2024-04-16 03:33 م

ثالوث «قطر وتركيا والإخوان» يزرع الفتنة ويحاول «تهميش» دور مصر

2017-01-14
تمثل ليبيا ساحة أخرى مهمة للمواجهة بين مصر وتحالف «قطر - تركيا - الإخوان»، فليبيا التى تمثل واحدة من أهم دوائر الأمن القومى المصرى، ومرآة لمكانة مصر الإقليمية، تواجه مقاومة شرسة من ذلك الثالوث لتقليص النفوذ والدور المصرى، بما يمنع الحلول السياسية التى لا تتوافق مع هوى ذلك التيار. وكانت الأطراف الليبية قد عقدت اجتماعين موسعين فى «القاهرة» منتصف ونهاية ديسمبر 2016 برعاية رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازى، ووزير الخارجية سامح شكرى، اتفق خلالها المجتمعون على عدة نقاط، أهمها تعديل المواد والملاحق الخلافية فى «اتفاق الصخيرات» الذى ترعاه «الأمم المتحدة»، لكن عقب تلك الاجتماعات أعلن القيادى بـ«تنظيم الإخوان» فى ليبيا على الصلابى، عن مبادرة جديدة فى 28 ديسمبر، تقوم على الحوار بين رئيس «المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى» فائز السراج مع معارضى الاتفاق السياسى، على أن ترعى تلك المبادرة الجزائر، ما اعتبره معارضون لتيار «الإخوان» فى ليبيا محاولة للالتفاف على الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية.

مبادرة «الصلابى» تضمنت، وفق ما نقلت وسائل إعلام ليبية، 8 نقاط رئيسية أبرزها أن ترعى الجزائر الحوار مع معارضى المجلس الرئاسى، الذى لم يحظ بثقة مجلس النواب المنعقد فى شرق البلاد، وأن تتولى الجزائر الضيافة والدعم اللوجستى والتواصل مع الأمم المتحدة والمنظومة الإقليمية والدولية، كما على الجزائر تهيئة الظروف لاستقبال النتائج الإيجابية المرجوة من هذا اللقاء، وأن تتواصل كذلك الجزائر مع المعارضين، وفقاً له.

من جهته، قال عضو «لجنة الدفاع والأمن» بمجلس النواب الليبى طارق الجروشى، فى اتصال لـ«الوطن»: «أكدت رفضى مبادرة الصلابى فى بيان رسمى، وهى بالنسبة لى تشويش ومحاولة للالتفاف على دور مصر وجهودها فى حل الأزمة الليبية»، وأضاف «الجروشى»: «هى محاولة لفرض وإقحام الجزائر علينا بشكل ما، مع تقديرى لجهود الجزائر، ومن المنطقى أن ننتظر لحين أن تكمل مصر جهودها لحلحلة الأزمة الليبية، والحقيقة أن مصر هى أكثر دولة تشعر بهموم الليبيين ومشكلاتهم، كما أننا نثق بكلمة القيادة المصرية»، وقال «الجروشى»: «أيضاً المبادرة التى قدمها الصلابى تحاول أن تضع مجلس النواب الليبى، وهو الهيئة الشرعية فى البلاد، والحكومة المنبثقة عنه فى نفس الكفة وعلى قدم المساواة مع التيارات غير الشرعية، وفى هذا الإطار قدمت مبادرة جديدة ليكون هناك حوار ليبى - ليبى يقام على أرض ليبيا وترعاه دول الجوار وعلى رأسها مصر».
وقال الباحث الأكاديمى والمستشار القانونى الليبى رمزى الرميح، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الصلابى ما هو إلا ذراع إخوانية لقطر وتركيا، وتحركاته بإيعاز من الدولتين، لأن الدوحة وأنقرة أدركتا أن مصر وضعت يدها على الداء فى ليبيا واستطاعت تشخيصه، وهم لا يريدون ذلك لأنهم يعلمون أنه لو جرت انتخابات فى ليبيا لخسرها من يصفون أنفسهم بالتيار الإسلامى»، وأضاف «الرميح»: «الجهود المصرية قدمت نشاطاً ملحوظاً فى الفترة الماضية على مختلف المستويات الدبلوماسية والشعبية، لكن قطر وتركيا لا تريدان أن تستمر مصر فى جهودها، فتحاولان التشويه وإرباك المشهد السياسى الليبى بمثل هذه المبادرات». وقال السياسى الليبى: «الإخوان والجماعات المتأسلمة فى ليبيا تدرك جميعها أنهم لو دخلوا فى انتخابات بعد تعديل الاتفاق السياسى الذى طرحته المبادرة المصرية، يعلمون أنه لن يحصلوا على مقعد واحد بعد أن خسروا انتخابات البرلمان فى 2014، هم خرجوا من الباب ويريدون العودة من الشباك»، وتابع «الرميح»: «الإخوان وقطر وتركيا يزرعون نار الفتنة دوماً فى ليبيا كما فعلوا فى دول أخرى وأرادوا فعله فى مصر، الليبيون يرفضونهم جميعاً».

وقال أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة القاهرة» الدكتور أيمن شبانة، إن «ليبيا لم تعد أزمة، وإنما هى صراع مسلح كبير متعدد الأطراف وفق معايير النزاعات المسلحة ليس مرتبطاً ببناء نظام سياسى جديد بعد القذافى، وإنما مرتبط ببناء دولة جديدة». وأضاف: «ليبيا تواجه مشكلة فى التدخلات الدولية والإقليمية، دول جوار ليبيا الست غير متفقة، وقطر لديها رجالها فى ليبيا وأبرزهم عبدالحكيم بلحاج القيادى بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وعلى الصلابى، وتركيا لديها مصالحها فى ليبيا»، وتابع: «الليبيون ثاروا ضد ما شهدوه من تدخلات تركية وقطرية، فليبيا تحولت الآن إلى فوضى وحرب، الكل ضد الكل وتدفع الثمن باهظاً لحماقة القوى السياسية الليبية»، وقال «شبانة»: «عندما يثور الشعب الليبى ضد تدخلات تركيا وقطر، وعندما يهاجم الليبيون سفارة قطر، وعندما يخرجون فى مظاهرت ضد تركيا، فهل يكون الدور القطرى التركى مساهماً فى الحل؟»، وأضاف «شبانة»: «ما يحدث الآن أن كل طرف يحاول فرض رجاله فى ليبيا ويفرض قناعاته، قطر آخر دولة يمكن اعتبارها داعمة للنظام الإقليمى العام، والكل يعلم أنها مجرد رأس حربة لدول غربية تقوم بعملية القيادة من الخلف، قطر وكيلة عن المصالح الغربية والإسرائيلية فى المنطقة بدعمها الإخوان والجماعات الإرهابية مثل داعش»، وتابع: «وعلى نفس النهج تسير تركيا بعد أن فشلت أن تكون فى ذيل أوروبا، فعادت إلى العالم الإسلامى لتتزعمه وفشلت وهى تتحرك فى هذا الإطار»، وقال «شبانة»: «ليس صحيحاً أن ليبيا تدفع ثمن تنافس إقليمى بين مصر وقطر، مصر كان لديها نحو 2 مليون يعملون فى ليبيا، وتجارة واستثمارات وحدود، هل تغامر مصر بكل هذا كى تنافس دولة لا يتجاوز عدد أفراد جيشها 11 ألفاً و800، عندما تتحدث عن منافسة إقليمية لا تذكر قطر، فعندما تضع قطر فى جملة مفيدة مع مصر فإن هذا من أجل الشهرة».
المصدر: الوطن المصرية