2024-04-19 07:30 ص

الأردن تُغير "الأدوات" .. فماذا عن القيادة الفلسطينية؟!!

2017-01-19
القدس/المنـار/ استبقت الأردن صعود دونالد ترامب وطاقمه الى البيت الأبيض، فأجرت تعديلا وزاريا، وبشكل خاص الحقائب السيادية، انه "التغيير في الأدوات" لمواجهة مرحلة قادمة، هي مرحلة الادارة الامريكية الجمهورية الجديدة.
تغيير الأدوات في تطورات وأحداث معينة، دليل فهم سياسي، وقدرة على التعاطي مع الاحداث، ومطلب تفرضه مصلحة البلد، في التعديل الوزاري الاردني خرج وزير الحارجية والداخلية، ليضم الى الوزارة برئاسة هاني الملقي وزيران جديدان، وهذه قمة الفهم السياسي، والذكاء في التعامل مع الدول في حال حدوث تطورات فيها، على أي صعيد كان.
فوزير الخارجية ناصر جودة الذي خرج من الوزارة، معروف عنه صداقته الشخصية مع الوزير جون كيري، المغادر مع رئيسه باراك أوباما، خارج البيت الابيض، وكان لا بد من تعيين وزير خارجية جديد، بما يتلاءم مع تغيير الادارة في واشنطن، فالتعديل الوزاري الذي شهدته الساحة الاردنية خطوة استباقية مدروسة وناجحة، وتدل على حنكة صانع القرار ومستشاريه والطواقم العاملة معه في مجالات وميادين مختلفة المتأهبين لمواجهة أية أحداث وتطورات في هذه الساحة أو تلك.
"تغيير الأدوات" مصطلح مهم، يفترض أن تعمل به كل القيادات، في اللحظات المناسبة التي تتطلب استخدام هذا المصطلح والعمل به في الاردن، كان اللجوء الى هذا المصطلح لتهيئة الرد على أية تغيرات في الساحتين الاقليمية والدولية.
لكن، السؤال، الذي يطرح في هذا السياق، ماذا عملت السلطة الفلسطينية لمواجهة التغير في الادارة الامريكية، ومجيء ادارة جديدة برئاسة دونالد ترامب، ولماذا لا تقوم بـ "تغيير الادوات"؟!، فهل هو "الاحتكار المواقعي" المستمر منذ سنوات طويلة، أم أنه "القصور السياسي" وعدم فهم العلاقات الدولية، واذا كانت المسألة ليست كذلك، فلماذا الصمت وعدم التحرك لتغيير الأدوات، هل سياسة الانتظار وظاهرة الاستزلام والعلاقات الشخصية التي تمنع اجراء تغيير على الشخوص والاعبين والملاعب، وما لم تعمد القيادة الفلسطينية الى اعتماد سياسة "تغيير الأدوات" كل ما تطلب الأمر، فان الحصار سيكون ضعيفا وهزيلا، والنجاحات ناقصة لا تذكر.
ان مجيء ادارة أمريكية جديدة الى البيت الأبيض يفرض على القيادة الفلسطينية، القيام بتغيير الادوات في أكثر من موقع، بما يتناسب وأهمية التغيير الحاصل في واشنطن، وضرورة كسر نظرية "الاحتكار المواقعي"، فهذا الاحتكار لا يجلب الا الخسارة والشلل، واعطاء البعض فرض المضي في سياسات التحريض والدسائس، وربط الخيوط مع جهات تنتظر القفز على المشهد السياسي الفلسطيني، وهي كثيرة!!