2024-04-24 08:45 ص

أخطار القراصنة على الديمقراطية

2017-01-12
بقلم: رابح بوكريش
تجسس الدولة أو تجسس الدول على بعضها البعض امر واقع ومعروف منذ قديم الزمان ! ولكنه اختلف تماما في عصر المعلوماتية ! الذي طوى صفحة التجسس التقليدية القديمة والمعروفة. في السنوات الأخيرة تم اختراع وسائل جديدة للتجسس من أهمها الفيروسين ستكسنيت و فليم " ويقال إنهما يركزان على تنشيط ميكروفونات لتسجيل محادثات وأخذ لقطات مصورة، كما تراقب الاتصالات الإلكترونية للسفارات والبعثات الدبلوماسية . في هذا الصدد أعلن مدير الاستخبارات القوميّة الأميركيّة جيمس كلابر، أن روسيا حاولت التأثير على الانتخابات فيما لا يقلّ عن "24 دولة" وأكد كلابر إنّ "روسيا لا تزال طرفاً حاضراً بقوّة في الفضاء الإلكتروني في أرجاء العالم " . وهذا يعني أن الانتخابات التي اجريت في هذه البلدان مشكوك في نتائجها " نحن في انتظار معرفة اسماء هؤلاء البلدان 24 " . ولكن في مقابل ذلك يعرف الجميع أن امريكا تحتقر اصدقاءها الاوروبيين وتتجسس عليهم !! وعلى الجميع . على كل حال ليس في إمكان هذه الدول – ولا في إمكان أمريكا أن تتصدى لهذه المعضلة بالوسائل السياسية لأن موسكو تتقاعس عن اتخاذ التدابير الرادعة اللازمة للقضاء على هذه الشبكات. وتشير شركة "كراود سترايك" المتخصصة في امن المعلوماتية التي اكتشفت عمليات القرصنة على بيانات الحزب الديموقراطي، الى ان "كوزي بير" مرتبطة بأجهزة الاستخبارات العسكرية فيما ترتبط "فانسي بير" بجهاز الاستخبارات "اف اس بي" (خدمة الامن الاتحادي المعروفة سابقا بـ"كاي جي بي"). هذا يعني أنه أصبح من اليسير التأثير في كل عملية انتخابية مهما كانت قوة الدولة المستهدفة وهذا يعني ايضا أن هؤلاء القراصنة يمكنهم تغيير وجهة التاريخ . وليس من شك أن عمليات القرصنة على بيانات الحزب الديموقراطي جعلت من هذه القضية أهم مشكل تواجه أمريكا ، وإذا لم تسرع الدول المتطورة في ايجاد طريقة علمية لتصدي للقرصنة فإن كل ما وقع في السنوات الأخير سيتكرر في ظروف تكون أخطر بكثير من الظروف الراهنة . ولنبادر الى القول بأن عواقب القرصنة واضحة كل الوضوح للحياة السياسية في العالم ، وليس من المستبعد أن يستعمل هؤلاء القراصنة هذه الطريقة لسرقة الاموال العام والخاصة . في العالم العربي ليس هناك شيء يمكن للقراصنة أن يتجسسوا عليه بسبب المأزق الديمقراطي الذي تعيشه كل الدول العربية، وإن بدرجات مختلفة .