقبات التي اعترضت العلاقات بفعل ضيق أفق الدوائر الاستشارية، التي ترى في الأجندات الغريبة نبراسا لتحقيق انجازات أو مكاسب، اتضح فيما بعد، أن ذلك كان مجرد هراء وضياع وقت، وسقوط في مصائد وكمائن، هي في غير صالح الشعبين الاردني والفلسطيني. 
لقاء الملك الاردني والرئيس الفلسطيني في عمان، نأمل أن يكون فتح مسارا سليما لتنسيق جاد فعال، واستبعاد لجهات تضمر شرورا لعمان ورام الله.
مصادر خاصة ذكرت لـ (المنـار) أن الزعيمين الاردني والفلسطيني بحثا خطط التحرك في المرحلة المقبلة بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والتحديات التي تواجه الساحتين الاردنية والفلسطينية، من جانب قوى الارهاب ورعاتها، وكيفية الرد على المخططات الاسرائيلية، في ظل ادارة أمريكية جديدة، مفاصلها تحت سيطرة عناصر معروفة بدعمها وولائها لاسرائيل.
هذه المصادر، أكدت أن الرئيس الفلسطيني، منح الملك الاردني حمل الملف الفلسطيني الى واشنطن، ومحاولة دفع الادارة الامريكية الجديدة لرعاية جهود أقل انحيازا لاسرائيل، بعودة مدروسة الى مفاوضات تضبطها اشتراطات محددة، تضمن نجاح هذه الجهود في مقدمتها وقف الاستيطان.
وتضيف المصادر ذاتها، أن الاردن الذي بويع فلسطينيا بالوصاية على القدس والاماكن المقدسة فيها، تلقى ضمانات فلسطينية، بما يشبه "الوصاية" على الملف الفلسطيني بالكامل درءا لتهديدات واخطار تمس الساحتين الفلسطينية والاردنية.
وترى المصادر أن لقاء عمان الأخير، أبعد أيدي أنظمة الردة في الخليج، عن اللعب بالملف الفلسطيني، تحت ادعاءات وذرائع كاذبة وواهية، وهذا يعني أن القيادة الفلسطينية مقبلة ومضطرة الى تحديد سياساتها وعلاقاتها، واتخاذ مواقف صريحة حازمة بشأن هذا الملف، المستهدف تصفية وتخريبا من جانب أنظمة في المنطقة، آخذة في تعزيز تحالفاتها مع اسرائيل كالسعودية ومشيخة قطر والامارات، وترى هذه الدول في الورقة الفلسطينية واحكام اليد عليها، فرصة لاشهار علاقاتها مع تل أبيب، عداء للفلسطينيين وقضيتهم وايران والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
وبالنسبة للاردن، فانه الان أمام فرصة جيدة بامكانه استثمارها، لصالح الشعبين الشقيقين، وتعزيز موقعه ومواقفه، بعد أن خسر الورقة السورية، بفعل "الابتزاز" الخليجي، ويتضح أن الرئيس الفلسطيني، وبفهم استراتيجي، وبعد نظر، أدرك خطورة "الجفاء" مع القيادة الاردنية، لذلك، زار عمان والتقى الملك الاردني في توقيت مدروس بدقة، قبل أن تنهال الضغوط على شعب فلسطين وقيادته، لتلتقي القيادتان في رام الله وعمان، على قاعدة أن العلاقات بين الشعبين الاردني والفلسطيني متميزة، والتميز بقاء واستمرارا وادراكا، بحاجة الى تنسيق غير منقطع وبدون توقف، فالاخطار تتهدد الساحتين.