2024-04-25 12:22 ص

هستيريا إدارة أوباما في أواخر أيامها

2017-01-19
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
ما هي أسباب الهستيريا التي أصابت الإدارة الأمريكية وبعض دول أوروبا المتحالفة مع الإدارة الأمريكية ضد سورية وضد من يدعمون سورية وفي طليعتهم روسيا التي وقفت إلى جانب الحق في مكافحة الإرهاب الذي صدرته الإدارة الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة ثمة أسباب عديدة تقف وراء تلك الهستيريا غير المعهودة ومن أهمها أن تحرير حلب قد نعى مشروع الشرق الأوسط الجديد في المنطقة واسقط مشاريع التقسيم التي كانت تسعى وراءها إدارة اوباما وحلفاؤها الأوربيون لأن تحرير حلب كان القشة التي قصمت ظهر البعير وأسقطت أوراقاً كثيرة من أيدي الأمريكيين الذين شنوا حرباً لا هوادة فيها ضد سورية وقيادتها لإضعاف سورية وإزاحتها من معادلة الصراع العربي الصهيوني وما حصل كان انتصاراً على كل تلك المشاريع والآمال التي كانت معقودة على نتائج الحرب الكونية التي شنت منذ حوالي الست سنوات . وقد شملت الهستيريا الأمريكية الحليف الأول لسورية وهو روسيا الصديقة التي حاربت جنباً إلى جنب مع الجيش السوري وهي من أهم الأسباب الرئيسية في الانتصار على الإدارة الأمريكية وهذا ما جعلها تتخبط في قراراتها فالإدارة الأمريكية لم تتعود على الهزائم الكبيرة وخاصة الهزيمة التي تعرضت لها في سورية وخاصة أنها تحارب سورية من خلال مرتزقتها الذين جلبتهم من كل أصقاع الأرض وهي التي كانت تخطط عبر غرف عمليات شاركت فيها أجهزة مخابرات دولية مثل (سي آي إيه) والموساد الإسرائيلي وأجهزة مخابرات عربية معروفة الهوية لا تخفى على أحد وقد قامت إدارة أوباما بالعديد من الإجراءات التصعيدية ضد روسيا في رد فعل وصفه بعض المحلليين بالطائش وغير المسؤول لإدارة أوباما في أيامها الأخيرة المتبقية وقال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها تعتبر خطوات غير ودية واستفزازية وهي تهدف إلى مزيد من تقويض العلاقات بين الجانبين ولم يكتف بذلك بل قال أننا لن ننحدر إلى مستوى دبلوماسية المطبخ في ردنا على العقوبات الأمريكية وذلك في إشارة إلى اعتبار عدد من الديبلوماسيين الروس غير مرغوب بهم في الولايات المتحدة الامريكية وعددهم حولي /35/ ديبلوماسياً ويمكن القول أن اغتيال السفير الروسي في تركيا يأتي ضمن ذلك السياق فهو نتيجة لهستريا الإدارة الأمريكية من مساعدة روسيا لسورية في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين الذين تدعمهم إدارة اوباما . وهناك الكثير من الإجراءات و منها ملف الدرع الصاروخية حيث عملت واشنطن مع حلف شمال الأطلسي على توسيع نشاطها العسكري في دول بحر البلطيق وبعض دول أوروبا الشرقية وكان آخر تلك الخطوات العدائية تدشين أول قاعدة للدرع الصاروخية الأمريكية في رومانيا والشروع ببناء موقع عسكري مماثل في بولندا وقانون الاتفاق الدفاعي الأمريكي الجديد الذي وقعه أوباما وخصص بموجبه البنتاغون نحو ثلاثة مليارات وأربعمائة مليون دولار لما أسماه درع روسيا ويخفف القانون القيود على إمدادات الأسلحة إلى الإرهابيين في سورية وكذلك الأزمة الأوكرانية وشبه جزيرة القرم حيث ترفض واشنطن الاعتراف بانضمام شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستويول إلى روسيا على الرغم من أنه جاء نتيجة استفتاء شعبي جرى في آذار عام 2014 وكذلك الحرب على سورية حيث لم تنفذ الإدارة الأمريكية تعهداتها لموسكو بفصل من تسميهم واشنطن معارضة معتدلة عن التنظيمات الإرهابية وفق تفاهمات الجانبين . كل ذلك الصراخ والعويل الذي أصاب إدارة أوباما في أيامها الأخيرة والهستيريا لم ولن تمنع الجيش السورية وحليفه الروسي ومقاتلي حزب الله من إكمال مسيرة الانتصار التي ستطال كافة الأراضي التي يقبع فيها الإرهابيون الذين سيطردون شر طردة وستتوالى الانتصارات السورية وستكون الأشهر القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت. 
كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com